X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

اصعد إلى القمر وأكمل الحلم

استمعت إليهم: ريهام بنت سيف الحاتمية

علينا أن نحلم وأعيننا مفتوحة، فسرعان ما يتلاشى الحلم بعد اليقظة ولكن التشبث بتحقيق أحلامنا على أرض الواقع هو الطريق الصحيح الذي يقودنا إلى القمر، فالحكاية تبدأ بحلم ثم طموح ثم إصرار وعمل ثم نعيش ذاك الحلم بكل تجلياته كما رسمناه، فما هو حلم الطالب الجامعي؟ وهل يحقق الطالب أحلامه أم أنها تظل قابعة في أذهانهم؟ وما هو دور الجامعة؟ وكيف تسهم الأسرة في التخطيط للأحلام أو كيفية وضعها؟

السلامة العقلية

يذكر الدكتور محمد بيومي، أستاذ علم الاجتماع المساعد بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، أن الحلم لدى أي شاب أو شابة من الناحية العلمية هو أمر طبيعي، يؤكد على السلامة العقلية، والصحة النفسية والاجتماعية للطالب الجامعي، وإن لم يحلم الطالب، خاصة الطالب الجامعي أثناء وجوده في المرحلة الجامعية، فهذا يؤكد أن أفكاره العقلية غير سليمة،  وغير مترتبة؛ لأن لا عمل بدون حلم،  ولا عمل بدون هدف، ولا هدف بدون أمل، فالأمل والهدف يتحققان بالأحلام، سواء كانت الأحلام قريبة من الواقع يستطيع المرء أن يحققها، أو كانت تبتعد عن الواقع كثيرًا. ويؤكد الدكتور أن مرور الفرد بالخبرات والتنشئة الاجتماعية والتعليم يجعله يبدأ بترتيب أحلامه وفقًا لقدراته وما يتماشى مع الواقع، مضيفًا أن الطالب الجامعي يحلم ليحقق أهدافه وغاياته، فهو يحلم في مرحلته الجامعية أن يحقق هدفه الأول الذي دخل من أجله الجامعة وهو الحصول على شهادة البكالوريوس، ثم الوصول إلى فرصة عمل جيدة وملائمة، حتى يستطيع أن يستكمل سيرته الحياتية والعملية.

الإمكانات

أشار الطالب علي بن مسعود الطوقي من كلية الاقتصاد والعلوم السياسة، إلى أن المحيط الجامعي يؤثر بنسبة كبيرة على أحلام الطالب، فهو يجعل الطالب يكتشف نفسه، ويدرك مراده ومبتغاه، وأن الكثير من الطلبة في حياتهم المدرسية لا يعرفون ماهية الحلم وأن عليهم أن يسعوا لتحقيقه، ولكن بمجرد دخول الطالب الوسط الجامعي فإنه يستنير بالظروف المحيطة المهيأة ليطلق أحلامه.  وأضاف: إن الجامعة جعلت لكل كلية جماعة طلابية تحوي مجموعات طلابية مخصصة لكل تخصص في الكلية، فضلا عن الجماعات الطلابية التابعة لعمادة شؤون الطلبة، فالجامعة تبذل الجهود وتوفر الإمكانات ليكتشف الطالب من خلالها حلمه ويبدأ بتحقيقه، ويكمن دور الطالب في السعي!

وأوضح الطوقي أن الظروف الاقتصادية الراهنة تدفع بالطالب ليبدأ بتحقيق أحد أحلامه ويدير مشروعه التجاري الخاص، والجامعة ترحب بهذه الأفكار وتساعد الطلبة على النهوض بأنفسهم من خلال وجود مشاريع كمشروع شركتي، وجماعة الابتكار وريادة الأعمال، والعديد من المسابقات المالية المتاحة. وأكد في الختام أن الجماعات الطلابية وفرت للطالب كل الإمكانات التي تساعده على النجاح على الصعيدين العلمي والعملي.

محرك

وذكرت الطالبة هنادي حمدان البلوشية، تخصص علاقات عامة وإعلان، أن الحلم يؤثر على الطالب الجامعي، إذ يكون دافعًا له نحو التقدم، ولكي يبذل قصارى جهده لأنه يتذكر الحلم الذي يعمل لأجله. وعندما يواجه الصعوبات لا يمكن القول بأنه لا يتأثر ولكن مجرد تذكر الحلم والمدار الخاص به فإن ذلك يخفف عنه الكثير ويساعده على النهوض ومواصلة المسير.

وأضافت بأن الطالب الذي لديه حلم معين ستسير حياته وفق خطة بمعنى أنها منظمة، بعكس الطالب الذي يعيش بدون حلم نجد أن سير حياته عشوائي أي يعيش اليوم ولا يفكر بما بعد هذا اليوم.  وأوضحت بأن الحلم لدى الطالب كالمحرك الذي يدفعه نحو التقدم والرقي.

الشغف

لؤي عبد الله السعيدي، طالب بكلية الحقوق، أبدى الرأي بقوله: إن بإمكان أي شخص وليس فقط الطالب الجامعي أن يحقق أحلامه التي تدور في ذهنه، وذلك إذا كان شغِفًا للوصول إليها وطموحًا لتحقيقها، ولكن إذا توقف في خطوة وضع الأحلام فقط دون العمل أو بذل الجهود الواضحة المذكورة، فهنا نقول إن مدى أحلامه محصور ولا يمكن أن يتجاوزه، إذ يجب أن يكون الطالب الجامعي أكثر شغفًا لتحقيق أحلامه؛ لأن الجامعة وبيئتها تتبنى وتوفر كل السبل التي يستطيع الطالب من خلالها الوصول لحلمه المراد.

ويخاطب الطالب محمد بن عباس البلوشي، طالب بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، الأسر بوصفها أحد أهم ركائز التنشئة الاجتماعية بضرورة تدريب أطفالهم على صياغة وترتيب الأحلام منذ نعومة أظافرهم قائلا: لا شك بأن دور الأسرة يمثل الركيزة الأمثل في تنشئة الفرد، لذلك سيكولوجية الفرد تنصبغ بطابع المحيط الأسري بنسبة ما، وقد تكون متفاوتة بين الأفراد. وأضاف: من هذا المنطلق فإن دور الأسرة في وضع تصور أو طموح مستقبلي في ذهن الطفل ناتج عن اهتمام الأسرة وتوجيه الطفل في سياق الطموح العالي والمثابرة لنيل المراتب العالية،  ومن جانب آخر قد تهدم الأسرة مستقبل الطفل حين تشجعه على  الدخول في التخصصات المتعارف عليها باعتبار أنها الأسمى، والتي قد لا تتواكب مع ميول الطفل بعد سن الإدراك،  ويأتي هنا دور الأسرة في ترسيخ الطموح في أذهان أبنائهم وتعليمهم صياغة الحلم والسعي إلى تحقيقه دون أدنى تدخل منهم في وضع الأحلام أو تأطيرها بالأطر الاجتماعية والثقافية السائدة.

 

About the Author