شاركت جامعة السلطان قابوس في الدورة التاسعة والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب، الذي انطلقت فعالياته صباح اليوم الخميس الموافق 24 أبريل 2025م، بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، وتستمر حتى 3 مايو المقبل. وجاءت هذه الدورة تحت الرعاية الكريمة لصاحبِ السُّموِّ السيِّد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد، رئيس جامعة السلطان قابوس، وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة، ونخبة من الكتّاب والمثقفين والإعلاميين، ضمن برنامج ثقافي متنوع يعكس الحراك الأدبي والمعرفي في سلطنة عُمان، ويعزز من حضورها في المشهد الثقافي الإقليمي والدولي.
وتُشارك جامعة السلطان قابوس في هذه الدورة تحت شعار «رِواق الجامعة: مستقبل المعرفة في عالم رقمي»، تأكيدًا على دورها الرائد في نشر المعرفة وتعزيز الابتكار وترسيخ التواصل الفاعل مع مختلف شرائح المجتمع. وتعكس هذه المشاركة رؤية الجامعة كمؤسسة أكاديمية تسعى إلى مواكبة التحولات المتسارعة في العالم الرقمي، وإعادة تعريف طرق إنتاج وتداول المعرفة في العصر الحديث.
وفي ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة، تسعى الجامعة إلى تقديم محتوى علمي وثقافي يعكس التوجهات المعرفية الحديثة، مستفيدة من الوسائط الرقمية في إيصال رسالتها. ويهدف “رِواق الجامعة” إلى خلق فضاء مفتوح للحوار والتفاعل، حيث تُعرض أبرز إصدارات الجامعة، وتُناقش قضايا راهنة برؤى استراتيجية تُسهم في بناء مستقبل معرفي أكثر شمولًا.
ويزدان رِواق الجامعة هذا العام بـ(91) إصدارًا متنوعًا، تتوزع بين (28) إصدارًا صادراً عن مركز الدراسات العُمانية، و(63) إصدارًا لدائرة النشر العلمي والتواصل بعمادة البحث العلمي، من بينها (9) إصدارات جديدة، منها (8) من إعداد عمادة البحث العلمي، و(1) من مركز الدراسات العُمانية، ما يعكس الحراك العلمي والثقافي المتواصل الذي تشهده الجامعة.
- فعاليات ثقافية وتفاعلية نوعية
كما تنظم جامعة السلطان قابوس خلال المعرض باقة متكاملة من الفعاليات الثقافية والعلمية التي تجسد رسالتها في خدمة المعرفة وتعزيز التواصل مع المجتمع. وتأتي هذه الفعاليات لتخاطب مختلف الفئات، من المختصين والمهتمين بالشأن الثقافي إلى طلبة المدارس والجمهور العام.
كما تدشن الجامعة قصتين للأطفال بعنوان “عرسية العيد” و“قرنقشوه”، وهما من مخرجات مشروع بحثي ممول من الجامعة بعنوان “تحويل أدب القصص والأغاني الشعبية العُمانية إلى رسوم تفاعلية بصرية: ترسيخ مفاهيم الهوية والثقافة العُمانية”. ويُقام التدشين في ركن الجامعة يوم الجمعة، 25 أبريل 2025، من الساعة 6:30 إلى 8:30 مساءً، حيث سيُتاح للأطفال وأسرهم الاطلاع على هذه التجربة القصصية البصرية التفاعلية.
وفي سياق دعم الحراك البحثي والتأليفي، تحتفي الجامعة كذلك بتدشين مجموعة من الإصدارات الجديدة في يومي الأحد، 27 أبريل 2025، والثلاثاء، 29 أبريل 2025، من الساعة 5:30 إلى 7:30 مساءً، حيث يُعرض عدد من الإسهامات العلمية الحديثة التي تمثل نتاج الباحثين في مختلف التخصصات.
أما على صعيد الندوات العلمية، فتنظم الجامعة ندوة متخصصة بعنوان “القرار القائم على البيانات: نحو إرشاد وتوعية أكثر فاعلية في سلطنة عُمان ودول الخليج”، وذلك في قاعة أحمد بن ماجد يوم الاثنين، 28 أبريل 2025، من الساعة 4:30 إلى 6:00 مساءً. ويشارك في هذه الندوة عدد من المسؤولين والخبراء في مجالات التوعية والإحصاء وتحليل البيانات، حيث يناقشون سُبل تعزيز صناعة القرار بناءً على أدلة وبيانات دقيقة.
وفي إطار مواكبة التحولات الرقمية، تنظم الجامعة جلسة حوارية جماهيرية بعنوان “المنتج الثقافي الإبداعي ورهان الذكاء الاصطناعي: بين التمكين والتحدي”، وذلك يوم الأربعاء، 30 أبريل 2025 في قاعة الفراهيدي، من الساعة 4:30 إلى 6:00 مساءً. وتتطرق الجلسة إلى انعكاسات الذكاء الاصطناعي على المشهد الثقافي، وتستضيف عددًا من المتخصصين في التكنولوجيا والإبداع الفني.
كما تنظم الجامعة حلقة تدريبية بعنوان “صناعة المحتوى في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي”، تُقام في قاعة العوتبي يوم السبت، 26 أبريل 2025، من الساعة 4:30 إلى 6:00 مساءً. وتتناول الحلقة آليات توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تصميم وتحرير المحتوى الرقمي، ويقدمها الأستاذ محمد بن سليمان الأغبري، المتخصص في تكنولوجيا التعليم.
وتتواصل البرامج التدريبية مع حلقة تدريبية مخصصة لطلبة المدارس بعنوان “مغامرة الابتكار: بناء وبرمجة روبوتات EV3 التعليمية”، تُعقد في قاعة ابن دريد يوم الخميس، 1 مايو 2025، في تمام الساعة 10:30 صباحًا، ويقدمها الأستاذ خلفان بن حمد الشعيلي، في إطار تشجيع الطلبة على خوض تجارب تفاعلية في مجالات البرمجة والروبوتات.
وتأتي المبادرة المجتمعية “اقرأ بصوتك” كواحدة من أبرز المشاريع ذات الأثر المجتمعي، وتهدف إلى تحويل سلسلة القصص “تحكي عُمان مع يونسكومان” إلى مواد سمعية موجهة للأطفال من ذوي الإعاقة البصرية. وقد تم اختيار نخبة من المشاركين من بين أكثر من 150 متقدّمًا ممن أبدوا تميزًا في الإلقاء الصوتي، وسيتم تدشين هذه المبادرة خلال المعرض، على أن تُهدى النسخ السمعية إلى الجمعيات والمراكز المختصة، دعمًا لحق الجميع في الوصول إلى المعرفة.
كما يتضمن ركن الجامعة عرضًا تفاعليًا للمشاريع والواقع الافتراضي والواقع المعزز التي طوّرها طلبة وأكاديميو قسم تكنولوجيا التعليم والتعلم. كما يشارك قسم الموسيقى والعلوم الموسيقية بأمسية تحت عنوان “النغم يسبق الخوارزميات”، تُقام في ركن الجامعة يوم الخميس، 1 مايو 2025، الساعة 6:45 مساءً، وتجمع بين الفن والإبداع التقني في قالب ثقافي ملهم.
وشهد ركن الجامعة تفاعلًا ملحوظًا من قبل الزوّار والمشاركين، حيث تم طرح مجموعة من الأسئلة التي هدفت إلى استقصاء آرائهم وانطباعاتهم حول محتوى الركن وما يقدمه من فعاليات علمية وثقافية. وقد أسهمت إجابات الزوّار في رسم صورة واضحة عن مستوى التفاعل والإقبال، مما يعكس دور الركن في تعزيز التواصل بين المؤسسة التعليمية والمجتمع.
وفي هذا السياق، أشار محمد العبري، مصمم الوسائط المتعددة في مركز تقنيات التعليم، إلى أن من أبرز التغيرات التي طرأت على ركن الجامعة هذا العام هو إدماج تقنيات الواقع الافتراضي، حيث أُتيح للزوار التفاعل مع محتوى معرفي وتجريبي مبتكر يعكس توجه الجامعة نحو توظيف التكنولوجيا الحديثة في نشر المعرفة وتوسيع دائرة التفاعل مع الجمهور.
وجاء رأي الزائرين ليؤكد جاذبية الركن، حيث أبدى كثير منهم إعجابهم بمجسم برج الجامعة، وتنوّع الإصدارات المعروضة، بالإضافة إلى تجربة الواقع الافتراضي التي وفّرت بعدًا تفاعليًا مبتكرًا عزز من تميّز المشاركة.
بينما قال أحد الزوّار: “لقد أتيت خصيصًا لأخذ النسخة المطبوعة من اقرأ”، في إشارة إلى المكانة التي تحتلها إصدارات الجامعة لدى الجمهور وحرصهم على اقتنائها لما تحمله من قيمة معرفية ومجتمعية.