هل ستتغير طريقة عمل الإدارة التربوية؟
في عصر التحول الرقمي وتسارع التطور التكنولوجي يحتل الذكاء الاصطناعي صدارة المشهد إيذانًا بعصر جديد من الكفاءة والابتكار وزيادة الانتاجية، حيث تسللت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى جميع قطاعات الحياة المختلفة بما في ذلك قطاع التعليم. وفي هذا السياق تتجه الأنظار صوب الإدارة التربوية بوصفها الجانب المحرك للقطاع التعليمي، فكيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعيد تشكيل طريقة عمل الإدارة التربوية؟ وما هي جوانب التحسين التي يقدمها الذكاء الاصطناعي للإدارة التربوية في هذا الصدد؟ هذا ما يجيب عنه الدكتور ياسر فتحي الهنداوي المهدي - أستاذ مشارك بكلية التربية ورئيس المجموعة البحثية للإدارة والقيادة التربوية بجامعة السلطان قابوس.
يقول الدكتور ياسر المهدي "لا ريب أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحدث تحولًا في مجال الإدارة التربوية من خلال توفير أدوات وتطبيقات متقدمة تعزز التفاعل، وتحسن الكفاءة، وتجود صنع القرارات الذكية بناءً على تحليل البيانات والتعلم الآلي، وفي هذا الصدد يمكننا رصد أبرز المزايا التي يقدمها الذكاء الاصطناعي لتحسين طرق عمل الإدارة التربوية وتعزيز دورها في زيادة إنتاجية مؤسسات التعليم على نحو معين".
تحسين كفاءة العمليات الإدارية
يذكر الدكتور ياسر المهدي إحدى التحديات الرئيسية في إدارة التعليم وهو عبء المهام الإدارية إذ يقول "تستهلك العمليات اليدوية لمهام مثل التسجيل وإدخال البيانات ومعالجة المستندات وقتًا وموارد ثمينة، وهنا يمكن لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تبسيط سير العمل الإداري، وأتمتة العديد من العمليات الإدارية، مثل تخطيط الجداول الزمنية، وإدارة الموارد البشرية، والمساعدة في تحليل البيانات، وصنع القرارات من خلال تقديم معلومات وتحليلات دقيقة لمساعدة الإدارة التربوية على اتخاذ قرارات مُستنيرة بشأن جميع جوانب العملية التعليمية"، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد على تحسين عملية التواصل بين الإدارة التربوية وأولياء الأمور والطلبة، من خلال توفير منصات تفاعلية للتواصل، وتقديم معلومات مُخصصة، والرد على الأسئلة بشكل سريع وفعال.
تحسين عمليات التدريس
من خلال تبني الذكاء الاصطناعي يمكن للمؤسسات التعليمية إعداد الطلبة لتحقيق النجاح في عالم تقوده التكنولوجيا وتمكينهم ليصبحوا قادة ومبتكرين في المستقبل. هذا ما أكد عليه الدكتور ياسر المهدي من خلال توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتخصيص خبرات التعلم لكل طالب، وتقديم محتوى تعليمي مخصص يلبي احتياجاته الفردية؛ كما أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تعمل على تعزيز عمل المعلم، ومساعدته في عمليات تخطيط التدريس.
تحسين عمليات تقييم أداء الطلبة
استكمالا لفوائد الذكاء الاصطناعي في تحسين التدريس وتعلم الطلبة يقول الدكتور ياسر أن هناك حاليا حلولاً وإمكانات متنوعة تقدمها تطبيقات الذكاء الاصطناعي تسهل من عملية تقييم الطلبة، بالإضافة إلى إعداد الاختبارات وتصحيحها، ورصد النتائج، وتقديم التغذية الراجعة، مضيفًا "إن من أبرز منصات الذكاء الاصطناعي في تحسين عمليات التدريس وتقويم التحصيل الدراسي مثلا School Magic".
تحسين الأداء الوظيفي والتعلم المهني
يؤكد الدكتور ياسر المهدي على أنه يمكن أن يكون لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في تطوير الأداء الوظيفي للمعلمين والإداريين، وتعزيز تعلمهم المهني سواء من خلال توفير مصادر التعلم الذاتية أو من خلال برامج التدريب المستمر وتطوير الأداء.
وفي نهاية حديثه يقول "يعمل الذكاء الاصطناعي على إعادة تشكيل المشهد التعليمي نحو الأفضل من خلال تبسيط سير العمل الإداري، وتحسين عمليات التدريس، وكذلك تمكين خبرات التعلم الشخصية، وتعزيز الابتكار، بالإضافة إلى قياس التحصيل الدراسي للطلبة، وتعزيز التعلم المهني للمعلمين والإداريين، وهنا يمكننا القول إن تبني الذكاء الاصطناعي في الإدارة التربوية لم يعد اختيارا، بل أصبح ضرورة للتكيف مع الاحتياجات المتطورة في الحقل التربوي، وضمان تفوق الطلبة وتحسين أداء المؤسسات التعليمية في عالم تتزايد فيه المنافسة باستمرار".
About the Author