X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

ضارة بنكهات جذَّابة

استطلاع مازن الوردي

استطاعت المشروبات الغازية أن تجتاح الأسواق العالمية منذ أعوام طويلة، وتجذب الكثير من الناس ليجعلوها من أولوياتهم في الحياة اليومية، رغم كثرة الدراسات حولها بشأن الأضرار التي تسببها هذه المشروبات إلا أنها ما زالت محتفظة بمكانتها لدى المستهلكين، فهي المشروبات الأكثر رواجًا والأولى في العالم بأكمله، ومعدل استهلاكها في ارتفاع منذ انطلاقتها في عام 1886م على يد مخترعها الصيدلاني الأمريكي جون بامبرتون الذي حضّر وصفته السحرية المنتجة للمشروب الغازي.

تأثيرها وأضرارها


يقول الدكتور خلفان بن بخيت الزيدي، استشاري أمراض باطنية في مستشفى الجامعة، بأن المشروبات الغازية تتكون في الغالب من كميات كبيرة من السكر والمواد الحافظة والكافيين، كما أنها تفتقر إلى القيمة الغذائية لأنها لا تحتوي على فيتامينات أو بروتينات أو دهون، وتشير العديد من الدراسات إلى أن هناك ترابطًا بين تناول المشروبات الغازية ومرض السكري خصوصًا النوع الثاني من مرض السكري، وكذلك ارتفاع ضغط الدم وتسوس الأسنان وعسر الهضم.
وأضاف الزيدي: على الرغم من معرفة الناس بأضرار المشروبات الغازية فإن البعض ما زال يشربها وبكثرة، وذلك بسبب إنفاق الشركات المصنعة أموالًا كثيرة للترويج لها ودائما ما تستهدف الشباب والمراهقين، لأنهم يعرفون كثيرا أن هذه الفئة من السهل التأثير عليها، هذا إضافة إلى كميات السكر الكبيرة التي تعطيهم حالة من النشاط والانتعاش، ووجود مادة الكافيين التي عادة ما يصاحبها زيادة النشاط والانتباه.
ويرى الدكتور الزيدي، أن هناك العديد من الطرق لتقليل استهلاك المشروبات الغازية في مجتمعنا ومنها وجود إعلام مضاد وتوظيف برامج التواصل الاجتماعي لتوصيل رسائل توعوية حول المواد التي تحتويها هذه المشروبات ومضار هذه المشروبات على الجسم، أما جانب سنّ القوانين للحدّ من هذه المشروبات ففيه صعوبة نوعًا ما، لأنه يحتاج لدارسات قوية وواسعة تبين المخاطر، لكن من الأشياء التي يمكن للحكومة تطبيقها فرض الضريبة عليها والتي ستسهم في غلاء أسعارها وعزوف الناس عنها.

مستهلكين لها


وأما فاطمة البطاشية، طالبة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، فتخبرنا بأنها تستهلك المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة بشكل يومي في فترة الصباح وأحيانًا فترة الظهيرة، فهي تضيف لها شيئًا من الطاقة وتساعدها على إكمال الواجبات والمهام المطلوبة منها بشكل يومي، وتقول فاطمة: بالرغم من وجود دراسات تأكد خطورتها وإيماني تمامًا بصحة بعض الدراسات وعلمي بمدى خطورتها، غير أنها أصبحت مسألة تعوُّد ثم إدمان، فأنا أشعر بنقص إذا لم أشرب منها يوميًّا، وكوني طالبة ومحاضراتي متتالية فإنني نادرًا ما أحصل على فرصة بين المحاضرات لاستبدال هذه المشروبات بأشياء أخرى.
وأضاف طارق بن محمد الهنائي، طالب بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية تخصص علم الاجتماع: أستهلك المشروبات الغازية يوميًّا وخاصة بعد الوجبات الرئيسة اليومية، فهي تضفي عليّ نشاطًا وتساعد على الخروج من ضغط اليوم الدراسي والتكاليف، ورغم أنني أؤمن بالعديد من الجوانب السلبية للمشروبات الغازية خصوصًا فيما يتعلق ببعض الأمراض التي تسببها كالسكري والسمنة، فإنها أصبحت جزءًا لا يتجزأ من روتيني اليوم لا يمكنني التوقف عن تناولها.
وأكدت حورية الحرملية، طالبة بكلية العلوم، بأنها تستهلك المشروبات الغازية بشكل دائم يوميًّا في فترة الغداء والليل وأحيانًا فترة العصر، وتشعر بأن شيئًا ينقصها إذا لم تشربها، فهي تمنحها نشاطًا في حالة عدم القدرة على المذاكرة، وبالرغم من وجود دراسات تتحدث عن الصحة ومدى تأثير المشروبات الغازية فإنها تؤمن بعض الشيء بصحة هذه الدراسات، وتعتقد بأنها وصلت لمرحلة الإدمان ولا تبالي بالجوانب السلبية.

أدركوا مخاطرها


ويقول منتصر بن سيف الفارسي، خريج قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، عن إقلاعه عنها: هناك أسباب رئيسة وأسباب فرعية أو ثانوية، السبب الرئيسي يتمحور بشكل أساسي في زيادة الوزن، إذ إن المشروبات الغازية تحتوي على مواد تحفز على السمنة بصورة مباشرة، أما الأسباب الثانوية فهي حدوث آلام في المفاصل.
ويضيف: بعد أن توقفت عن تناول المشروبات التي كانت تسبب لي انتفاخًا في البطن وضيق التنفس وعدم الارتياح وثقل الجسم. كل هذه الأعرض انتهت عند الإقلاع عنها، وبدأت بشرب كميات من المياه تصل إلى 2 لتر تعويضًا عن ذلك.
وأنصح كل الأشخاص المدمنين على المشروبات الغازية بالتقليل منها إذا لم يستطيعوا الإقلاع عنها نهائيًّا، واتباع أساليب وطرق تساعد على الإقلاع مثل الانضمام إلى النادي الرياضي واتباع نظام غذائي صحي، كذلك شرب كمية ماء كافية بحيث لا تشعر بالعطش وتلجأ إلى هذه المشروبات. إضافة إلى فهم فكرة أن هذه المشروبات عبارة عن عادة سيئة وليست ضرورية. يجب التقليل منها بصورة تدريجية، وتحدي النفس للإقلاع عنها لمدة قصير إلى أن تتوقف نهائيًّا.

About the Author

Dnngo Company

بوابة أنوار الإخبارية