بعدما تم تناول موضوع امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من صخور البريدوتيت المنتشرة في السلطنة في الصحافة الدولية والمحلية في الأعوام الماضية والعام الحال وتفسيره تفسيرات متعددة قد تكون غير علمية توجهنا بالسؤال العلمي للمختصين في هذا المجال ليقدم لنا الأستاذ الدكتور صبحي نصر مدير مركز أبحاث علوم الأرض وأستاذ بقسم علوم الأرض في كلية العلوم بالجامعة تفسيرًا علميًّا لهذه الظاهرة التي تمَّ بحثها منذ عام 2006، إذ يؤكد البروفيسور نصر بأنه حدث تباين كبير في وجهات النظر حول كيفية حصول هذه الظاهرة والاستفادة منها، كما أظهرت الدراسات المتعددة لجميع العلماء العاملين في مجال كربنة صخور البريدوتيت عدم نجاعة الطرق المقدمة لتحفيز الكربنة من النواحي العملية والتطبيقية بالرغم من صحتها من النواحي النظرية وتكلفتها العالية، وظهرت العديد من المشاكل والشكوك العلمية.
ونظرًا لإيمان الجامعة بدورها الطليعي في دعم البحث العلمي، فقد قامت الجامعة بدعم المقترح العلمي لدراسة صخور البريدوتيت في عمان عن طريق حفر 13 بئرًا في هذه الصخور، لدراسة كيفية التفاعل بين هذه الصخور وامتصاصها لغاز ثاني أكسيد الكربون، كذلك قام كافة المسؤولين في وزارة البلديات والموارد المائية ووزارة البيئة والشؤون المناخية والهيئة العامة للتعدين بتقديم كافة التسهيلات والتصاريح اللازمة لإجراء هذا المشروع، إضافة إلى ذلك يشارك في هذا المشروع العالمي العديد من الباحثين من وزارة البلديات والموارد المائية والهيئة العامة للتعدين والعديد من طلبة البكالوريوس والدراسات العليا في الجامعة، ويتم تدريب العديد من موظفي الجامعة والوزارات من خلال هذا المشروع والذي تصل تكلفته إلى 4 ملايين دولار تمَّ تقديمها من مؤسسات بحثية عالمية متنوعة.
وأشار البروفيسور صبحي نصر إلى أن فريقًا بحثيًّا من مركز أبحاث علوم الأرض وعمادة البحث العلمي ورئاسة الجامعة، يقوم بتطوير تقنية غير مكلفة للامتصاص عن طريق تحفيز التجوية الطبيعية لصخور البريدوتيت، تعتمد على تفتيت الصخور إلى أحجام صغيرة ونثرها على المناطق الساحلية للتفاعل مع مياه البحر بشكل طبيعي، إذ يتم امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون عن طريق التفاعل مع مياه البحر وتحول هذه الرمال إلى صخور كربوناتية على مدى يتراوح بين 3 إلى 5 سنوات. إن تطوير هذه التقنية سيعطي السلطنة الأولوية في تطبيقها، كما يمثل هذا المقترح بديلا للمقترحات الأخرى ذات التكلفة الباهظة، وقد يكون التفاعل الطبيعي بطيء ويستمر لعدة سنوات لكنه غير مكلف، ويعتمد على المشاهدات الطبيعية لما يحصل في البيئة العمانية.