X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

اكتشف كريم الأحجار في السلطنة

هل يشدُّ انتباهك تلك الأحجار التي تتشكَّل بجمالية عالية بألوان مختلفة ولمعان ساطع؟ هل امتلكت يومًا حجرًا منها؟ هل تعرّفت على اسمه وصفاته؟ … إذا كنت من محبي جمع هذه الأحجار الكريمة أو كان لديك الفضول لمعرفة بعض تفاصيلها فتعرَف معنا إلى أهم المعلومات التي ذكرها لنا الأستاذ الدكتور صبحي جابر نصر، مدير مركز أبحاث علوم الأرض، وأستاذ بقسم علوم الأرض بكلية العلوم حول الأحجار الكريمة.

 

في قديم الزمان

هي نوع من المعادن الجميلة المتميزة بجمال لونها وصلابتها العالية، هكذا بدأ الأستاذ الدكتور صبحي حديثه معنا مضيفًا أن هذه المعادن استرعت انتباه الإنسان منذ قديم الزمان، وساهمت في بناء حضارته القديمة والحديثة بصورة أو بأخرى، إذ استخلصها وصنع منها تماثيله وحُليَّه ونقوده.
ويقول “لقد لعب التنجيم دورًا كبيرًا في القيمة المكتسبة للأحجار الكريمة، إذ كان القدماء يؤمنون بوجود علاقة قوية بين الأحجار الكريمة والأشهر، فكانوا يلبسونها ليس فقط للزينة وإنما لتؤمِّن لهم الحظ وتحميهم من الأمراض، وكان اقتناء حجر معين يطرد الأرواح ويجلب النجاح لحامله. لقد كان الهنود أكثر الناس تعلقًا بالأحجار الكريمة لكثرة هذه الأحجار لديهم”.

 

في البورصة

أما عن الوقت الحاضر فيقول الأستاذ الدكتور صبحي نصر: لقد زاد الاهتمام بالأحجار الكريمة، إذ أصبح استخدام هذه الأحجار أمرًا شائعًا، وأصبحت تُتداول في البورصات العالمية. وحديثًا، تم الكشف عن تأثيرات طبية مهمة للأحجار الكريمة، إذ افتتحت العديد من العيادات الطبية التي تستخدم الأحجار الكريمة في علاج الأمراض خاصة النفسية منها. مشيرًا إلى انتشار استخدام المشعوذين لبعض هذه الأحجار خاصة “العقيق” في الشعوذة، حيث قاموا ببيعها بأسعار خيالية. وانتشرت طرق التقليد والتصنيع والصبغ للأحجار الكريمة الطبيعية وأصبحت سوقًا رائجة منتشرة في معظم الأسواق العالمية. ويوضح أنه بالرغم من كثرة استعمال الإنسان للأحجار الكريمة والمعادن النفيسة في الحلي والأساور والتماثيل والطب، فإن غالبية الناس لا توجد لديها صورة واضحة عن طبيعتها وماهيتها. ونظرًا للسعر المرتفع للأحجار الكريمة فقد حاول الإنسان دائمًا صناعتها وتقليدها، وفي العصر الحالي استطاع الإنسان تصنيع الألماس والياقوت والصفير والمرو بحيث أصبح من الصعب على غير الخبير التمييز بين الحجر الكريم الطبيعي والصناعي.

 

لا يوجد أنواع نادرة

وبالنسبة للسلطنة فيشير الأستاذ الدكتور صبحي إلى أن صخورها تحتوي على عددٍ وافرٍ من الخامات المعدنية التي تكونت في بيئات جيولوجية تناظر تلك المنتشرة عبر القارات المختلفة، ولا يوجد أنواع نادرة خاصة بالأحجار الكريمة فيها إذ إن معظم هذه الأحجار منتشرة في المناطق الأخرى في العالم.
ويقول: توجد في عُمان بعض المعادن التي تحمل أهمية جمالية وسياحية تجذب السياح وتثير الانتباه مثل عينات الجيود السليكاتية وبلورات الكوارتز الجميلة وغيرها. والجيود عبارة عن كتل صخرية دائرية الشكل لها لون قاتم من الخارج ومرصعة من الداخل ببلورات مشعة من الكوارتز ذات الألوان المتناسقة. يرجع أصل هذه الجيود في ظفار إلى منتصف العصر الأيوسيني أي قبل 45 مليون سنة، وبالإمكان رؤية أفضل أنواع وأشكال الجيودات في المنطقة الواقعة غرب ثمريت، في حين بالإمكان رؤية الجيودات الأخرى الصغيرة غير المتناسقة بالاتجاه شرقًا ناحية مرمول. ويذكر أن أحجار الجيود في مرمول يمكن صقلها وتهذيبها لترقى إلى درجة الأحجار الكريمة مما يعطيها قيمة تجارية خاصة في مجال السياحة والعينات التذكارية. كذلك يضيف أنه تم العثور على بلورات كوارتز سـداسـية الشكل ذات مظهر جميل يجذب المختص والسائح والهاوي بجمع المعادن، وتوجد هذه البلورات في شقوق وقواطع محاليل الحرمائية (المحاليل الساخنة) التي بردت وتبلورت مع مرور الزمن. ومن المناطق المعروفة في السلطنة التي تنتشر بها هذه البلورات الجميلة سيح حطاط ووادي بني عوف وظفار.
ومن جانب آخر يشير الأستاذ الدكتور إلى أن عمليات البحث والتحري أكدت على وجود كميات وافرة من الصخور الجيرية والصخور الجرانيتية والرخام تصلح للزينة والزخرفة في مواقع كثيرة في السلطنة، مما أدى إلى انتشار مقالع الأحجار والصخور وتكسيرها. كما تكثر بلورات الكالسيت والأراجونيت في معظم المناطق الجبلية خاصة في جبال الحجر وكذلك في رواسب الصواعد والهوابط المنتشرة في كهوف عُمان.

 

معادن متنوعة

وفي سؤالنا عما يميز عُمان يقول الأستاذ الدكتور صبحي: عُمان تتميز بتضاريس منخفضة نسبيًّا في المناطق الصحراوية والسهول الساحلية والسبخات التي تتخللها هضاب قليلة الارتفاع. وتوجد بعض معادن المتبخرات مثل الجبس والأنهيدريت والسلستيت والملح الصخري في السبخات على شكل يسمى الورود الصحراوية. كما قد يوجد الكالسيت حديث التكون على هيئة بلورات كبيرة الحجم وبشكل نقي وجميل في الفجوات والشقوق الموجودة في الصخور الرسوبية في جبال السلطنة. أما الأحجار الكريمة ذات القيمة التجارية المرتفعة فهي غير معروفة في هذه المناطق.
ويضيف: إن النطاق الجبلي في السلطنة يتكون من تتابعات صخور رسوبية وصخور نارية وصخور متحولة تتبع صخور سمائل الأفيولايتية، وهي صخور من أصل قشرةٍ محيطيةٍ اصطدمت مع صخور الجزيرة العربية قبل نحو 70 مليون سنة. وأكثر المعادن الموجودة في هذه الصخور هي معادن الهماتيت، البيريت، الجالينا، الكروميت، الماجنزيت، والبيروكسين الذي يوجد على هيئة بلورات خشنة جدًّا تصل إلى 20 سم في بعض صخور الجابر. ويوجد معدن الأوبال والجاسبر والعقيق على شكل أحجار شبه كريمة في العروق والشقوق ضمن الصخور النارية والمتحولة، وتوجد كميات كبيرة منها إلا أنها تحتاج إلى معالجة لتصبح ذات قيمة جيدة، ويفضل أن تعالج عن طريق وضعها في الزيت لمدة أسبوع لتعطي ألوانًا جميلة. ومن الأحجار الكريمة المنتشرة أيضا ضمن صخور معقدة الأفيوليت السربنتين والتالك إضافة إلى العديد من المعادن الصناعية مثل الكروميت، وكبرتيدات النحاس، والرصاص، والزنك، والنيكل، وكميات قليلة من الذهب.

 

استثمار فردي

ويؤكد الأستاذ الدكتور صبحي نصر أن الاستثمار في السلطنة في هذه الثروة يتمثل على مستوىً فردي، إذ يمكن تشكيل معظم الأحجار الكريمة وصقلها، ولكن تحتاج إلى معدات خاصة وتدريب لازم للعاملين في هذا المجال. كما يحتاج المستثمر إلى الحصول على العديد من الموافقات من الجهات الرسمية وذلك يتطلب الكثير من الوقت والجهد مما ينفر المستثمر.

 

About the Author

ايمان الحسنية

ايمان الحسنية

محرر محتوى