كيف نربط نتائج أبحاث الجامعة في مجال الصناعات النفطية وغير النفطية بالعالم الحقيقي الخارجي، وكيف يتواصل الباحثون من الجامعة مع المجتمع؟ وهل تطبق هذه الدراسات أم الجامعة محاطة بحاجز زجاجي،ويمكن النظر إلى نتائج البحوث من خلال الزجاج دون الوصول إليها؟.
الدكتور يحيى بن منصورالوهيبي، عميد البحث العلمي، يخترق لنا هذا الحاجز الزجاجي ويجيب عن هذه الأسئلة في الحوار الآتي:
المجالات البحثية
في سؤال عن أي المجالات البحثية تركز عليها البحوث التى تقوم بها الجامعة قال :تشمل البحوث التي يُجريها باحثو جامعة السلطان قابوس مختلف المجالات البحثية في السلطنة، ونستطيع إيجازها في الآتي: أولا: الأبحاث البيئية والبيولوجية: وتشمل قطاعات الزراعة والثروة السمكية والمياه والتنوع البيولوجي. وتركز على موضوعات فرعية مهمة تشمل تحسين إنتاجية الزراعة والثروة السمكية، والحفاظ على الموارد البيولوجية والمياه العذبة، والإدارة البيئية، والتركيز بصفة خاصة على التنمية المستدامة.كما تشمل موضوعات مهمة أخرى تتمثل في التغيرات المناخية، والتصحر، وتصريف المياه المستخدمة في إنتاج النفط، والمياه المالحة الناجمة عن عمليات تحلية المياه، والتلوث، ورصد الزلازل، وإدارة الموارد المائية، وحماية الكائنات المهددة بالانقراض وإحياء البيئة.ثانيًا: أبحاث الطاقة والموارد غير المتجددة: وتركز على صناعة النفط والغاز في السلطنة وتهتم بالسبل الكفيلة بتوفير المعلومات الخاصة بمواقع المخزونات الكامنة وطبيعتها، وتحسين عمليات استخراج النفط وإيجاد مصادر بديلة للطاقة بما في ذلك الطاقة الشمسية وغيرها من أشكال الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى علوم الأرض والموارد المعدنية.ثالثًا: أبحاث العلوم الإنسانية والاجتماعية: وتشمل فروع الثقافة والاقتصاد ونظريات التجارة والإدارة والمجتمع والجغرافيا والقانون، فضلا عن التاريخ والآثار واللغات والآداب. وتركز على ثلاثة موضوعات فرعية مهمة هي الاقتصاد والثقافات والمجتمع.
رابعًا: أبحاث نظم المعلومات والاتصالات: وتشمل الاتصالات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيا الرقمية وعلم الحاسوب والتجارة الإلكترونية والهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب والفيزياء والمعلوماتية والرياضيات. وتركز على موضوعات فرعية رئيسية تشمل هندسة الحاسوب وعلم الحاسوب وتقانة المعلومات ونظم المعلومات الإدارية وهندسة البرمجيات وتقانة الاتصالات والشبكات والأنظمة المدمجة والإلكترونيات وأجهزة القياس والتحكم.خامسًا: الأبحاث الأساسية: التي تتناول تطوير المعرفة في المجالات الأساسية في العلوم عامة والعلوم الإنسانية، بما في ذلك الفلسفة واللسانيات والرياضيات والإحصاء والاقتصاد البيئي والفيزياء النظرية والفيزياء الجيولوجية، والكيمياء الطبيعية وعلم البيئة وعلم الأحياء الرياضي. وترتكز أساسًا على نماذج نظرية وتقدم الموضوعات التي تقوم على إضاءات معينة ولا تتضمن تطبيقا واضحا أو مباشرا. وتشمل هذه الأبحاث عددًا من الموضوعات الفرعية من بينها فيزياء السوائل وفيزياء الطاقة العالية والتحليل الرياضي وأنظمة الرياضيات المنفصلة ونظام الديناميكية والمعادلات التفاضلية والنمذجة والكسوريات ونظرية الفوضى ونظرية الحوسبة.
سادسًا: أبحاث المواد: التي تشمل الدراسات المتعلقة بتطور المواد الطبيعية والاصطناعية بما في ذلك سماتها وبنيتها وخصائصها (الطبيعية والكيميائية). وتشمل الموضوعات الفرعية مثل فيزياء المادة المكثفة، ودراسات المواد متناهية الصغر، والموصلات الفائقة، والمعادن ومواد البناء والمكونات الإلكترونية. سابعًا: الأبحاث التربوية: التي تتناول علم النفس التربوي والتعليم في الطفولة المبكرة والسياسات اللغوية والتخطيط اللغوي واكتساب اللغة والاختبارات والاعتماد الأكاديمي وضبط الجودة والتقويم والتقييم وتقانات التعليم والإرشاد والتوجيه المهني والاحتياجات الخاصة وتنمية الموارد البشرية والقيادة .كما إنها تستخدم أساليب تربوية جديدة.ثامنًا: الأبحاث المتعلقة بالصناعة: وتشمل التقانات الصناعية والهندسية وسلامة الغذاء والأمن الغذائي وصناعة الأغذية والجوانب التجارية. وتتناول الموضوعات الفرعية الرئيسية كالحوكمة والأسواق المالية وإدارة الموارد البشرية والتجارة الإلكترونية ومسائل أخرى كالبناء والتقانة الحيوية والصناعات التحويلية.تاسعًا: أبحاث الحياة والعلوم الصحية: وتشمل كافة التخصصات الطبية والتمريض والصيدلة .
ربط نتائج أبحاث الجامعة بالمجتمع الخارجي
أما عن ربط نتائج هذه الأبحاث بالمجتمع الخارجي فقال :يُعدّ المجتمع هو هدف البحث العلمي بالجامعة، فما يقوم به الباحثون والأكاديميون من أبحاث ودراسات في مختلف المجالات يرتبط بشكل مباشر وغير مباشر به؛ لذا فإن الجامعة تستثمر كل الوسائل الممكنة للوصول إليه وإعلامه، وإبراز النتاجات البحثية أمامه. ويأتي الإعلام في مقدمة هذه الوسائل حيث كوّنا علاقات وثيقة مع كل الوسائل الإعلامية التقليدية والجديدة في السلطنة، ومن خلالها نبث أخبارنا ومرئياتنا، ورسائلنا، بالإضافة إلى الاشتراك في البرامج الحوارية التي لها علاقة بالبحث العلمي، كما أن المشاركة في معارض الكتب داخل السلطنة وخارجها تُعدّ حلقة وصل بين الجهود البحثية المبذولة في الجامعة، والمستفيدين منها في المجتمع، بالإضافة إلى الندوات والمؤتمرات والمشاركات المختلفة التي يحرص باحثو الجامعة وأكاديميوها على المشاركة فيها باستمرار.
تطبيق نتائج الدراسات
وعن تطبيق نتائج هذه الدراسات عمليا ذكر الدكتور يحيى الوهيبي : أن كل بحث أو دراسة علمية يكون هدفه الأساسي تطبيق النتائج على أرض الواقع وبشكل عملي، لكن هذا التطبيق لنتائج الدراسات والبحوث يختلف باختلاف موضوعاتها، والفئة الموجهة لها، وكذلك الجهة القائمة عليها، فهناك دراسات استشارية تقدّمها الجامعة لبعض الجهات، ويكون تنفيذ النتائج منوطًا بها، وهناك دراسات خرجت بحلول تم تطبيقها على أرض الواقع، وهناك دراسات فسّرت بعض الظواهر المجتمعية، وأخرى صدرت بسببها قوانين وأنظمة، وبشكل عام فإن العوائد التي حققتها نتائج الدراسات البحثية في الجامعة أسهمت في اعتماد الجامعة كـ “بيت خبرة” حيث يقصدها الآن الكثير من الجهات داخل السلطنة وخارجها للقيام بدراسات استشارية، كما قامت شركات بالاتفاق مع الجامعة على تمويل بحوث تتصل بالمجالات التي تعمل بها كمنح الشركة العمانية للاتصالات ( عمانتل) ومنح شركة بي بي عمان.