من لحظات التعب إلى منصات التتويج… الطلبة يروون أسرار النجاح

استمعت إليهم هاجر الخروصية
حين تجتمع الأضواء على منصات التتويج، يكتشف الطالب أن كل لحظة تعب كانت تستحق العناء. هذا ما عاشه الطلبة الذين كرّمتهم الجامعة نظير تميزهم الأكاديمي ونشاطهم المتفوق، فضلًا عن تألقهم في مسابقات محلية وإقليمية ودولية. ومع تزامن هذا الاحتفاء مع معرض الرحلة الطلابية ال26 إلى تركيا، اتسعت مساحة الفخر لتشمل تجارب معرفية وثقافية أعمق. هنا نستعرض أصوات الطلبة الذين عبّروا عن فرحتهم وتطلعاتهم، وشاركوا خلاصة تجاربهم التي قد تلهم كل باحث عن التميز.
أشار عمر بن مسلم بن راشد المعمري من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية – مجموعة الرؤية الاجتماعية – أن اللحظات الجميلة تُعاش بالتقدير وابتسامة تعكس قيمة الإنجاز، وأن اللحظات الثقيلة تُواجه بالهدوء والثقة لأنها تقوّي المسير. يميز نفسه بقدرته على خلق جوّ تعاوني داخل الفريق ومرونته مع الآراء المختلفة، ويواجه التحديات بروح المتعلّم لا بروح المتردد، ويرى أن هذا العائق الآن سيصبح سبب نجاحه مستقبلًا.
ويؤمن أن الطالب المجيد في الأنشطة شخص قادر على إدارة وقته، واضح الهدف، وصاحب حضور إيجابي، منصب على تسخير طاقات شبابه لاستثمار، مؤمنًا بأن النجاح ليس حدثًا واحدًا بل سلسلة من الجهود الصغيرة التي تُبنى باستمرار.
عبّرت الطالبة نوال بنت سالم بن سليمان الريامية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – عن الانطباعات الأولى الملازمة للطالب المجيد
أن الانطباعات الأولى المُلازمة لديها والزملاء عن الطالب المجتهد هو أنه شخص حقق الإنجاز العلمي، ونتيجة لذلك أن دلّ على حرصه على فهم المادة علميًا فهماً صحيحًا. وهي تحرص على إظهار هذه الصورة بشغف المبادرة والمثابرة، كما أكدت أنها تؤمن أن احترام المعلم والمادة العلمية جزء مهم من شخصية الطالب المجيد، الملازمة في نجاحاته وتألقه الأكاديمي.
أوضحت دانة نادر صادق من كلية الحقوق – أن الرسالة الأسمى في تفوقها العلمي هي النفع المجتمعي بالعلم – لذلك شعرت بمدد إلهي وأنها خُلقت لهذا المسار، فشمرت سواعدها نحو نيل المُبتغى وكلت أمرها لله، لتنجي توفيقه وحصاد التحصيل العلمي، مستندة إلى أن الإنسان رسالته تبدأ بالسعي، وأن يضع أحلامه عند القمر، فإن لم يصل سيصل للنجوم، ولاحظت أن النفع المجتمعي بالعلم هو صدقة تفتح أبواب التوفيق والخير، مثمنة على الإخلاص والتفاني من أجله
أشارت حور بنت خالد النبهانية من كلية الطب والعلوم الصحية إلى – أن الطالب لا يُقاس بدرجاته وحدها، –ولا تُقاس قيمته بورقة امتحان أو معدل في السجل. فكم من طالب حباه الله عقلًا مبدعًا أو ملكة فذة فسخّرها في مجال آخر فانبثق نجمه ساطعًا. وأوضحت أن المتفوق في العلوم لا ينبغي له أن يحصر جهده في الكتب فقط، بل عليه أن يوسع مداركه، وينمّي مهاراته وملكاته القيادية والإبداعية، ليبلغ بتنوع مواهبه آفاقًا لا يصل إليها العلم وحده.
وعلى الصعيد ذاته أكد عكاشة بن محسن بن محمد الزدجالي من كلية التربية أن قيمة الطالب لا تُقاس بالدرجات أو بما قرأه فقط، بل بقدرته على تحويل المعرفة إلى أفعال تؤثر إيجابًا في نفسه ومن حوله. فالتعلم بالنسبة له ليس هدفًا فقط، بل رحلة مستمرة لبناء شخصية فاعلة ومؤثرة، تجعل السعي للعلم مسؤولية يومية نعيشها بإصرار وطموح
وذكرت نور بنت سعد الحضرمية من كلية الحقوق أن الجماعات الطلابية – وخاصة جماعة صوت المجتمع – كانت مساحة لصقل شخصيتها ومهاراتها، وأنها الفارق الحقيقي بين الطالب العادي والطامح للتطوير واستثمار الفرص. شددت على أهمية الجمع بين التفوق العلمي والمهارات العملية والاجتماعية المطلوبة في سوق العمل، ودعت زملائها لاغتنام كل الفرص وخلق تجاربهم الخاصة، مباركة للمكرّمين على التكريم المستحق تتويجاً لجهودهم
يشارك أحمد بن حميد بن سعود المعولي من كلية التربية – مجموعة سراج التربية – الفرحة مع زملائه في رحلة التميز، ويرى في نفسه شخصية المنقذ في الأنشطة من الناحية الفنية أو التنظيمية، محاولًا تغطية أي تقصير، ويؤكد أن المشاركة في الأنشطة تساعد على صقل الشخصية واكتشاف القدرات المكنونة، وفتح فرص للتعلم والتطور، والتعرف على شخصيات بارزة والمشاركة معها، والحصول على بعض التسهيلات لإتمام سير العمل بخبرات متقدمة، مع القدرة على إدارة الفعاليات واختيار الشخصيات بما يتناسب مع أهدافها ومهاراتها.
تتجلى في كلمات الطلبة المكرمين والمكرمات مشاعر الفخر بالإنجاز، وروح الرسائل السامية التي يحملونها أينما ذهبوا، مع امتزاج الامتنان والتفاؤل بمستقبل أكثر إشراقًا. وقد عبّروا عن أن هذا التكريم ليس مجرد محطة انتهاء، بل بداية انطلاقهم نحو تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، مسلحين بالعلم والمعرفة والقيم والمهارات التي صقلها هذا الصرح العظيم، لتكون لهم زادًا في مسيرتهم المقبلة نحو التميّز والإبداع.
About the Author