X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

على كرسي التنويم المغناطيسي

هو أحد المباحث المثيرة في علم النفس ويعرف بالتنويم المغناطيسي أو الإيحائي، وأول من استخدمه قدماء المصريين منذ 5000 عام واليونانيون وغيرهم، ومع مرور السنوات استخدم التنويم المغناطيسي في العصر الحديث وبالتحديد في القرن الثامن عشر على يد الطبيب النمساوي فرانز أنطوان ميزمر الذي استخدمه لتخدير المرضى، وكثر الكلام عن هذا المجال فوقع البعض في حيرة كبيرة بين العلم وبين الخرافة وبين مؤيد ومعارض، فسعينا إلى إماطة اللثام عن وجه هذه الحيرة، وطرقنا باب الأستاذة بثينة بنت محمد بن الحاج باقر، أخصائية إرشاد وتوجيه بوحدة التعليم الطبي ونظم المعلومات في كلية الطب والعلوم الصحية، وكان هذا الحوار معها.

ما مفهوم التنويم المغناطيسي/ الإيحائي؟

هو نوع من أنواع العلاج النفسي الذي يتعمق في العقل الباطن، والعقل الإنساني عبارة عن ثلاثة أجزاء، 10 في المائة منه عبارة عن العقل الواعي ويتضمن “المصفي الناقد Critical Filter” وهو ينضج في عمر التاسعة، و90 في المائة يتضمن العقل الباطن ووظيفته تتمثل في تخزين المعلومات والتجارب السابقة والشعور بالمرئيات من حولنا وتوارث بعض الصفات من الأجداد، وأما الجزء الأخير فهو العقل البدائي وهو يتعلق بالمواجهة أو الهروب من المواقف، التنويم المغناطيسي بدأ منذ زمن الفراعنة ثم انتقل إلى أوروبا وبعدها انتشر في سائر أقطار العالم، وكما ذكرت هو نوع من أنواع العلاجات التي تخترق العقل الباطن دون التعدي على خصوصية العميل، وهو يسلم جزءًا من نفسه للمعالج ولديه الحرية بأن يفصح أو يحتفظ بخصوصيته، وهناك حالة بديلة يكون فيها العميل في كامل قواه لكنه سمح للمعالج أن يدخل في عالمه الخاص.

مفاهيم خاطئة

 

ما أكثر المفاهيم الخاطئة لدى الناس عن هذا المجال؟


بعض الناس لا يعلمون بأن هذا المجال يستخدم في العلاج ولديه مفاهيم خاطئة، منها: أن المعالج لديه حرية التحكم بالعميل كما يشاء وأنه سيبوح بكل خصوصياته دون علمه، وهذا تصور خاطئ فالمعالج محكوم بأخلاقيات وقوانين ولا يحق له أن يأخذ أي معلومات دون إذن من العميل، والأخير يكون في كامل قواه عندما يفتح المجال لمن يثق به كمعالج.
وقد يتوقعون أن له علاقة بالسحر، وكل ما هنالك هو أن يتوصل الإنسان بعقله الباطن ويستأصل المشكلة ويقوم بالتحكم بها.

 

علاج المشاكل

 

كيف بإمكاننا علاج المشاكل النفسية عبر التنويم المغناطيسي؟


يستخدم هذا العلاج في الوصول إلى عقر دار المشكلة النفسية ومعرفة تاريخها وأسبابها، إذ يدخل العميل في مجموعة من الذكريات والمواقف المرتبطة بمشكلة ما ويتم علاجها تحت تأثير التنويم المغناطيسي، ويستطيع في تلك اللحظات التحكم من وجهة/ موقف الشخص الراشد، فالعميل في هذه اللحظات يشاهد تلك المواقف من منظور الأقوى والأكثر تحكمًا، وهنا يتعلم العميل بأن لديه الاستطاعة والقدرة على حل مشاكله والمواقف الصعبة على مستوى العقل الواعي والباطن.

 

لأجل الفائدة

كيف ترون مستقبل هذا المجال في بلادنا؟

يمكن لهذا العلم أن يدرس في المعاهد والمراكز المتخصصة من خلال دورات تعليمية وتدريبية، إضافة إلى ذلك تدريب المهنيين في القطاع الصحي الذين يتعاملون مع المرضى في كيفية التحكم بالألم.
وهذا العلم مفيد للإنسان العادي ومن خلاله يستطيع معرفة نفسه وتجاربه وتفسير عواطفه وما يدور حوله مع تقييم الظروف، ومن ثم بالإمكان حل المشكلة بدون أي تعقيدات، وعندما نفهم أنفسنا فإننا نستطيع أن نتفهم الآخرين وهكذا تعم الفائدة، فهذا العلم يساعد الإنسان ليتفهم نفسه وظروفه، ويساعده على حل معضلاته العاطفية التي تؤثر على صحته النفسية والبدنية.
وتوفير هذه الخدمة في المؤسسات التعليمة والمستشفيات وغيرها كجزء من العلاج النفسي يساهم في علاج الكثير من الحالات، ويمكننا كمعالجين مساعدة الفرد من خلال تعليمه الطرق التي تمكّنه من مساعدة نفسه، والطب الحديث بدأ الآن باستشارة المريض في خطة علاجه فعوضًا عن تولي الطبيب المسؤولية الكاملة للخطة العلاجية فإنه يقوم بإشراك المريض في هذه الخطة.

 

About the Author

حسن اللواتي

حسن اللواتي

رئيس قسم الإعلام