تقنية الواقع المعزز: أداة لتحسين العملية التعليمية لطلبة ذوي الإعاقة
يمثل الطلبة ذوو الإعاقة الحركية جزءًا أساسيًا من النظام التعليمي في جامعة السلطان قابوس، حيث تسعى الجامعة لتوفير بيئة تعليمية تتناسب مع احتياجاتهم. ومع التحديات التقنية التي تواجه وحدة الدعم، برزت تقنية “الواقع المعزز” كحل مبتكر لتعزيز العملية التعليمية. تهدف الدراسة التي أجرتها الباحثتان هاجر بنت محمد السيابية وعزاء بنت سالم الغافرية إلى تقييم فاعلية هذه التقنية في تحسين تجربة التعلم، بما يواكب تطورات الثورة الصناعية الرابعة ويدعم تحقيق تعليم شامل ومستدام.
- الطلبة ذوي الإعاقة الحركية
تعد فئة الطلبة ذوي الإعاقة الحركية من الفئات المهمة التي تلعب دورًا بارزًا في المجتمع، حيث أثبتت جدارتها في مختلف المجالات، بدءًا من التعليم العالي وصولًا إلى سوق العمل والمساهمة في التنمية المجتمعية. في جامعة السلطان قابوس، يمثل هؤلاء الطلبة جزءًا أساسيًا من النظام التعليمي، مع تأسيس وحدة دعم مخصصة لهم في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، تهدف إلى توفير بيئة تعليمية مناسبة تعترف بقدراتهم وتلبي احتياجاتهم الفردية.
رغم التقدم الذي أحرزته الوحدة في تلبية احتياجات الطلبة ذوي الإعاقة الحركية، إلا أنها لا تزال تواجه بعض التحديات، خاصةً في الجانب التقني والتكنولوجي. من أبرز هذه التحديات، صعوبة توفير بيئة تعليمية تفاعلية ومتطورة تُسهم في تعزيز تجربة التعلم لدى هؤلاء الطلبة، لا سيما المصابين بالعظم الزجاجي. وقد أقر العديد من الطلبة بحاجتهم إلى أدوات مبتكرة تمكنهم من تحسين أدائهم الأكاديمي وتخفيف العقبات التي تواجههم.
في هذا السياق، جاءت فكرة استخدام تقنية “الواقع المعزز” كحل مبتكر لتطوير البيئة التعليمية لطلبة ذوي الإعاقة الحركية. يتيح الواقع المعزز للطلبة التفاعل مع المحتوى التعليمي بطرق متعددة باستخدام الصوت والصورة، مما يُسهم في تعزيز استيعابهم ويجدد نشاطهم الأكاديمي. كما أن هذه الخطوة تتماشى مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة والاهتمام العالمي بدمج التكنولوجيا في التعليم لتحقيق التنمية المستدامة.
تهدف الدراسة، التي أعدتها الباحثتان إلى استكشاف فاعلية تقنية الواقع المعزز في تحسين العملية التعليمية لطلبة ذوي الإعاقة الحركية. اعتمدت الباحثتان المنهج التجريبي من خلال تطبيق التجربة على مجموعتين (ضابطة وتجريبية) من عينة مكونة من عشرة طلاب من وحدة الدعم بجامعة السلطان قابوس.
تأتي هذه الدراسة استجابةً لرؤية عمان 2040، التي تدعو إلى إدماج التكنولوجيا في مختلف القطاعات، ومنها التعليم. تسعى الدراسة أيضًا إلى تقديم توصيات عملية يمكن أن تسهم في تحسين تجربة التعلم لدى الطلبة ذوي الإعاقة الحركية، وتفتح الباب أمام تطبيقات مشابهة لفئات أخرى من الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة.
About the Author