اختتمت فعاليات مؤتمر عُمان الدولي لتدريس اللغة الإنجليزية في نسخته الـثالثة والعشرين بجامعة السلطان قابوس، الذي استمر لمدة يومين تحت عنوان "جاهزية تدريس اللغة الإنجليزية للمستقبل: دمج تعلم اللغة مع المهارات الحياتية الأساسية".
شهد المؤتمر، الذي احتفل هذا العام بمرور 25 عامًا منذ انطلاقه، مشاركة أكثر من 400 مشارك من الأكاديميين والمعلمين المختصين في مجال تعليم اللغة الإنجليزية من داخل سلطنة عُمان وخارجها.
وأكدت الجلسات وحلقات العمل التي قدمها المشاركون على أن تعليم اللغة الإنجليزية يشهد تطورًا سريعًا لمواكبة متطلبات عالم معولم ورقمي. حيث تناولت العديد من الجلسات أهمية دمج التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، في تعليم اللغة، من أدوات التغذية الراجعة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز الكتابة الأكاديمية إلى استخدام الفيديو للتطوير المهني للمعلمين ومراجعة الأقران.
كما ركز المؤتمر على أهمية استقلالية المتعلم والتعليم الشخصي، سواء من خلال ملفات الطلبة أو التعاون بين الأقران أو التعلم القائم على المشروعات المدمج مع الذكاء الاصطناعي، بهدف جعل الطلبة مشاركين نشطين في رحلتهم التعليمية، وتنمية التفكير النقدي والتواصل والتكيف، والتي تُعد مهارات أساسية لسوق العمل المستقبلي.
وشدد المؤتمر على الحاجة الملحة للتعليم الشامل والعادل، حيث ركزت الجلسات على دعم المتعلمين ذوي الإعاقة البصرية، والتقييم الديناميكي للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، والكفاءة بين الثقافات في سياقات تعليم اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية، مما يؤكد أهمية تكييف التدريس وفقًا لاحتياجات الطلبة المتنوعة.
وخرج المؤتمر بعدة توصيات مهمة، حيث أوصى المشاركون بضرورة إنشاء منصات رقمية تفاعلية لتدريس اللغة الإنجليزية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، تراعي الفروق الفردية وتعزز مهارات التفكير النقدي والإبداعي. كما أكدوا على أهمية تطوير برامج تدريبية للمعلمين حول كيفية توظيف الأدوات التكنولوجية الحديثة في العملية التعليمية بشكل فعال.
وأكدت التوصيات على ضرورة تعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص لتطوير مناهج تعليم اللغة الإنجليزية بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل المستقبلي، إضافة إلى دعم البحوث والدراسات المتعلقة بتأثير الذكاء الاصطناعي على تعليم اللغة الإنجليزية وتطبيقاته العملية.
كما دعا المشاركون إلى بناء منظومة تقييم شاملة تراعي احتياجات الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة وتعزز مبدأ التعليم الشامل للجميع، وتشجيع التبادل المعرفي والثقافي بين المؤسسات التعليمية داخل وخارج سلطنة عمان لتبادل الخبرات والممارسات الناجحة في مجال تدريس اللغة الإنجليزية.
وأكد المشاركون في المؤتمر على أهمية تبني هذه التوصيات من قبل المؤسسات التعليمية وصناع السياسات لضمان مواكبة تعليم اللغة الإنجليزية للتطورات العالمية وتلبية احتياجات الطلبة في القرن الحادي والعشرين.