جنى البابا، إخصائية برامج العلوم الاجتماعية والإنسانية بمكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم في الدول العربية، كانت ضيفة في المؤتمر الدولي الخامس لكلية التربية “الرياضة والتنمية المستدامة”. قدمت ورقة عمل بعنوان “زيادة قوة الرياضة من أجل التنمية المستدامة” أشارت خلالها إلى العلاقة بين الرياضة والتنمية المستدامة، وكيف يمكننا أن نعزز هذه العلاقة ونعزز من دور الرياضة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية. كان لنا معها لقاء ركزنا فيه على دور منظمة اليونسكو في هذا المجال لاسيما في تطوير وتنفيذ سياسات تعليم الرياضة في المدارس وخارجها لأجل استخدامها لتعزيز قيم الشباب والتلاميذ، فقدمت لنا التفاصيل الآتية:
عن الورقة البحثية التي قدمتها جنى البابا في المؤتمر الدولي الخامس لكلية التربية كان سؤالنا حول مختصر العلاقة بين التنمية والرياضة
فقالت “تلعب الرياضة دورًا حيويًّا في تحقيق التنمية المستدامة بأبعادها المختلفة، وهذا ما أقرّت به دول العالم في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، إذ نصّت صراحة في الديباجة على أن الرياضة هي عامل تمكيني للتنمية بالنظر إلى دورها في تشجيع التسامح والاحترام، والإسهام في تمكين المرأة والشباب والأفراد والمجتمعات، وبلوغ الأهداف المنشودة في مجالات الصحة والتعليم والاندماج الاجتماعي”.
ولأنها عضو في اليونسكو سألناها عن الدور الذي تقوم به المنظمة في مجال تنمية الرياضة
أوضحت البابا أن اليونسكو هي منظمة الأمم المتحدة المعنية بشكل مباشر بالرياضة، وأضافت “تضطلع اليونسكو بأدوار مختلفة في هذا المجال، إذ توفر المساعدة والخدمات الإرشادية للحكومات والمنظمات غير الحكومية والخبراء لمناقشة التحديات المتطورة التي تواجهها التربية البدنية والرياضة. وتساعد المنظمة أيضًا الدول الأعضاء الراغبة في صياغة نظام تدريبها في مجال التربية البدنية أو تعزيزه كما تقدم المشورة لها”.
إضافة إلى ذلك تذكر البابا أن المنظمة تضع خبرتها في خدمة تصميم البرامج الإنمائية وتطبيقها في مجال الرياضة، وتؤدي كذلك دور (الأمانة العامة للجنة الحكومية الدولية للتربية البدنية والرياضة) التي تشكّلت بهدف تعزيز التعاون الدولي في مجال النشاط البدني في سبيل تعزيز السلام والصداقة والتفاهم والاحترام المتبادل بين الشعوب، وهي لجنة مؤلفة من 18 دولة عضوًا منتخَبًا.
كما حدثتنا عن الأجندة التي تختص بالرياضة في منظومة اليونسكو
إذ تشير البابا إلى عدد من المواضيع المختلفة التي يركز برنامج الرياضة في اليونسكو عليها وهي: تسخير الرياضة من أجل السلام والتنمية، جودة التربية البدنية، الألعاب والرياضة التقليدية، تمكين النساء والفتيات من خلال الرياضة، مكافحة استخدام المنشطات.
وقد ذكرت في المؤتمر أن التربية البدنية في البلاد العربية بحاجة إلى إعادة النظر في سياساتها، فكان تفسيرها…
“تعاني التربية البدنية في الدول العربية – كما في الكثير من بلدان العالم – من تحديات هيكلية متعدّدة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: ضعف البنية التحتية والمرافق والمعدات، وعدم توفّر طاقم تدريسي مؤهل بالدرجة اللازمة، وعدم كفاية المناهج والمواد التعليمية. ويكمن التحدّي الرئيسي في صعوبة توفير فرص الوصول إلى الرياضة لجميع فئات المجتمع دون تمييز باعتبار الرياضة حقًا للجميع”. وتظن البابا أن السبب في تجذّر هذه التحدّيات في الكثير من البلدان يعود إلى اعتبار الرياضة في مرتبة أدنى من باقي البرامج التعليمية، فلا تنال الاهتمام المطلوب ولا يتمّ الاستثمار فيها بما يكفي. من هذا المنطلق، تبرز الحاجة إلى إعادة النظر في سياسات التربية البدنية في المنطقة العربية وإدخال الجودة فيها.
وجاء جوابها حول حل مشكلة جهل الدول العربية بدور اليونسكو في المجال الرياضي
“لابدّ من تعزيز الشراكات بين اليونسكو والدول العربية في مجال الرياضة من أجل التنمية وتكثيف برامج الرياضة المنفذة في المنطقة. ومن جهة ثانية، فإن الدول العربية مدعوة لتعظيم مشاركتها في المؤتمرات الدولية للوزراء وكبار الموظفين المسؤولين عن التربية البدنية والرياضة، الذي تنظمه اليونسكو بشكل دوري، باعتبار هذا المؤتمر المنصة الأساسية لتعزيز التقارب الدولي في مجال الرياضة”.
لتحقيق علاقة قوية بين الرياضة والتنمية في بلد مثل سلطنة عمان، تذكر جنى البابا
“في عمان، كما في أي دولة من دول العالم، تتحقّق علاقة قوية بين الرياضة والتنمية عندما تكون الرياضة شاملة للجميع، وعندما تعمل كافة الأطراف المعنية – حكومية أو غير حكومية أو أكاديمية – بتآزر لمراجعة الخطط ذات العلاقة وتنفيذها على أفضل وجه، ذلك أن فائدة الرياضة على التنمية لا تأتي بشكل تلقائي. ومن المهم كذلك أن تتوفر نظم لمتابعة وتقييم البرامج الرياضية بحيث يتم الارتقاء بها بشكل مستمر إلى المستوى المطلوب”.