X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

ما أعراضه وما أفضل طرق الوقاية منه؟

فيروس خطير يُدمر جهاز المناعة ضد الأنانية والكسل

استمع إليهم: مازن الوردي

عندما تظهر علينا أو على من نحب أعراض مرضية بسيطة كارتفاع درجة الحرارة قليلا، أو الشعور بصداع خفيف؛ نسرع إلى الطبيب، الذي يشخص الحالة ويصف الدواء، لكن عندما يهدد فيروس خطير جهاز مناعة المجتمع ضد الاتكالية، لا نحرك ساكنًا، بل نعيد المشهد نفسه، ذلك الرجل الذي كان مسافرًا للحج، وسأله أحد الشيوخ: أين زادك؟ فقال: أنا متوكل على الله، فقال: أمسافر أنت وحدك؟ قال: بل مع القافلة، فقال له: أنت متوكل على القافلة. الاستطلاع الآتي يكشف أسباب التوكل على القافلة ومضاعفاته المجتمعية وطرق الوقاية منه وكيفية علاجه.

يقول معتصم بن غانم الغاوي ـ طالب بكلية الهندسة تخصص هندسة كهربائية: إن من أهم مظاهر الاتكالية في مجتمعنا: الكسل والخمول واللامبالاة، والتهرب من المسؤولية، وعدم المشاركة في المناسبات العائلية والاجتماعية العامة، والأنانية والتمركز على الذات، إضافة إلى الاعتماد وبشكل مستمر على الغير في توفير الحاجات، أو حل المشاكل، أو البحث عمن يقوم بما هو مطلوب منه.
‏وتؤكد أميرة بنت عبدالله الشحية ـ طالبة بكلية الهندسة تخصص هندسة معمارية ـ أن الاتكالية تعد شكلا من أشكال ضعف المجتمع، قد تبدأ بخطوة مبادرة أو تدليل، فمثلا يعتمد الابن على والده بتسديد مصاريف زفافه، باعتقاده أنه صغير على جمع هذا القدر من المال، ويعتمد الأخوة الصغار على إخوتهم الكبار في تنفيذ المشاريع والتقارير المدرسية بعذر صغر سنهم وعدم معرفتهم بهذه الأعمال.

مضاعفاته على الأفراد

يقول خليل بن خلفان المحروقي ـ طالب بكلية العلوم تخصص أحياء بيئية: إن الاتكالية إذا ما قورِنَت بالمظاهر السلبية الأخرى في المجتمع، فإنها تترأسُ تلك المظاهر لما بها من نتائج تنحدر برقيّ ذلك المجتمع وكذلك إنتاجيّته الفكرية منها والعملية، ولعل أبرز تلك النتائج قد يظهر في الطلبة إذا ما أخذنا هذه الشريحة من شرائح المجتمع على سبيل المثال؛ فإن الطالب قد يعتمد على غيره في القيام بعمل الواجبات المنوّطة عليه، والنتيجة دائِمًا ما تظهر في علاماته في آخر الفصل، إذ إن الهدف من هذه الواجبات هو زيادة مستوى استيعاب الطالب للمادة العلمية. وقد نجد الاتكالية أيضًا في المشاريع الجماعية الخاصة بالطلبة، إذ إن الاتكالية على شخص أو شخصين في مجموعة قد يكون مجمل أفرادها يفوق الخمسة أشخاص تؤدي إلى التأخير في تسليم العمل وقلّة الإبداع فيه عوضًا عن الضغط الهائِل الذي يتلقاه الأشخاصُ المتّكَل عليهم.
وأضاف إبراهيم بن سعيد العزري ـ طالب بكلية العلوم تخصص أحياء بيئية – أن من أهم نتائج الاتكالية انخفاض تقدير الذات لدى الفرد، كذلك فقدان الإحساس بالمسؤولية ما يقتل روح المبادرة لديه ويجعله غير منتج، يعيش في أجواء الخمول والكسل والتبلد، بحيث يصل لمرحلة الشلل في التفكير ورفضه القيام بأي مبادرة عملية. ‏

طرق علاجيه

ويرى عبد الرحمن بن علي الناصري ـ طالب بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية تخصص صحافة ونشر إلكتروني ـ أن الحل يكمن في إعادة النظر في العملية التربوية بالكامل واعتبار الأبناء شخصيات مستقلة وإعطائهم مساحة لاتخاذ القرار، وتحمل نتائجه من دون استهزاء أو سخرية مع توجيههم وإرشادهم؛ فعندما نعوّد الطفل على الحصول على شيء معين دون عناء، فإننا نقوم هنا بترسيخ مبدأ الاتكالية فعلًا، والحل يبدأ من الصغر دون استثناء الحلول الممكن العمل بها في حال وصول الأفراد إلى مراحل متقدمة من العمر، ونلاحظ في المجتمعات الغربية تجربة مميزة من خلال أسس التربية التي أراها فعلًا الرادع الوحيد لانتهاء تفشي الاتكالية، حيث يربون أولادهم على الاستقلالية منذ سن مبكرة بالمساهمة في خدمة المجتمع، من خلال بعض الأعمال الخيرية، كذلك العمل في فترات الصيف والعطلات لذا فإن العلاج يكمن في طرق التربية الأسرية، بحيث يكون لكل فرد وعي بأهمية العمل والاعتماد على النفس عوضًا عن الآخرين. وتقول ‏مهرة بنت سليمان القنوبية ـ طالبة بكلية الآداب ‏تخصص دراسات المعلومات: الكثير من الأشخاص يعانون من هذه الصفة التي تعوق تقدمهم في المجتمع لأسباب تافهة، ويمكن حلها من خلال: زيادة الثقة بالنفس، ترك الكسل والاعتماد على الآخرين بحجة أن لديهم خبرة أكثر، مرافقة أشخاص ذوي همم عالية يسعون دومًا لتحقيق ما يطمحون إليه بأنفسهم ولا يعتمدون على غيرهم في ذلك، التخلص من نظراتك التشاؤمية للأمور وانتقادك لنفسك ونظرتك لكل شيء بشكل سلبي.

 

About the Author

Dnngo Company

بوابة أنوار الإخبارية