قلم رصاص الراحل حمدي قنديل يبوح بأسراره
“لا يستطيع الصحفي النجاح إذا لم يتغلب على تردده ولا يستطيع المواصلة إذا لم يتغلب على مخاوفه”، هكذا تحدث الإعلامي المصري حمدي قنديل -رحمه الله – إلى عدسة نشرة المسار في الجامعة، وكان ذلك في أبريل عام 2007 أثناء مشاركته في فعاليات ملتقى الإبداع الإعلامي الذي جاء تنظيمه بالتعاون بين قسم الإعلام في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية ودائرة العلاقات العامة والإعلام.
وقد قام بإجراء الحوار مع هذا الإعلامي الكبير الذي غيّبه الموت مؤخرًا طلبة قسم الإعلام في الجامعة آنذاك، وما تزال كلماته حية أمامنا ومكتوبة بحبر يختزل الكثير من الحكمة والإنجاز، وقد وصفه الطلبة في مقدمة الحوار بسرعة البديهة وخفة الدم، وجاء الموضوع بعنوان “طبيب إعلامي يحقن العرب بقلم رصاص”، ونشر في العدد رقم 108 بتاريخ 30 أبريل 2007م.
تذوقنا معه ملح بداياته في عام 1956 مع جريدة أخبار اليوم وبالتحديد في باب “أنت تقرأ ونحن ندفع”، وكانت الجريدة تدفع جنيها واحدًا عن كل رسالة تنشر في هذه الزاوية، كما استمعنا إلى مسيرته الطويلة مع برنامج “رئيس التحرير” على شاشة التلفزيون المصري وبرنامج “قلم رصاص” على شاشة تلفزيون دبي، وحول التحديات أو المطبَّات التي واجهها قال قنديل: مررت بمطبات كثيرة بسبب ولوجي هذا المجال، لكن إيماني العميق بأنني أقدِّم رسالة يجب أن تصل إلى الجمهور بأي شكل من الأشكال هو ما دفعني إلى المواصلة والاستمرار رغم لحظات الإحباط من السياسات العامة أو من البيئة المحلية، فالتصميم كان رفيقي الدائم حتى لحظات اليأس والجمهور يجب أن يعرف ويتبيّن الحقائق ويعي من أي موقف هو، دون أن نسلبه الإحساس بالأمل أو أن نخدعه وهذا العمل فيه كثير من العوائق، وقد حاولت التحايل عليها من خلال بعض التنازلات التي لا تؤثر على مصداقية الرسالة التي أقدمها، فهناك دومًا خطوط حمراء بالنسبة للحدِّ الذي يمكنني فيه تقبُّل التدخلات فيما يخص عملي ولا يمكن تجاوزها، وإلى الآن لم أفقد الحماس في أداء رسالتي الإعلامية، كما أن حبي لهذه المهنة هو وقود آخر للصمود والثبات في تقديم رسالتي للناس”.
ويتابع قنديل بوحه لنشرة المسار فيقول بأن الصحافة مهمة في تكوين الإعلامي الناجح، والمذيع يجب أن يكون صحفيًّا حتى يكون إعلاميًّا ناجحًا بحيث يستطيع كتابة الخبر وتحريره، ونجاح أي برنامج لا يعتمد على شكل المذيع أو صوته وإنما يعتمد على مضمون البرنامج المعد إعدادًا جيدًا وبأسلوب شيق، فالبرنامج يستمد شخصيته من أسلوب المذيع في الإعداد ومدى معرفته وإدراكه لذلك المضمون.
ومن كلامه أيضا: “على الإعلامي أن يأخذ الحياة بجدٍّ وأن يحب العمل الإعلامي حتى يستطيع أن يطوِّر من أدائه، ويعطي الأفضل للجمهور كما أن الحماس من العناصر المهمة في أداء أي رسالة إعلامية فلا تدعو الحماس يذبل”.