اختتام المؤتمر الدولي الثامن للترجمة والدراسات الثقافية
اختُتمت في جامعة السلطان قابوس أعمال المؤتمر الدولي الثامن للجمعية الدولية للترجمة والدراسات الثقافية (IATIS) تحت رعاية الأستاذ الدكتور عامر بن سيف الهنائي، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي. وجمع المؤتمر نخبة من الأكاديميين والمختصين والطلبة من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة قضايا الترجمة المستدامة في ظل عصر يتسم باستخلاص المعرفة والتحولات التقنية والتحديات العالمية.
وفي كلمتها الختامية، عبّرت الأستاذة الدكتورة كيونغ هاي كيم من جامعة دونكوك، رئيسة المؤتمر، عن بالغ تقديرها للجنة التنظيم بالجامعة والمتطوعين، كما وجّهت الشكر إلى جمعية المؤتمر الدولية، مؤكدة أن المؤتمر أتاح فرصة للتجربة الواقعية، لا المعرفة المنقولة أو المؤطرة أو غير المباشرة.
وتطرّقت الأستاذة الدكتورة رئيسة المؤتمر إلى أهمية استضافة المؤتمر في دول مجلس التعاون الخليجي للمرة الأولى، مشيرةً إلى أن لقاء مشاركين من مناطق متعددة وتبادلهم للأفكار وبنائهم لشبكات تعاون أعاد التأكيد على جوهر رسالة الجمعية. وشددت على أن المشاركين يتحملون مسؤولية مشتركة في الحفاظ على روح الحوار. كما أشارت إلى أن الجمعية ستعقد مؤتمرها المقبل في نيوزيلندا عام 2027.
من جانبها، وصفت الأستاذة الدكتورة جولي بويري، الرئيسة الجديدة للجمعية، مؤتمر مسقط بأنه محطة مفصلية في مسيرة الجمعية. وأشادت بقيادة الأستاذة الدكتورة كيم خلال مرحلة مليئة بالتحديات. كما أوضحت أن السياق العُماني أتاح فضاءً نادرًا للقاءات الأكاديمية الهادفة، متجاوزًا السرديات المقيدة والعوائق التي غالبًا ما تحدّ من المشاركة في التبادل الأكاديمي العالمي.
وأكدت الأستاذة الدكتورة بويري على المسؤولية السياسية والأخلاقية للترجمة والدراسات الثقافية في عالم يشهد انقسامات عميقة، معتبرة أن العزيمة والتضامن والرعاية المتبادلة تشكّل أكثر الاستجابات استدامة للتحديات الثقافية واللغوية والاجتماعية والاقتصادية المعاصرة. واختتمت كلمتها بالتأكيد على أن المجتمعات نفسها تمتلك الإجابة، في صدى لوجهات نظر الشعوب الأصلية حول المسؤولية الجماعية والقدرة على الصمود.
واختُتم المؤتمر بجملة من التوصيات الاستشرافية التي أعادت التأكيد على مركزية الترجمة في إنتاج المعرفة وتحقيق العدالة الاجتماعية والمسؤولية البيئية. ودعا المشاركون إلى وضع أطر أخلاقية تحمي رفاه المترجمين وحقوقهم الفكرية وخصوصية بياناتهم، وتعزيز الوعي بالكلفة البيئية للتقنيات الناشئة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي. كما شددت التوصيات على أهمية دعم تعليم اللغات بصورة مستدامة، وحماية اللغات الأقل انتشارًا، وتوسيع نطاق اللغات المُدرّسة في الأنظمة التعليمية، وتعزيز الصلة بين المتعلمين وبيئاتهم المحلية والمعارف الأصلية. وأكدت كذلك على أهمية إتاحة المعرفة المفتوحة، والانخراط النقدي في المفاهيم السائدة للاستدامة، واعتماد مقاربة متوازنة تُعلي من شأن الإنسان والأداء والبيئة على حد سواء.
وفي ختام الفعاليات، جرى تكريم الأفراد والمؤسسات المشاركة، إلى جانب أعضاء اللجنتين التنظيمية والعلمية، تقديرًا لإسهاماتهم والجهود التي بُذلت في نجاح المؤتمر، وروح التعاون التي ميّزت هذا الحدث العلمي الدولي.
About the Author