اكتشاف أثري جديد عبارة عن أواني فخارية مميزة وفريدة في الموقع الأثري دهوى يؤكد مجددا على العمق الحضاري للسلطنة. والاكتشاف الجديد يعيدنا إلى أعماق بعيدة في التاريخ الإنساني بالمنطقة إذ ينتمي هذا الاكتشاف إلى حضارة أم النار. الاكتشاف جاء نتيجة أعمال التنقيبات الأثرية التي قام بها قسم الآثار بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية خلال الفترة الممتدة من 2013 وحتى 2017م، علمًا بأن العمل في هذا الموقع ما يزال قائما.
تقع دهوى على بعد 24 كيلومترا إلى الغرب من ولاية صحم على تخوم سلسلة جبال الحجر. وقد شارك كلٌّ من أعضاء الهيئة التدريسية والفنية وطلبة الدراسات العليا في القسم في أعمال التنقيب والمسح الأثري.
ويعود تاريخ هذا الموقع إلى حضارة أم النار التي يمتد تاريخها من 2500إلى 2000 عامًا قبل الميلاد، ويعد هذا الموقع الأثري أقدم مستوطنة تم اكتشافها حتى الآن في شمال سهل الباطنة. وما يميز الموقع هو الدلالات الأولية على علاقاته الخارجية مع بلاد السند التي كانت تصنع فيه الفخاريات المكتشفة أو جرار التخزين التي صنعت في حضارة هارابا القائمة آنذاك في بلاد السند.
ويعتقد أن مكان تصنيع الأواني الفخارية التي عثر عليها في دهوى يقع في المنطقة الوسطى من وادي السند في الباكستان وبالتحديد منطقة موهنجودارو، حيث عثر فيها علماء الآثار هناك على أكبر مدينة في العالم تعود للعصر البرونزي المبكر (2500-2000 ق.م). كذلك يعتقد علماء الآثار أنه تم استخدام تلك الأواني الفخارية لنقل بعض المنتجات من وادي السند بواسطة القوارب الصغيرة عبر نهر السند إلى شواطئ بحر العرب وكان يتم نقلها بالقوارب الأكبر إلى أحد الموانئ القريبة من ولاية صحم وبعد ذلك كان يتم حملها على الأكتاف لمسافة (24) كيلومترا باتجاه الداخل على حواف جبال الحجر إلى منطقة دهوى. ويشير التواجد الكثيف لفخار بلاد السند في دهوى على قوة النشاط التجاري الكبير الذي كان سائداً خلال العصر البرونزي المبكر بين السلطنة وبلاد السند.
لم يتم التعرف حتى الآن على طبيعة المواد التي كان يتم استيرادها من بلاد السند التي كانت تنقل خصيصًا في تلك الجرار. ومن المعروف أن السلطنة كانت تشتهر بتصدير النحاس إلى بلاد السند وبلاد الرافدين وإيران خلال فترة حضارة أم النار.