على الرغم من أن مفهوم تخفيف الألم والعناية بالمرضى ليس جديدًا، فإن الطب التلطيفي بوصفه تخصصًا طبيًا مستقلًا تطور بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة. فقد بدأ بالظهور كمجال متخصص في أواخر القرن العشرين، مع الاعتراف المتزايد بالحاجة إلى رعاية تكميلية جنبًا إلى جنب مع العلاجات التقليدية. اليوم، أصبح الطب التلطيفي جزءًا أساسيًا من الرعاية الصحية في العديد من الدول، حيث يدمج بين الطب الحديث والممارسات الإنسانية لتعزيز راحة المرضى ودعمهم نفسيًا واجتماعيًا.

الطب التلطيفي هو نهج طبي متكامل يهدف إلى تحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو مهددة للحياة، من خلال تخفيف الألم والأعراض الجسدية والنفسية والاجتماعية. يركز هذا التخصص على تقديم الرعاية الداعمة للمرضى وعائلاتهم، بغض النظر عن مرحلة المرض أو نوع العلاج المتبع.

في هذا حوار مع الدكتور نصر بن علي الريامي استشاري طب تلطيفي في مركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث السرطان  نتعرف اكثر على هذا الطب التلطيفي.

• ما هو الطب التلطيفي، وكيف يختلف عن الرعاية الطبية التقليدية؟

تعرف منظمة الصحة العالمية الطب التلطيفي بأنه نهج يحسّن نوعية حياة المرضى (البالغين والأطفال) وأُسرهم ممن يواجهون مشاكل مرتبطة بأمراض تهدد حياتهم. وهي تتيح توقّي المعاناة وتخفيفها بفضل التعرّف المبكر على الألم وغيره من المشاكل، سواء كانت بدنية أو نفسية اجتماعية أو روحية، وتقييمها وعلاجها على نحو سليم

يتميز الطب التلطيفي بتقديم رعاية شاملة للمريض الذي يعاني من أمراض مستعصية بالإضافة إلى توفير الدعم الكامل للأسرة. فهو لايركز على المرض فقط بل يتعداه ليشمل الجوانب الأخرى التي تؤثر في حياة الفرد.

يعنى الطب التلطيفي بمعاينة ومتابعة المرضى الذين يعانون من أمراض مستعصية كالسرطان والأمراض المزمنة كالأيدز وفشل الكلى والكبد وبعض من الأمراض العصبية كمرض التصلب اللويحي

• كيف يساهم الطب التلطيفي في تحسين جودة حياة المرضى وعائلاتهم؟

هناك العديد من الدراسات التي أثبت فعالية الطب التلطيفي في تحسين جودة الحياة لدى المريض. فالسيطرة على الأعراض تحسن من جودة الحياة. فمثلا مرضى السرطان يعانون من آلآم مزمنة ناتجة من المرض نفسه او من مضاعفات المرض أو العلاجات المستخدمة والتحكم في الألم يمنح المريض قدرا من الراحة التي تساعده في ممارسة حياته الطبيعية

• ما دور الفرق الطبية المتعددة التخصصات في تقديم الرعاية التلطيفية؟

تعزز الرعاية التلطيفية مفهوم الرعاية الشاملة حيث أن الفريق الطبي لا يهتم بالجانب البدني فحسب بل يقوم بتقييم الحالة نفسيا واجتماعيا وروحانيا من خلال كوادر متخصصة. بعدها يتم عمل اجتماع بين جميع أخصائي الفريق الطبي وذلك لوضع الخطة المناسبة التي تساهم في تحسين جودة الحياة.

وفي الختام توجد مجموعة من التوصيات العامة للطب التلطيفي:

1. تقديم رعاية شاملة – الاهتمام بالجوانب الجسدية والنفسية والاجتماعية والروحية للمريض.

2. إدارة الألم والأعراض بفعالية – استخدام أساليب طبية متطورة لتخفيف الألم وتحسين الراحة.

3. التواصل الفعّال – ضمان تواصل واضح ومفتوح بين الفريق الطبي والمريض وعائلته.

4. دعم المرضى وعائلاتهم – تقديم إرشاد نفسي واجتماعي لمساعدة الجميع في التعامل مع المرض.

5. التكامل مع العلاجات الأخرى – العمل جنبًا إلى جنب مع التخصصات الطبية المختلفة لتعزيز جودة الحياة.

6. توفير رعاية فردية – تصميم خطط علاج مخصصة وفقًا لاحتياجات كل مريض.

7. نشر الوعي والتدريب – تعزيز فهم المجتمع والكوادر الطبية لأهمية الطب التلطيفي.

8. احترام رغبات المرضى – إشراك المرضى في قرارات الرعاية لضمان تلبية تطلعاتهم.