تغطية / أصيلة بنت أحمد المعولية
شهد رِواق جامعة السلطان قابوس في معرض مسقط الدولي للكتاب، في أجواء ثقافية نابضة بالحياة، توقيع الدكتورة فخرية بنت خلفان اليحيائية على إصدارها الجديد “قرنقشوه” و”عرسية العيد” بالأمس، الذي يُعد ثمرة مشروع بحثي مموّل من الجامعة.
ويأتي هذا العمل ليسلّط الضوء على القصص والأغاني الشعبية العُمانية من خلال تحويلها إلى محتوى بصري تفاعلي، في خطوة تهدف إلى تعزيز مفاهيم الهوية الثقافية وتقديم التراث للأجيال الجديدة بروح عصرية. وقد حظي حفل التوقيع بتفاعل لافت من الزوار الذين حرصوا على لقاء الكاتبة والاطلاع على تفاصيل مشروعها الإبداعي.
وجاء اختيار اليحيائية لرِواق جامعة السلطان قابوس مكانًا لتوقيع كتابها “قرنقشوه وعرسية العيد” بدافع انتمائها العميق لهذا الصرح الأكاديمي، الذي كان له أثرٌ بارز في مسيرتها العلمية والمهنية.
ولأن هذا العمل هو ثمرة مشروع بحثي مموّل من الجامعة، رأت أن تدشينه في رحابها يعدّ خطوة رمزية وتقديرية، تعكس الصلة الوثيقة بين دعم البحث العلمي والإنتاج المعرفي والثقافي.
وحول اختيارها لموضوع القصص الشعبية، قالت اليحيائية: “اختياري لهذا الموضوع نابع من اهتماماتي البحثية في مجال الهوية والتراث، الذي ولّد لدي إحساسًا عميقًا بوجود فجوة بين الأجيال. هذا الشعور حملني كباحثة على الشعور بالمسؤولية تجاه الحفاظ على التراث العُماني الأصيل، والبحث عن وسائل متنوعة لنقله إلى الأجيال الجديدة بطريقة قريبة منهم ومحببة إليهم”.
وتابعت موضّحة أن مشروعها البحثي انطلق من رصد هذه الفجوة المتزايدة بين الأطفال وموروثهم الثقافي نتيجة انشغالهم بالتقنيات الحديثة وابتعادهم عن التواصل المباشر مع أجدادهم ومجتمعاتهم التقليدية. ولهذا، حرصت اليحيائية على توثيق التراث بأسلوب قصصي موجه لمرحلة الطفولة المبكرة، معتمدة على القصص المصورة التي توظف شخصيات ومفردات عُمانية، ما يجعل التجربة التعليمية أكثر تفاعلية ومتعة، ويُسهم في غرس القيم والمفاهيم الثقافية العُمانية بطريقة بصرية جذابة.
وحول رؤيتها لمستقبل هذه السلسلة القصصية، عبّرت اليحيائية عن تفاؤلها قائلة: “أرى أن مستقبل هذه القصص واعد جدًا، خاصة إذا واكبنا التحول الرقمي بطريقة مدروسة”.
وقد أعربت عن أملها بأن تقوم المؤسسات التربوية باقتناء هذه القصص وتوزيعها بين الأطفال، مما يساعد في دعم استكمال السلاسل المتبقية من المشروع.
وفي إطار رؤيتها لتطوير المشروع، أعربت اليحيائية عن تطلعها إلى أن تتبنى إحدى المؤسسات فكرة تحويل هذه القصص إلى أعمال متحركة تُعرض في هيئة حلقات مشوقة عبر المنصات الرقمية التي يفضلها الأطفال اليوم. وأكدت استعدادها للاستمرار في كتابة سلسلة متكاملة تحافظ على روح المشروع، مع الالتزام بغرس القيم والمفاهيم العُمانية الأصيلة.
وأشارت إلى أن العصر الرقمي الذي نعيشه يحتم علينا تطوير طرق تقديم التراث، مبيّنة أن: “من الضروري أن نقدم التراث بطريقة تفاعلية وجذابة، تضمن غرس القيم والمبادئ المرجوة بطريقة طبيعية وقريبة من الأطفال”.
كما عبّرت عن قناعتها بأن هذه النوعية من المشاريع ستُسهم بشكل كبير في تعزيز وعي الأجيال الجديدة بثقافتهم الوطنية، وربطهم بهويتهم بأسلوب معاصر ومؤثر.