• د. فاطمة الكاف / كلية التربية.

ظاهرة الغياب في الأسبوع الأول تتكرر في عدد كبير من جامعاتنا رغم كل الاستعدادات والتجهيزات التي توفرها القيادات التعليمية لبداية جادة وانطلاقة هادفة، ولكن كل ذلك يصطدم بعدم حضور عدد كبير من الطلبة. هذا المقال يناقش الأسباب الكامنة وراء عدم الجدية في بداية العام المدرسي، ومن المسؤول عن غياب الطلبة، وما الحلول المقترحة للحدِّ من تلك الظاهرة المتكررة والتي تؤثر في العملية التعليمية؟.

يؤسف أن يكون من ضمن الأسباب الاتفاق على الغياب الجماعي، إذ يعمد الطلبة إلى الاتفاق وحثِّ بعضهم بعضًا على الغياب قبيل العطل والإجازات الرسمية فهم لا يكتفون بكثرة هذه الإجازات، بل عادة ما يتفقون جماعيًّا على الغياب يوما أو يومين قبيل  هذه الإجازات وبعدها، أما عن الأسباب التربوية فيمكن إضافة أن عدم وجود اهتمام فعلي من جانب بعض الإدارات التربوية بمتابعة مواظبة الطلبة على الدوام المدرسي، وتراخي بعض الجامعات مع الطلبة الذين يتغيبون قبيل العطل الرسمية وبعدها، من الأسباب التي تشجعهم على تكرار مثل هذا الغياب، إذ إن بعض الإدارات التربوية قد تكون من عناصر تشجيع الطلبة على عدم الحضور، فبعض الجامعات تعتبر غير جادة في عملها قبيل الإجازات الرسمية مما يدفع بالكثير من الطلبة إلى الغياب، إلا أنه في المقابل نجد إدارات تبتكر أساليب جاذبة لحضور الطلبة قبيل الإجازات كعمل جدول يتضمن  اختبارات قصيرة أو تكثيف الأنشطة المدرسية المشوقة ضمانًا لعدم غيابهم، بيد أنه وعلى الرغم من التفاوت الواضح في حرص الإدارات على مواظبة الطلبة على الدوام الجامعي قبيل العطل الرسمية وبعدها – نجد أن ما تبنيه إدارة تربوية تهدمه إدارة تربوية أخرى،لذا لابد من تكاتف جميع الجهود وتنسيق المواقف بين الجميع تجاه الالتزام بالحضور والمواظبة على الدوام المدرسي قبيل  الإجازات الرسمية وبعدها.

ومن ضمن المقترحات لعلاج الظاهرة وأهمها: إيجاد الوسائل التربوية الكفيلة في الحد من غياب الطلبة قبل الإجازات والعطل الرسمية وبعدها، على سبيل المثال: الغياب بدون عذر مقبول في هذه الأيام يُفقد الطالب درجة من كل مقرر فاته في هذا اليوم أو يحرمه من بعض الامتيازات، كذلك منع إعادة شرح المحاضرات لأي طالب يتغيب بدون عذر مقبول في الفترة التي تسبق الإجازات الرسمية وتليها.