في ختام مشاركتها في الدورة التاسعة والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب أطلقت الجامعة المبادرة المجتمعية "أقرأ بصوتك"، وذلك بحضور صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد- رئيس الجامعة، ومدير معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين _خالد بن سليمان الرواحي.

سعت المبادرة إلى تحويل سلسلة القصص "تحكي عُمان مع يونسكومان" إلى مادة سمعية مخصصة للأطفال من ذوي الإعاقة البصرية. وقد تم اختيار المشاركين في هذه المبادرة من بين أكثر من ١٥٠ موظفًا وطالبًا من الجامعة سجّلوا عبر استمارة المشاركة، حيث جرى انتقاء من يمتلكون المهارة والموهبة في الإلقاء الصوتي وفق معايير محددة، لضمان جودة المحتوى المقدم للأطفال.

وتُعد هذه السلسلة من تأليف الدكتور عامر بن محمد العيسري، الأستاذ المساعد بكلية التربية في جامعة السلطان قابوس، والذي يمتلك رصيدًا غنيًا من الإصدارات والأبحاث في مجالي تعليم الأطفال والتنمية اللغوية. ومن خلال هذه القصص، يصطحب الكاتب الأطفال في رحلة ممتعة للتعرّف على شخصيات عُمانية بارزة، ومعالم تاريخية وأثرية، إضافة إلى ابتكارات هندسية تم توثيقها ضمن سجلات منظمة "اليونسكو". وتم إهداء النسخة السمعية من العمل إلى معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين، تعزيزًا لمبدأ الشمولية وإتاحة المعرفة للجميع.

وجاءت مشاركة الجامعة في معرض الكتاب هذا العام تحت شعار «رِواق الجامعة: مستقبل المعرفة في عالم رقمي»، تأكيدًا على دورها الرائد في نشر المعرفة وتعزيز الابتكار وترسيخ التواصل الفاعل مع مختلف شرائح المجتمع. وعكست هذه المشاركة رؤية الجامعة كمؤسسة أكاديمية تسعى إلى مواكبة التحولات المتسارعة في العالم الرقمي، وإعادة تعريف طرق إنتاج وتداول المعرفة في العصر الحديث.

وكان ركن الجامعة قد قدم فعاليات ثقافية وتفاعلية أخرى، حيث تم إطلاق قصتين للأطفال بعنوان “عرسية العيد” و“قرنقشوه”، وهما من مخرجات مشروع بحثي ممول من الجامعة بعنوان “تحويل أدب القصص والأغاني الشعبية العُمانية إلى رسوم تفاعلية بصرية: ترسيخ مفاهيم الهوية والثقافة العُمانية”. وفي سياق دعم الحراك البحثي والتأليفي، احتفت الجامعة كذلك بتدشين مجموعة من الإصدارات الجديدة التي تمثل نتاج الباحثين في مختلف التخصصات.

كما نظمت الجامعة ندوة متخصصة بعنوان “القرار القائم على البيانات: نحو إرشاد وتوعية أكثر فاعلية في سلطنة عُمان ودول الخليج”، شارك فيها عدد من المسؤولين والخبراء في مجالات التوعية والإحصاء وتحليل البيانات، وناقشوا سُبل تعزيز صناعة القرار بناءً على أدلة وبيانات دقيقة. بالإضافة إلى تنظيم جلسة حوارية جماهيرية بعنوان “المنتج الثقافي الإبداعي ورهان الذكاء الاصطناعي: بين التمكين والتحدي” التي استضافت عددًا من المتخصصين في التكنولوجيا والإبداع الفني.

وكذلك قدمت الجامعة حلقة تدريبية بعنوان “صناعة المحتوى في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي”، تناولت آليات توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تصميم وتحرير المحتوى الرقمي، وكذلك حلقة تدريبية مخصصة لطلبة المدارس بعنوان “مغامرة الابتكار: بناء وبرمجة روبوتات EV3 التعليمية”، وذلك في إطار تشجيع الطلبة على خوض تجارب تفاعلية في مجالات البرمجة والروبوتات.

وشاركت الجامعة في ركنها هذا العام بـ(91) إصدارًا متنوعًا، توزع بين (28) إصدارًا صادراً عن مركز الدراسات العُمانية، و(63) إصدارًا لدائرة النشر العلمي والتواصل بعمادة البحث العلمي، من بينها (9) إصدارات جديدة، منها (8) من إعداد عمادة البحث العلمي، و(1) من مركز الدراسات العُمانية، ما يعكس الحراك العلمي والثقافي المتواصل الذي تشهده الجامعة.