قسم التربية المبكرة ينظم محاضرة حول الجرائم الجنائية بحق الأطفال
إعداد الدكتورة منى بنت سالم السيابية
في ظل تزايد الاهتمام العالمي والمحلي بحماية حقوق الأطفال داخل المؤسسات التعليمية، بات من الضروري تسليط الضوء على القضايا الجنائية التي قد يتعرض لها الأطفال في هذه البيئة الحيوية. وانطلاقًا من حرص قسم التربية المبكرة بكلية التربية في جامعة السلطان قابوس على تحسين كفاءة المخرجات التعليمية، وربط الجانب النظري بالواقع العُماني، تم بالتعاون مع مكتب مساعد العميد للتدريب وخدمة المجتمع تنظيم محاضرة توعوية متميزة.
استضاف القسم الدكتور زاهر بن ناصر السيابي، رئيس الادعاء العام، لتقديم محاضرة بعنوان: "أنواع وآثار الجرائم الجنائية بحق الأطفال داخل المؤسسات التعليمية"..
استعرض الدكتور السيابي خلال المحاضرة أبرز قضايا الأحداث التي تصل إلى الجهات القضائية، مدعّماً حديثه بإحصاءات دقيقة توضح توزيع القضايا حسب المحافظات. كما تناول أوجه التعاون القائم بين الادعاء العام ووزارة التربية والتعليم في التعامل مع قضايا الأطفال، موضحًا دور الادعاء العام في الحد من هذه القضايا، ومسؤولياته في تعزيز حماية الأطفال في المجتمع التعليمي.
وقد اختتم الدكتور السيابي المحاضرة بجملة من التوصيات العملية التي تهدف إلى تقليل القضايا السلوكية والجنائية المرتبطة بالأحداث، مؤكدًا أهمية الوقاية المبكرة والاهتمام بالطفل ضمن محيطه الأسري والتعليمي. كما وجّه مجموعة من النصائح التوعوية لكل من له علاقة بالطفل، خاصة أولياء الأمور، المعلمين، والإخصائيين الاجتماعيين.
شهدت المحاضرة تفاعلاً واسعاً من الحضور، الذين أثاروا جملة من الاستفسارات والنقاشات البنّاءة المتعلقة بدور كل فرد من أفراد المؤسسة التعليمية في حماية الأطفال وتعزيز بيئتهم الآمنة. وأكد الحضور على أهمية إقامة مثل هذه الورش التوعوية في مختلف القطاعات، مشيرين إلى ضرورة تكثيف الجهود المجتمعية للتركيز على حماية الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع. وقد خلصت النقاشات إلى عدد من التوصيات، أبرزها:
- تضمين قضايا الطفولة وحمايتها ضمن المقررات الدراسية المعنية بالتعليم والتعلم والقضايا المعاصرة.
- زيادة التوعية حول أثر استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال.
- تعزيز ثقافة حقوق الطفل والوقاية من المخاطر السلوكية في المجتمع العُماني.
وفي ختام المحاضرة، شدد الدكتور السيابي على أهمية الحوار مع الأطفال، وفتح قنوات التواصل المباشر معهم، وبناء علاقات ثقة بين الطفل وأسرته. كما أكد على ضرورة متابعة استخدام الأطفال للأجهزة اللوحية ومواقع التواصل الاجتماعي، ومعرفة الأصدقاء والبيئات التي ينخرطون فيها. ولم يغفل الدكتور التأكيد على خطورة غياب الرابطة الأسرية، مشيراً إلى أن حالات الانفصال الأسري قد تترك آثارًا نفسية عميقة على الأطفال، مما يستدعي تقديم الدعم النفسي والاجتماعي المستمر لتعزيز بيئة أسرية آمنة ومليئة بالمحبة والمودة.
إن إقامة مثل هذه الفعاليات تؤكد التزام كلية التربية بجامعة السلطان قابوس برسالتها المجتمعية في دعم القضايا التربوية والاجتماعية، والعمل على تعزيز ثقافة حماية حقوق الأطفال وصون كرامتهم في مختلف السياقات التعليمية.
About the Author