X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

شهر رمضان بعيدا عن الأوطان

 

الفوانيس الخشبية الملونة.. تحنُّ لها أستاذة القانون المصرية

 

“صوت المسحراتي”.. نغم موسيقي يسكن قلب ابن فلسطين

 

تزيين الحارة.. عادة رمضانية يشتاق لها “ملحم” الأردني

 

الإفطار الجماعي تشتاق له ابنة السودان

 

ابن نابلس يتمنى التجول بين أزقة سوق العشر الأواخر

 

رمضان مبارك في كل بلاد المسلمين ونفحاتُه لا تعترف بالحدود مهما اغتربنا عن وطننا.. لا يختلف اثنان في ذلك، لكن ونحن في الغربة تسافر بنا ذكرياتنا الرمضانية إلى عاداتنا وتقاليدنا المعجونة بعبق الأوطان، نشعر بحنين إليها، نشتاق لمعانقة بساطتها، تأخذنا إلى هناك حيث براءة الطفولة وطيبة الأجداد، وأنس الحارات ولمّة العائلة على مائدة “رمضان”؛ لذا طرحنا على عدد من المقيمين بالسلطنة السؤال: ما الذي تشعر بحنين إليه من عادات رمضانية عايشتها زمنًا طويلا في بلدك الأم؟
الاستطلاع الآتي .. يحمل الإجابات:

الدكتورة آمال كامل محمد عبدالله، أستاذ مساعد بقسم القانون الخاص في كلية الحقوق، تقول: نفتقد الشكل التقليدي للفوانيس وزينة رمضان التي تملأ الشوارع خلال الشهر الكريم، إذ يقوم أطفال الحي بجمع أموال بسيطة من سكان الشارع لعمل زينة بالأوراق الملونة والفوانيس الخشبية المزينة، ويتبرع أحد السكان بمدِّ توصيلة كهرباء لإضاءة الفانوس بعد المغرب طوال الشهر، اللطيف أن أطفال الحي يتوارثون مهمة إعداد زينة رمضان جيلا بعد جيل، وأيضًا المشروبات الرمضانية الشهيرة مثل الخروب والتمر الهندي والعرقسوس وغيرها، ومن حسن الحظ أنها أصبحت متوافرة في السلطنة.

قطايف
الدكتورعادل سليم محمد أبو رضوان، أستاذ مشارك بقسم اللغة الإنجليزية في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية: من العادات التي أفتقدها في رمضان وما زلت أشعر بحنين إليها الاستيقاظ على صوت المسحراتي يشدو بالأذكار وقت السحور، مبتدأ بالعبارة التقليدية: “اصح يا نايم، وحِّد الدايم” لقد كانت قرعات عصاه الصغيرة على طبلته وصوته الشجي موسيقى عذبة تلامس شغاف القلب، كما أفتقد تجمعات الفتية الصغار حول المسجد في انتظار رفع أذان المغرب، ثم العدو مسرعين إلى بيوتهم فور سماع الأذان، وكم افتقد الأسواق الشعبية التي كانت تُنصب بعد صلاة العصر، ويطوف فيها الأفراد كلٌّ باحث عن مبتغاه، هذا يحمل ربطة فجل، وذاك ضمة جرجير، وآخر صحنًا من القطايف.

لمة العائلة
أحمد نزيه يوسف ملحم، مبرمج حاسب آلي بمركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر: أفتقد لمَّة العائلة على مائدة الإفطار، والتجمعات التي نقوم بها في الحارة قبل أذان المغرب وبعده، إذ نقوم بتنظيف الحارة وتزيينها بشكل كامل، كما أفتقد لسماع الابتهالات الدينية من المساجد قبل أذان المغرب، وأيضًا نفتقد في رمضان النزول إلى الأسواق الشعبية للتسوق ومشاهدة الباعة المتجولين وشراء حلويات رمضان وعصائر رمضان.

مشروبات رمضانية
أضافت الدكتورة ياسمين الحاج الطاهر أحمد، أستاذ مساعد بقسم علوم الحيوان والبيطرة في كلية العلوم الزراعية والبحرية، بأن من العادات التي تفتقد جلوس الرجال من كلِّ أحياء البلاد في الشارع العام، وكلٌّ يأتي بطعامه وشرابه حتى يصرون على عابري الطرق أن يتناولوا معهم وجبة الإفطار، كما تفتقد المشروبات الرمضانية مثل الحلومر والتبلدي والعرديب، لكن الحمد لله الأهل بالسودان يصرون أن تصلنا كلها وتقريبًا في كلِّ بيت سوداني مقيم على أرض السلطنة.

“السوق نازل”
وعبر الدكتور نبيل علوي من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، عن الحياة الرمضانية في فلسطين فأخبرنا بأن الاحتفاء برمضان يبدأ مع دخول شهر شعبان، إذ إن كلَّ النساء المتزوجات يُقمن عند أهلهن في ذلك الشهر، وفي الماضي كانت المرأة تقضي أسبوعًا كاملًا عند أهلها أما اليوم فاختصرت المدة ليوم واحد، في العشر الأواخر من رمضان هناك عاده تسمى في مدينة نابلس “السوق نازل” وهي عبارة عن مهرجانات تسوُّقية يتخللها بعض الوصلات الفولكلورية الدينية تبدأ بعد الإفطار، “السوق نازل” فرصة للتسوق للعيد واللقاء بالأصدقاء خارج البيت، وفي معظم أيام رمضان تجد الناس مصطفين لشراء الحمص والفول والفلافل الكبيرة المحشوة بالبصل، وطوابير أخرى لشراء الفطير المحشو بالجبن والكنافة النابلسية والقطايف المحشوة بالجواز أو الجبن، من الجدير بالذكر أن الأسواق القديمة ليست كمراكز اليوم. فهي موجودة في شوارع ضيقة ومتاجر مختلفة تجعل من التسوق عملية صعبة ولكنها ممتعة، وبعد أن يسود الهدوء في السوق يأتي المسحراتي الذي يجوب الشوارع بأنغام ذات وقع جميل.

 

About the Author

علي الخياري

علي الخياري

محرر محتوى