X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

يضع خارطة نجاح لرواد الأعمال

بماذا نصح طلبة الجامعات؟

 

هل المناهج الأكاديمية والوسائل التعليمية بجامعاتنا العربية تتماشى مع تطلعات الجيل الجديد؟ وإذا كان العديد من جامعات العالم أصبح مصانع للابتكار فأين جامعاتنا من ذلك؟ وما خارطة الطريق لطلبة الجامعات ليكونوا رواد أعمال ناجحين؟ علامات الاستفهام هذه وغيرها أجاب عنها سعادة الدكتور كريم الصغير مدير جامعة عجمان من خلال حواره مع ” أنوار”.
إجابات الصغير تكتسب أهميتها من كونه صاحب خبرات مرموقة على الصعيدين الأكاديمي والعملي، فهو يمتلك تجربة مهنية في أربع قارات، وعمل عضوا في منتدى البحوث الاقتصادية والبنك الدولي، وبفريق مراجعة النظراء لزيارات الاعتماد AACSB وEQUIS، ومحكّما وعضوا في لجان تقييم الجامعات.

• قمتم مؤخرا بزيارة جامعة السلطان قابوس حدثنا عن مجالات التعاون بينكم؟
بداية، يطيب لي أن أعبر عن وافر تقديري واحترامي للقائمين على جامعة السلطان قابوس، هذا الصرح العلمي المتميز الذي سُعدنا بزيارته والالتقاء بالمسؤولين فيه، وبحثنا خلال زيارتنا سبل التعاون في مختلف المجالات بين المؤسستين الأكاديميتين. واستشرافًا للعقد الرابع لجامعتنا، ارتأينا أن نعزز وجودنا وتواصلنا مع مختلف المؤسسات الأكاديمية في دول المنطقة والعالم. ومن هنا جاءت هذه الزيارة التي نأمل أن نحصد ثمارها من خلال تفعيل التعاون في مجالات البحث العلمي والاستدامة والذكاء الاصطناعي، وأن نتبادل الخبرات الأكاديمية بما يحقق المصلحة لكلا الجامعتين.

• تسهم التكنولوجيا في تغيير مشهد التعليم العالي وتطوره، ما الإستراتيجية التي تقترحها للجامعات في وطننا العربي؟
لا يخلو مجال من مجالات التعليم من استخدام وسائل التكنولوجيا التعليميّة فيه، وقد أثّرت التكنولوجيا على العملية التعليمية بشكل كبير، فلم يعد الزمان أو المكان عائقًا لنيل العلم والمعرفة، وذلك بعد ظهور التعليم “Massive Open Online Courses” بما ساهم أيضا في خفض التكاليف وجعل التواصل أكثر فاعلية، وأصبحت مصادر التعلم سهلة الوصول من خلال مواقع ومحركات البحث المعروفة على شبكة الإنترنت، التي يمكن من خلالها أن يقوم الطالب بتحميل المساقات والوثائق المصاحبة مثل الكتب الإلكترونية أو الفيديوهات التعليمية وغيرها. كما ساهم تطور التكنولوجيا في وجود مصادر تعليميّة مختلفة، وهذا بدوره أدى إلى توفير سبل الإبداع والتميز لدى الطلبة، وتطوير قدراتهم الذاتيّة، ومع دخول عصر الذكاء الاصطناعي، أصبح الأمر إلزاميًّا على المؤسسات التعليمية لإعادة النظر في المناهج الأكاديمية والوسائل التعليمية التي تستخدمها، وتحويلها إلى أساليب حديثة ومتطورة تتماشى مع تطلعات الجيل الجديد.
ونحن في جامعة عجمان أطلقنا مشروع الكتاب الإلكتروني الذي سيستخدم في جميع المقررات الدراسية كبديل للكتاب الورقي، كما انتهت الجامعة من تجهيز 14 قاعة دراسية ذكية في عدة كليات، تتميز هذه القاعات بتوفيرها لبيئة تعليمية تفاعلية مدعومة بتقنيات تعليمية متطورة، كالمنصة الإلكترونية المتصلة بشبكة الإنترنت، وجهاز عرض البيانات، والسبورة التفاعلية بما يعزز من درجة الاستيعاب والتفاعل في العملية التعليمية.
وتعمل الجامعة على تطوير وتحديث خدماتها من خلال تبني نظام جديد لإدارة معلومات الطلبة، وهو نظام Banner، إذ يجري العمل حاليًا على كافة الترتيبات اللازمة لهذا المشروع والمتوقع اكتماله مع بداية العام الجامعي 2018/2019، إذ سيوفر قاعدة إلكترونية متطورة تسهم في تسهيل إجراءات التسجيل وتحسين كافة الخدمات الإلكترونية من التحاق وتسجيل ودفع وكافة الخدمات الأخرى.
كما فعّلت الجامعة أنظمة الدفع الإلكتروني وزيادة الاعتماد عليها، بما يسهل من إجراءات العمل ويعزز من مساعيها في تعزيز الخدمات الإلكترونية.

• العديد من الجامعات العريقة أصبحت مصانع للابتكار.. أين نحن؟
شهدت عملية تنظيم المشاريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نموّا كبيرا في السنوات القليلة الماضية، إلا أنها مازالت تواجه بعض التحديات مثل معظم مناطق العالم، ومن هذه التحديات محدودية البيئة المحيطة وعدم تمكّن الشركات الناشئة في بعض البلدان من الحفاظ على أعمالها التجارية وتنميتها بسبب نقص المهارات والتوجيه السليم، وعدم الحصول على التمويل، وانعدام حقوق الملكية الفكرية، وضعف الأُطُر والقوانين التنظيمية، وغياب المعلومات والبيانات ذات الصلة بالمشاريع المشابهة، إضافة إلى غياب المفاهيم التي تتعلق بالإنماء وتطوير المشاريع. وكل هذه التحديات لا يمكن التغلب عليها إلا من خلال هيئات محايدة نشطة ومهتمة، مثل الجامعات.
وانطلاقًا من ذلك، جاءت فكرة إطلاق مركز الابتكار في جامعة عجمان، والذي يُعنى بتعزيز الابتكار وترجمة التقنيات والأفكار وتحويلها إلى مشاريع قابلة للتطبيق بحيث تكون ذات جدوى اقتصادية وقابلة للتطوير.
إذ يهدف مركز الابتكار إلى خلق منبر للابتكار يتيح فضاءات أرحب للتفاعل الخَلَاق بين الطلبة والخريجين وأعضاء هيئة التدريس والجهات الحكومية والصناعية وقطاعات المجتمع المختلفة من أجل تحقيق منافع اقتصادية واجتماعية ملموسة لكافة المشاركين من أصحاب المصلحة، يتم ذلك عبر تبادل الأفكار والحلول الخلاقة والعمل على تطبيقها في أرض الواقع. كذلك يتضمن “مركز الابتكار” حاضنة للأعمال التجارية لفائدة أصحاب المشاريع المحتملين الذين يتطلعون إلى تجسيد ابتكارات التكنولوجيا الحديثة في شكل أعمال تجارية مجدية اقتصاديًّا وقابلة للتكيف والتطور، الأمر الذي يساهم في النمو الاقتصادي وخلق فرص جديدة للعمل.
وأرى أنه يتوجب على الجامعات أن تكون نشِطة في إنتاج ونشر أبحاث وبيانات ذات فعالية عالية حول ريادة الأعمال في المنطقة العربية، وهذا هدف إستراتيجي من أهداف مركز جامعة عجمان للابتكار لدعم المشاريع والشركات الناشئة في مرحلة مبكرة، ويجب أن تركز الجامعات على تخريج جيل من الطلبة يتمتعون بالتفكير النقدي، ومهارات حل المشكلات، والابتكار، والذكاء العاطفي، ومدعومين بمهارات التفاوض، والمرونة والثقافة المعرفية العالية، وتلك هي السمات الرئيسية لأصحاب المشاريع ورواد الأعمال الناجحين.

 

About the Author

حسن اللواتي

حسن اللواتي

رئيس قسم الإعلام