لغة الصحافة الجديدة
أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم حديث الساعة، إذ يتناوله الأفراد والمؤسسات للحديث عنه وعن ممارساته وتأثيراته في المجالات المختلفة. وكإعلاميين، لنا المساحة الأوسع والأحقية الأكبر للحديث في هذا المجال لارتباطه الوثيق بوسائل الإعلام الحديثة وتطوراتها المستقبلية. وبالفترة ليست بالبعيدة التقينا بمجموعة إعلامية تعمقت في مجال الذكاء الاصطناعي سواء بحثيًا أو بالممارسة، وذلك خلال المؤتمر الدولي الرابع لقسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس، والذي جاء تحت عنوان "الاتّصال والإعلام وثورة الذّكاء الاصطناعي: الحاضر والمستقبل"، الصحفية سامية عايش، هي إحدى ضيوف المؤتمر التي أثرتنا بتجربة متميزة وممارسة إعلامية مختلفة ومتطورة، فكان لنا معها هذا اللقاء...
مهارات أساسية للصحفي
أول ما خطر ببالنا لنسألها عن المهارات الأساسية التي يجب أن يتعلمها الصحفي في مجال الذكاء الاصطناعي، فأجابت قائلة "يجب أن يعرف الصحفي كل ما هو جديد، ويجب أن يعرف أيضًا جانب تقني مبسط عن خلفيات عمل الذكاء الاصطناعي، لكن الأهم باعتقادي أنه يجب أيضا أن يدرك طبيعة العمل الصحفي وأهم مصاعبه وأهم تحدياته، وأين يمكن أن يوظف الذكاء الاصطناعي" مشيرة إلى أن ما يحدث حاليًا هو ثورة نحو الأدوات واستخدامها وتوظيفها وتطبيقها من دون أن يكون هناك فهم واضح لكيف يمكن أن نقوم باستعمال هذه الأدوات.
وتضيف سامية عايش "المهارات الأساسية هي مهارات تحليل أداء المؤسسة الإعلامية، وتحليل أداء الصحفي، والتعرف على الفجوات التي يمكن أن تملأها أدوات الذكاء الاصطناعي، والتعرف على الخلفية التقنية المبسطة لسير واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، ومن ثم التعرف على الخصائص الأساسية لاستخدام هذه الأدوات".
مع الانبهار تنحسر الأخلاقيات
وعن أخلاقيات التعامل مع هذه التكنولوجيا تقول سامية عايش "أعتقد أن غياب الجوانب الأخلاقية مرتبط أولا بحالة الانبهار التي يعيشها الصحفي وغيره مما يمكن أن تنتجه هذه الأدوات خصوصًا أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، فبالتالي عندما ننبهر قد نتناسى جوانب كثيرة من أهمها الجوانب الأخلاقية. كما أنه لا يوجد وعي كافي بالجوانب الأخلاقية لهذه التقنيات، ففي الوقت الذي نمتلك فيه إدراك وإلمام بالجوانب الأخلاقية لمهنة الصحافة ينقص لدينا الإلمام الكافي بكل الجوانب الأخلاقية في التكنولوجيا".
من الذي يُحاسَب؟
التحديات هنا كثيرة، تذكر منها الصحفية سامية عايش "هناك تحديات أخلاقية من بينها على سبيل المثال أن هذه الأدوات في العادة باهظة الثمن فبالتالي فكرة الاشتراكات أو فكرة الشراء لصحفي واحد أو حتى لغرفه أخبار قد تكون مكلفة بعض الشيء. الأمر الآخر أن هذه الأدوات تعتمد على بيانات وهذه البيانات متحيزة بطبعها فبالتالي لا تقدم النتيجة المرضية أو النتيجة الصحيحة لما يبحث عنه الصحفي، كما أن لدينا بالمنطقة العربية أيضا هناك ضعف في البيانات التي تمثل هذه المنطقة فبالتالي تخرج النتائج بشكل أكثر تحيزًا".
وكذلك تذكر سامية فكرة الخطأ، يعني عندما يحصل أي خطأ فمن الذي يحاسَب؟ الصحفي أم الأداة أم الشركة التي قامت بعمل هذه الأداة؟ لذلك يجب أن يكون هناك تركيز أكثر على الجوانب المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية، هل الإبداع هو إبداع الأداة والذكاء الاصطناعي أم هو إبداع الإنسان؟
كيف يمكننا تجاوز التحديات؟
تؤكد سامية عايش على أنه يمكننا تجاوز هذه التحديات بالفهم الواضح والصريح لكل الجوانب الأخلاقية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، كما يمكن أن يكون هناك تشارك وعمل تعاوني ما بين المؤسسات الصحفية وشركات التقنية، فعندما تعمل كل جهة لوحدها لن يكون هناك تفاهم واتفاق على الجوانب الأخلاقية، وبالتالي لأن الصحافة هي خدمة مجتمعية يجب أن يكون جزء كبير أو لا بأس به من عمل هذه الشركات التقنية هو أيضا في خدمه المجتمع وفي خدمه المؤسسات التي تقدم هذا النوع من الخدمات المجتمعية.
مزايا الذكاء الاصطناعي للصحفيين
وأخيرًا هناك الكثير من المزايا التي يحصل عليها الصحفيون من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي تذكرها سامية عايش " أولا هذه الأدوات تساعد في توفير الوقت والجهد، يعني بدل أن أقضي وقتًا طويلًا في تفريغ مقابلة لدي أدوات تساعدني في تفريغ هذه المقابلات، وبالتالي أوفر الوقت والجهد لعمل أمور أخرى أيضا. وفي بعض الأحيان كذلك هناك الكثير من الجوانب في قصصنا وأخبارنا التي لا يمكن أن نقوم بتقديمها أو عرضها بسبب عدم وجود المادة البصرية فبالتالي مع وجود أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن تساعد في إنتاج مثل هذه المواد مع الإشارة طبعا إلى أنه تم إنتاجها بالكامل من قبل أدوات الذكاء الاصطناعي".
About the Author