X638311283768843821

 



Banner-02

مجهر على برنامج التدريب الصيفي لطلبة علم الاجتماع

يعد التدريب الصيفي للطلاب برنامجًا مؤقتًا يهدف إلى تزويدهم بفرص لاكتساب خبرة عملية في مجال دراستهم خلال فترة الإجازة الصيفية. ويسعى هذا النوع من التدريب إلى سد الفجوة بين الدراسة النظرية ومتطلبات سوق العمل، وتنمية المهارات الشخصية والمهنية للطلاب.

وخلال فترة الصيف تنظم العديد من الجهات داخل الجامعة برامج تدريبية لطلبتها، من ضمنها البرنامج التدريبي الذي خاضه طلبة قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بالجامعة في مركز دريمة لرعاية الأيتام بدولة قطر، والذي كان نموذجًا مثاليًا لبرامج التدريب، وجاء ضمن إطار التعاون المشترك بين الجانبين، ممتدًا على مدى فترة تدريبية مكثفة من 13 إلى 17 يوليو من هذا العام، ساعيًا إلى صقل مهارات الطلبة وتعزيز خبراتهم العملية في بيئة اجتماعية متخصصة.

التعامل مع التحديات بمهنية وكفاءة

ضمّ البرنامج عدداً من طلبة القسم الذين تلقوا تدريبهم تحت إشراف إدارات المركز المتخصصة، وتحديداً إدارة الخدمات الاجتماعية وقسم الرعاية الداخلية، حيث أتيح للطلبة الاطلاع على آليات العمل المتبعة، والتعرف على أفضل الممارسات في مجال رعاية وتمكين ودمج الأيتام.

وتؤكد الفاضلة أمل بنت خلفان السلطية، مشرفة التدريب بقسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي، على أهمية هذا النوع من البرامج في إعداد كوادر وطنية مؤهلة وقادرة على التعامل مع التحديات الاجتماعية بمهنية وكفاءة، مضيفة أن هذا التدريب يأتي تجسيداً لرؤية الجامعة في تعزيز ارتباطها بالمجتمع وتطوير قدرات طلبتها من خلال الانخراط في تجارب ميدانية واقعية.

 

بناء جسور التعاون الأكاديمي والمهني

من جانبها، كانت الشيخة نجلاء بنت حمد آل ثاني _المدير التنفيذي لمركز دريمة_ قد رحبت بالوفد الطلابي، مشيدةً بالجهود المبذولة من قبل الجامعة في إعداد جيل واعد من الأخصائيين الاجتماعيين. ومؤكدة على أن استضافة طلاب جامعة السلطان قابوس تأتي في إطار المسؤولية المجتمعية للمركز، وتسهم في إثراء التبادل المعرفي، وبناء جسور التعاون الأكاديمي والمهني بين المؤسسات". إذ يُعد مركز دريمة لرعاية الأيتام مؤسسة اجتماعية متخصصة تابعة لمؤسسة قطر للعمل الاجتماعي، التي تعمل على تنسيق الجهود الوطنية في مجال الرعاية والتمكين الاجتماعي. ويهدف المركز إلى تقديم الرعاية الشاملة للأطفال الأيتام، ممن لا تنطبق عليهم شروط الرعاية الأسرية التقليدية، مع التركيز على تأهيلهم ودمجهم في المجتمع.

 

تفاعل مباشر وخبرات عملية

وقد عبّر الطلبة المشاركون عن امتنانهم لهذه الفرصة التي وصفوها بالثرية، لما أتاحته لهم من خبرات عملية وتفاعل مباشر مع قضايا الرعاية الاجتماعية، ما يعزز من جاهزيتهم للميدان العملي مستقبلاً.

حيث تقول الطالبة العنود الشكرية "كتجربة ميدانية، كان تدريبنا في مركز دريمة بدولة قطر نقطة تحول في فهمي العملي لتخصصي في علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية، إذ أتاح لي فرصة فريدة للتعرف على آليات الرعاية والتمكين والدمج لفئة الأيتام في بيئة مهنية متقدمة. وتعلمت كيف يمكن للأخصائي الاجتماعي أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الأفراد من خلال المتابعة الدقيقة والدعم النفسي والاجتماعي. كما لامست عن قرب التحديات اليومية التي تواجه العاملين في هذا المجال". مشيرة إلى أن هذه التجربة زادت من شغفها بالتخصص، ورسّخت إيمانها بأهمية الدور الإنساني والاجتماعي الذي يحمله الطلبة والأخصائيين المستقبليين.

وتؤكد الطالبة مريم الدغيشية على مدى عمق التجربة قائلة "تجربتي في مؤسسة دريمة تجربة إنسانية ومهنية غنية بالمعنى، تعلّمت من خلالها أن العمل الاجتماعي ليس مجرد مهام، بل رسالة تحملها القلوب قبل الأيدي. وجدت في دريمة بيئة تُقدّر الإنسان وتُراعي التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق، أخرج من هذه التجربة مُمتنة، محمّلة بقيم ومعانٍ لا تُنسى. كما أنها لم تقتصر على التدريب داخل المركز فقط، بل شملت زيارات ميدانية لعدد من المؤسسات الاجتماعية الأخرى، وكذلك زيارة دار الإيواء للأيتام، والتي أتاحت لي فهمًا أعمق لظروف الرعاية المباشرة، والتحديات اليومية التي تواجه العاملين مع الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع. هذه الفرصة كانت إضافة قيّمة عززت من إدراكي لأهمية الدور التكاملي بين مؤسسات الرعاية والتأهيل الاجتماعي".

كما تقول الطالبة آمنة البوسعيدية "إن هذه المشاركة كانت بمثابة تجربة ميدانية مختلفة جسدت طبيعة العمل الاجتماعي في الواقع مع مختلف الفئات بما فيها فئة الأيتام، وإن هذه التجربة قد أضافت لنا الكثير على المستوى المهني والإنساني. كما مكنتنا من تطبيق ما تعلمناه نظريًا على أرض الواقع، والتعامل عن قرب مع القضايا الاجتماعية، مما عزز إدراكنا لدور الأخصائي الاجتماعي وأهميته في دعم الأفراد والمجتمع. وقد أكدت أن العمل الاجتماعي ليس مجرد مهنة نؤديها، بل هو التزام أخلاقي وإنساني نهدف من خلاله إلى مساعدة الآخرين وتمكينهم للعيش بطريقة طبيعية في المجتمع".

 

خرجت بحلم أكبر

فيما يقول الطالب حمد العريمي " غيرت هذه التجربة من منظوري لمهنة العمل الاجتماعي، فقد اكتشفت أنها رحلة إنسانية تتطلب القلب قبل العقل. تعلمت أن أكون قويًا في مهنتي، رحيمًا في إنسانيتي، وأن أواجه ما يحمله العمل مع الأيتام من مشاعر وتحديات بروح مسؤولة وقلب واعٍ. كما ألهمني التدريب لمواصلة تطوير مهاراتي، وأود أن أعبر عن شكري لمركز دريمة على فتح أبوابه لهذه التجربة المثيرة، ولقسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي على هذه المبادرة التي أعطتنا فرصة لنكون جزءًا من عمل إنساني عظيم. لقد خرجت من هذا التدريب ليس فقط بمهارات جديدة، بل بحلم أكبر: أن أكون جزءًا من تغيير إيجابي في حياة من هم بحاجة إلى دعمنا".

ويُعد هذا البرنامج التدريبي الخارجي تجربة نوعية تسهم في تطوير مهارات الطلبة وتأهيلهم للممارسة المهنية، كما يعزز من الشراكات المجتمعية التي تدعم مسيرة العمل الاجتماعي وتطوره على المستويين الأكاديمي والميداني. وتقول الدكتورة وفاء بنت سعيد المعمرية رئيسة قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي "إن هذه الفرصة القيمة تساهم بشكل كبير في تعزيز مهارات الطلبة وتوفير بيئة تعليمية عملية تتيح لهم الاستفادة من الخبرات الحياتية والمهنية. كما أن التدريب في بيئة جديدة يفتح أمام الطلبة آفاقًا واسعة لفهم التحديات الاجتماعية والثقافية، ويساعدهم على تطبيق ما تعلموه في الفصول الدراسية . كما يسهم في تطوير مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي، مما يعزز من قدراتهم على العمل في مجالاتهم المستقبلية".

About the Author

ايمان الحسنية

ايمان الحسنية

محرر محتوى