X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

ركلة جزاء ضد الروح الرياضية

تشجيع الساحرة المستديرة فنون تهز شباك الجنون!

 

ينقلها لكم ـ مازن الوردي :

عيون مترقّبة، أعصاب مشدودة، حماس يصل للقفز والرقص عند تسجيل هدف، وسبّ وقذف علني، وتوجيه اتهامات بالتقصير إلى اللاعبين أو الحكام عند ضياع فرصة لهز الشباك أو التغاضي عن احتساب مخالفة حتى لو كانت رمية جانبية، ومباراة خارج المستطيل الأخضر بين مشجعي الساحرة المستديرة تستمر أحيانا لأيام بعد انتهاء الوقت الأصلى والإضافي. المشهد السابق نراه كثيرا دون أن يحصل أي من المشجعين على بطاقة حمراء لارتكابه ركلة جزاء ضد الروح الرياضية، فما سر هذا الهوس الرياضي؟

يقول إبراهيم بن سعيد العزري طالب بكلية العلوم: أتحوّل لشخص آخر وقت التشجيع، لا أتمالك نفسي ولا أتحكم في أعصابي ، وقد تخرج مني تلقائياً بعض الأحيان عبارات سب وشتم، حتى أن حالتي المزاجية تتغير وفق فوز فريقي المفضل أو خسارته، ولا يمكنني التخلي عن شغف أو هوس التشجيع مهما حدث، وفي بعض الأحيان أعبر عن استيائي من نتيجة المباراة في مجموعات الواتس آب.
ويؤكد معتصم بن غانم الغاوي، طالب بكلية الهندسة، على أن هوس المباريات يصيبه قبل بدايتها وذلك من خلال متابعته المواقع الإخبارية الرياضية لمعرفة اللاعبين الحاضرين والغائبين عن اللقاء، فأحيانا يصاب بحمى القلق في حالة غياب لاعبين بارزين من الفريق الذي يتابعه، وأحيانا أخرى تنتابه حالة من الفرح بغياب لاعبين من الفريق المنافس، ومنذ انطلاق ضربة البداية وحتى صافرة النهاية تسيطر عليه حالة من الترقب والخوف وعدم تمالك النفس في بعض الأحيان خصوصا في الأخطاء التحكيمية أو إهدار فرصة لهز الشباك.

 

 

سر الهوس


طارق بن محمد الهنائي، طالب بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، يقول بأن أبرز أسباب الهوس الرياضي الجهل وغياب الثقافة التربوية، والضغوط النفسية والاجتماعية، كما أن الإعلام له دور بارز في شحن الجمهور، الذي يقوم بتفريغ الشحنات الانفعالية التي يعاني منها بطرق تشجيع أحيانا تنتمى لعالم الفنون وغالبا ماتكون أقرب للجنون، لذا يجب أن نغرس الروح الرياضية في أنفسنا منذ الصغر، فالرياضة بشكل عام مهمة في حياتنا ولكرة القدم بشكل خاص متعة كبيرة، لذا لابد أن تضفي من خلال مبارياتها الكثير من التواصل والحميمية بين المشجعين وليس العكس.
ويرى مازن بن مصبح الصالحي، طالب بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، بأن الهوس الرياضي ليس وليد اللحظة التي تبدأ فيها المباراة ولكنه عبارة عن تراكمات لسلوكيات مختلفة أوجدت هذه الحالة، التي لها أسباب كثيرة، أهمها قلة الوعي الرياضي، وتأجيج المشاعر من قبل الإعلام الرياضي وتأثيره السلبي على نفسيات الجماهير.

 

 

 

سلبيات


يقول أشرف الصباحي، طالب بكلية العلوم الزراعية والبحرية: في الوقت الذي تخصص فيه الصحافة صفحات وربما ملاحق لمتابعة الشؤون الرياضة ونشر أخبار الأندية، تفتح المواقع الإلكترونية ساحات كبيرة للنقاش والحوار الكروي، وهناك بعض المشجعين يسرعون إلى تلك المنابر من أجل كيل التهم والتفنن في التشجيع غير المتوازن مبتعدين عن العقل ومنصرفين نحو العاطفة بشكل فاقد للسيطرة، فالهوس الرياضي يؤدي إلى التعصب الأعمى.
ويلخص إبراهيم بن خليفة الجساسي، طالب بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، الظاهرة بالقول: هناك العديد من سلبيات الهوس الرياضي وخاصة في فئة الشباب بعدهم الأكثر متابعة للمباريات، من هذه السلبيات إضاعة الوقت، وانشغال الطلاب عن دراستهم وتشويش عقولهم، إضافة لإصابتهم بفيروس التعصب الشديد نتيجة غياب الروح الرياضية والنقاش الهادئ سواء في المدرجات أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي أتاحت سهولة التعبير عن الرأي بكل حرية.

 

 

 

روح رياضية


تقول منال بنت خلف القرية، طالبة بكلية العلوم: الإعلام الرياضي يؤثر في الجماهير بشكل يشحن روح التعصب وبذلك يثير المشاكل، والمدهش أن كثيراً من المشجعين يسعون لاستخدام برامج التواصل الاجتماعي بهدف إشعال المنافسة والإثارة، وأرى أن علاج حالة الهوس والتعصب يبدأ من نشر ثقافة التشجيع المبني على احترام كل الأطراف لاختياراتهم في تشجيع فريق أو منتخب ما والتعبير بأساليب راقية ، دون التقليل من شأن الفرق المنافسة.
من جهته يؤكد عبد الله بن محسن الرواحي، طالب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أن تنمية الروح الرياضية تبدأ من تحكيم العقل عند الإقدام على أي تصرف، ومعرفة المعاني الحقيقية للتنافس الرياضي الشريف وأن الرياضة فوز وخسارة، والإيمان الكامل بأن الرياضة وسيلة لإسعاد الناس وليس لزرع الأحقاد بينهم، والإدراك بأن الرياضة وسيلة لتكوين العلاقات المتينة بين الرياضيين مما يحقق الأهداف النبيلة للتنافس الشريف، وأن يعرف الإنسان المتعصب أن هناك أمورا في الحياة أهم من الرياضة لابد أن يضعها عين الاعتبار.

 

 

About the Author

Dnngo Company

بوابة أنوار الإخبارية