بين العلم والفلسفة: جلسة حوارية تطرح رؤى جديدة للإستدامة
- كتب: داوود بن مصبح العمري
بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة نظمت كلية الآداب والعلوم الاجتماعية في الجامعة جلسة حوارية بعنوان " أخلاقيات العلم في سياق الإستدامة "التحديات والآفاق في عصر الابتكار" بحضور الدكتور نبهان بن حارث الحراصي عميد الكلية وعدد من الأكاديميين والطلبة والمهتمين.
شارك في الجلسة نخبة من الباحثين والخبراء، إذ قدم الدكتور شريف الهاشمي طوطاو، أستاذ الفلسفة المساعد من الجزائر، مداخلة بعنوان "لماذا أخلقة العلم؟"، تناول فيها ضرورة إعادة ربط العلم بالقيم الأخلاقية للتصدي للأزمات البيئية والاجتماعية التي يواجهها العالم، مؤكدًا أن غياب القيم قد أدى إلى هذه الأزمات، فيما طرح وجهة نظر تدعو لأخلقة العلم كأداة لتحقيق تنمية مستدامة.
من جانبه تحدث الدكتور نور الدين الشابّي، أستاذ الفلسفة المساعد، عن "التحديات الأخلاقية للابتكار التكنولوجي"، متخذًا من "أخلاقيات الذكاء الاصطناعي" نموذجًا، إذ استعرض القضايا الأخلاقية التي يثيرها تطور الذكاء الاصطناعي، مثل الخصوصية، التحيز، وتأثير التكنولوجيا على العدالة الاجتماعية، داعيًا إلى تطوير إطار أخلاقي عالمي يضمن استخدام التكنولوجيا لخدمة البشرية.
أما محمد بن عبدالله العجمي، الكاتب والباحث العماني في الفلسفة، فقد تناول مفهوم "النمو السلبي" كبديل للرأسمالية التقليدية، مشيرًا إلى أهمية تقليل الإنتاج لتحقيق العدالة البيئية والاجتماعية، ولديه العديد من الكتب والمقالات، وله إسهامات فكرية متنوعة تشمل الفلسفة النقدية والذكاء الاصطناعي، كما أن روايته "سر الموريسكي" وصلت للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2022.
كما تحدث علي بن سليمان الرواحي، الباحث والمترجم في الفلسفة والنظرية الاجتماعية، عن الترابط بين الفلسفة والنظريات الاجتماعية المعاصرة وأثرها على تعزيز قيم الاستدامة. أدار الجلسة الأستاذة عالية بنت هلال السعدية، باحثة مشاركة بقسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي، التي أثرت النقاش بطرح تساؤلات حول دور الفلسفة في الابتكار والاستدامة.
تميزت الفعالية بتفاعل كبير من الحضور عبر مناقشة عدة محاور، أبرزها كيفية تحقيق التوازن بين الابتكار والحفاظ على البيئة، والاستفادة من دراسات الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وأهمية التنمية البشرية الشاملة.
الجدير بالذكر أن هذه الجلسة تأتي في إطار حرص الكلية على تعزيز الحوار الفلسفي حول قضايا العصر، وترسيخ أهمية الفلسفة كأداة للتفكير النقدي وحل المشكلات العالمية.
About the Author