معرض بتروبرزه: حيث يلتقي المستقبل بالتكنولوجيا
- بقلم: د /طارق العربي قناط، كلية الهندسة
في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها قطاع النفط والغاز، أصبح من الضروري توفير بيئات تعليمية وتدريبية تتيح للطلبة والمهندسين الشباب الاطلاع على أحدث التقنيات وتبادل الخبرات العلمية والثقافية. يمثل معرض بتروبرزه، الذي نظمته جمعية مهندسي البترول بجامعة السلطان قابوس، مبادرة فريدة تسعى إلى جمع طلبة هندسة النفط من مختلف أنحاء العالم في منصة مشتركة لتعزيز التواصل العلمي والمهني، وتحفيز الابتكار، وبناء شبكة علاقات دولية.
انطلقت النسخة الأولى من المعرض في يناير 2023، إذ استقطبت مشاركين من أكثر من تسع دول، منهم السعودية، البحرين، إيران، إندونيسيا، الجزائر، والأرجنتين. ركزت فعاليات هذه النسخة على استعراض تاريخ اكتشاف النفط وتطور قطاع الطاقة في البلدان المشاركة، إلى جانب تنظيم حلقات عمل تقنية تناولت موضوعات الذكاء الاصطناعي، الرقمنة، ودور المرأة في قطاع النفط والغاز. كما تضمنت المسابقات العلمية التي عززت روح التنافس المعرفي بين الفرق المشاركة، وأنشطة ثقافية مكنت الطلبة من التعرف على التراث العماني، مما أضاف بعدًا إنسانيًا إلى التجربة العلمية.
تبع ذلك تنظيم النسخة الثانية في أبريل الماضي 2025، التي شهدت توسعًا في نطاق المشاركة لتشمل ثماني دول جديدة، منها روسيا، النمسا، الإمارات، العراق، والهند. تميزت هذه النسخة بالتركيز على الابتكار والتقنيات الحديثة، إذ عرض الطلبة مشاريع بحثية مبتكرة في مجالات الحفر والإنتاج، وشاركوا في حلقات عمل متقدمة تناولت التحول الرقمي والطاقة المتجددة. كذلك أُقيمت مسابقات تقنية هدفها إيجاد حلول عملية لتحديات الصناعة، إلى جانب فعاليات اجتماعية وثقافية عززت من التواصل بين المشاركين.
تُظهر نتائج التقييمات التي أُجريت على المشاركين أن المعرض ساهم بشكل فعّال في تطوير مهاراتهم التقنية والقيادية، وفتح أمامهم آفاقًا جديدة للتعاون البحثي والمهني. كما ساعد في بناء شبكة علاقات دولية واسعة، مما يعزز فرص التدريب والتوظيف المستقبلية. ورغم النجاحات التي حققها المعرض، إلا أنه يواجه تحديات تتمثل في ضمان استدامة التمويل، توسيع قاعدة المشاركة، وتحسين آليات تقييم الأثر الأكاديمي والاجتماعي للفعالية.
يمثل معرض بتروبرزه نموذجًا ناجحًا للفعاليات الطلابية التي تجمع بين التعليم، الابتكار، والتبادل الثقافي في قطاع النفط والغاز. إن استمرار تطوير هذا الحدث ودعمه يمكن أن يسهم بشكل كبير في إعداد جيل جديد من المهندسين القادرين على مواجهة تحديات صناعة الطاقة المستقبلية، مع تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعرفة بين الشباب في هذا المجال الحيوي.
About the Author