تتكون العوالق النباتية من نباتات مجهرية وحيدة الخلية لا تُرى بالعين المجردة، إذ تكون هائمة على سطح الماء. تُشكِّل هذه الكائنات الحية الدقيقة المصدر الأول للحياة في البحار، إذ تقع في أسفل الهرم الغذائي الذي تعتمد عليه كل الكائنات البحرية الأخرى المتعددة والمتنوعة مباشرة أو غير مباشرة.
إن وجود الظروف الملائمة كتوفر المواد المغذية والطاقة يؤدي إلى تكاثر العوالق النباتية بشكل كبير جدًّا يسمى بالازهرار (bloom) الذي يشكل طبقة كثيفة جدًّا تعرف بالمد الأحمر.
إذن فالمد الأحمر هو ظاهرة طبيعية بيئية تحدث بسبب ازدهار لنوع أو أكثر من العوالق أو الطحالب النباتية في مياه البحار أو البحيرات مما يسبب تغير لون المياه بشكل واضح إلى اللون الأحمر، ولكن قد يتراوح لون المياه ما بين البني، والبرتقالي، والأصفر الفاتح، والأخضر، والوردي، إذ يعتمد اللون الناتج على لون صبغة العوالق النباتية التي سببت الظاهرة.
تكوّن بعض مسببات المد الأحمر سمًّا قلويًّا تركزه في بعض المحاريات كبلح البحر والمحار، إذ إن هذه الأصناف تقوم بترشيح الماء لتتغذى على العوالق النباتية، ويزداد تركيز هذه العوالق السامة فيها مما يشكّل خطورة على البشر الذين يتناولون هذا النوع من الحيوانات البحرية.
كذلك فإن ازهرار هذه العوالق النباتية قد يؤدي إلى استهلاك معظم الأوكسجين الموجود في الماء مما يؤدي إلى موت الأسماك الموجودة في المنطقة.
كما تتأثر الأنشطة السياحية، خاصة تلك المعتمدة على الغوص، إذ تتسبب هذه الظاهرة بتكدير الماء وتقليل الرؤية تحت الماء.
فضلا عن تتضرر محطات التحلية وإنتاج الطاقة الواقعة على السواحل بهذه الظاهرة حيث تقوم بسد أنابيب مصدر الماء لهذه المحطات، مما يودي إلى ارتفاع تكلفة التشغيل وأحيانًا إلى تعطلها أو حتى توقفها تمامًا.
نوكتيلوكا سسينتيلانز هو اسم الطحلب المسؤول عن ظاهرة المد الأخضر في السواحل العمانية سواء في بحر عمان أو في بحر العرب، تزدهر أزهاره مرتين في السنة عندما تتراوح درجات حرارة المياه بين 24 و27 درجة مئوية. ومع ذلك، فإن درجات الحرارة المثلى تختلف إقليميًّا لهذا النوع.
وتشير بعض التقارير إلى أن هذه الظاهرة مرتبطة بتدفق المياه التي تتسم بنقص الأكسجين من المنطقة العميقة إلى المنطقة المضاءة السطحية، حيث توجد الخلايا الخضراء الصغيرة داخل نوكتيلوكا التي تعطي هذي المياه اللون الأخضر والتي تعمل بكفاءة تحت ظروف نقص الأكسجين.
لا تنتج نوكتيلوكا السموم ولكن يتم تصنيفها على أنها من أنواع الطحالب الضارة لأنها تتسبب في النفوق الجماعي للأسماك الزعنفية في مزارع الاستزراع السمكي وذلك باستنفاد الأكسجين، وارتفاع مستويات الأمونيا. وقد تم رصد هذه الظاهرة على نطاق واسع قبالة السواحل الشرقية والغربية للهند، إذ تسببت في تراجع مصايد الأسماك، ومع ذلك، لا توجد تقارير عن تراجع الأسماك في عُمان بسبب ازدهار النوكتيلوكا.