خصائص الدعاية السياسية لـ "طوفان الأقصى"
ناقش قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس رسالة ماجستير للطالبة فاطمة بنت محمد الحسنية بعنوان (خصائص الدعاية السياسية خلال عملية طوفان الأقصى: دراسة تحليلية لحسابات شبكات التواصل الاجتماعي الفلسطينية والإسرائيلية (2023 - 2024)).
سعت الدراسة إلى كشف خصائص الدعاية السياسية وتحليلها خلال عملية "طوفان الأقصى"، بالتركيز على الطرفين الرئيسين المتواجهين منذ بدء هذه العملية؛ وذلك من خلال تحليل قناة التيلجرام الرسمية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإحدى الصفحات الرسمية للحكومة الإسرائيلية التي خصصتها للمتحدث الرسمي باسم حكومتها على منصة أكس، وتحديدا صفحة إيلون ليفي. وتتمثل عينة الدراسة في منشورات الطرفين محل الدراسة خلال الفترة من 7 أكتوبر 2023م إلى 19 مارس 2024م، مع التركيز على أهم المحطات التي مرت بها العملية خلال الفترة محل الدراسة.
وقد اعتمدت الدراسة على التقنيات الدعائية السبع التي حددها معهد تحليل الدعاية في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1937م وعلى بعض التقنيات الدعائية التي حددتها جامعة فيرمونت الأمريكية لتكون إطارا نظريا لها، ووظفت استمارة تحليل المضمون أداةً لجمع البيانات.
خلصت الدراسة إلى نتائج عدة، من أبرزها؛ تصدر موضوع التهديد المعادي المواضيع الأكثر نشراً من قبل المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإسرائيلية – إيلون ليفي بنسبة 34% من إجمالي عدد منشوراته، التي بلغ عددها 863 منشورا، في حين جاء موضوع القوة العسكرية في المرتبة الأولى عند حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بنسبة بلغت 44.2% من إجمالي عدد منشورات الحركة التي بلغت 294 منشورا. وتصدرت تقنية "العموميات البراقة" عند المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإسرائيلية – إيلون ليفي بوصفها أكثر تقنية مستخدمة بنسبة 20.2%، وتقنية "التسمية السلبية" عند حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بنسبة 38.8%. وكان أسلوب "الاستعطاف" أكثرَ أسلوب مستخدم من قبل الطرفين مجتمعين بنسبة 30.3% من إجمالي المنشورات التي بلغ عددها 1157 لكلا الطرفين. وتصدر تشويه "صورة الطرف الآخر" بوصفه أكثر هدف شائع عند المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإسرائيلية – إيلون ليفي بنسبة بلغت 44.1%، فيما برز هدف "التهديد أو الدعوة إلى اتخاذ إجراءات سياسية" عند حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بنسبة 43.2%.
وقد كشفت الدراسة عن وجود علاقة بين التقنيات الدعائية ومواضيع الدعاية السياسية عند كلا الطرفين، فقد وظف أطراف الصراع هذه التقنيات في مواضيع محددة، ما عدا تقنية العموميات البراقة التي وظفها كلا الطرفين محل الدراسة في مختلف المواضيع، كما لم تظهر أي علاقة واضحة بين تقنية التسمية السلبية وأي موضوع معين عند حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فقد جاءت هذه التقنية موظفةً في أكثر من موضوع. وأكدت نتائج الدراسة أيضاً تركيز الأساليب الدعائية على أهداف معينة ومحددة عند المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإسرائيلية، ما عدا أسلوب الاستعطاف وأسلوب التكرار اللذين جاءا لتحقيق أهداف متعددة. وعلى وجه المقارنة؛ وظفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأساليب الدعائية لتحقيق أهداف غير محددة نسبياً، ما عدا أسلوب المبالغة والتضليل والأسلوب الديني اللذين ركزا على أهداف دعائية معينة.
وأظهرت النتائج اعتماد المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإسرائيلية – إيلون ليفي على المصادر غير المعرّفة والتي تفتقد إلى المصداقية بصورة أكبر وبنسبة بلغت 39.6%، في حين اعتمدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على المصادر المعرّفة التي تتمتع بالمصداقية مصدرا للمعلومات بنسبة بلغت 74.8%.
تشكلت لجنة المناقشة من رئيس اللجنة الدكتور محمد بن علي العلوي، والمشرف الرئيس الأستاذ الدكتور عبد الله بن خميس الكندي، والممتحن الداخلي الدكتورة فاتن بن لاغة، والممتحن الخارجي الأستاذة الدكتورة ثريا البدوي.
About the Author