- استطلاع / قصي بن سليم المسلمي
أصبحوا نجومًا ساطعة تضيء سماء المستقبل، بعد أن كانوا مجرد نقاط صغيرة في الكون، وها هم الآن ينشرون نورهم في كل مكان. فرحتهم كفرحة النجم عندما يظهر لأول مرة في السماء ويبدأ في التألق. يدركون اليوم أنهم قادرون على أن يكونوا مصدر إلهام للآخرين، وأن يسهموا في بناء عالم أفضل. يغمرهم شعور الفخر والإنجاز، وكأنهم تسلقوا قمة جبل شاهق. يرون ثمار جهودهم تتجسد أمام أعينهم، ويشعرون بأنهم حققوا حلمًا طالما راودهم. قلوبهم مفعمة بالامتنان لكل من ساهم في نجاحهم، من أساتذة وأهل وأصدقاء. هم الآن مستعدون لخوض مغامرات جديدة واكتشاف آفاقٍ واسعة،،يسلط هذا الاستطلاع الضوء على فرحة الخريجين والخريجات، والمهارات التي اكتسبوها من الجامعة. دعونا نرى كيف عبروا عن فرحتهم وعن المهارات التي اكتسبوها من هذا الصرح العظيم.
- مهند بن محمد الغيلاني
- خريج ماجستير الاقتصاد، تخصص إدارة الأعمال:
“فرحة التخرج من جامعة السلطان قابوس هي لحظة استثنائية لا تُنسى، حيث تكللت سنوات الجهد والمثابرة بالنجاح والإنجاز. إنها اللحظة التي تلتقي فيها الأحلام مع الواقع، وتشعر أنك حققت ما سعيت إليه طوال فترة دراستك. جامعة السلطان قابوس، بتراثها العريق وسمعتها المرموقة، كانت المكان الذي صُقل فيه الفكر الأكاديمي وعمق الإبداع.
لكن الوصول إلى هذه اللحظة لم يكن سهلاً؛ فقد واجهنا العديد من التحديات والصعوبات على مدار سنتين دراسيتين. تمثلت هذه التحديات في التوفيق بين الحياة العملية والدراسة، وإدارة الوقت بكفاءة. كما واجهنا الكم الهائل من المعلومات المتجددة ومتطلبات البحث الأكاديمي وانتقاء المصادر. ومع ذلك، ساهمت كل هذه التحديات في بناء شخصيتنا وصقل مهارة البحث والتأكد من صحة المعلومات، وتنمية القدرات المعلوماتية والتقنية، ومواكبة التطور في المجال الأكاديمي، بما في ذلك استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ومن بين المهارات المكتسبة أيضًا زيادة الوعي بالتغير المناخي وإدارة المشاريع الفعالة، مع معرفة أسس قياس فعاليتها والتغلب على الصعوبات المالية والإدارية التي تواجه المشاريع”.
- موزة بنت خالد الغفيلية
- خريجة بكالوريوس الآداب، تخصص اللغة العربية وآدابها، والحاصلة على المركز الأول على التخصص والدفعة:
“فرحة التخرج فرحة لا مثيل لها، فرحة الوصول وتحقيق الإنجازات، فرحة محمَّلة بالفخر والامتنان لمسيرة طويلة مليئة بالتعب والجد والاجتهاد ليلاً ونهارًا. لم تكن الرحلة سهلة، بل كانت ممزوجة بالمصاعب والتحديات، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن.
كنت أحرص دائمًا على الأخذ بالأسباب، والتوكل على الله، وتفويض أمري له. اعتدت المواظبة على تلاوة القرآن الكريم قبل الدراسة وعند الانتهاء منها، وكذلك قبل دخول الامتحانات، فما زاحم القرآن شيئًا إلا زاده بركة ونورًا. فضل الله عليّ كان عظيمًا؛ فقد حصلت لسنتين متتاليتين على قائمة الشرف والامتياز على مستوى الكلية، ومرتين على مستوى الجامعة في الإجادة العلمية.
تعلمت في هذه الرحلة الكثير من المهارات المفيدة، من أبرزها التدقيق اللغوي الذي صقلته أثناء العمل في دائرة التواصل والإعلام بالجامعة، حيث قمت بتدقيق المقالات والنشرات العلمية. كما أتاحت لي الجامعة فرصة التعبير عن أفكاري واحترام آراء الآخرين والتفاعل معها، مما ساهم في تطوير شخصيتي الأكاديمية والإنسانية. اليوم، أكمل دراستي في دبلوم التأهيل التربوي لتحقيق المزيد من الإنجازات. ختامًا، أحمد الله على أن أكون الأولى على تخصص اللغة العربية وآدابها، وسأظل أطمح دومًا لتحقيق المزيد من النجاح”.
- سليمان بن أحمد القسيمي
- خريج بكالوريوس التربية، تخصص تكنولوجيا التعليم والتعلم:
“أحدثكم عن شعور السعادة وأنا أتخرج من هذا الصرح العلمي الشامخ، بعد رحلة خمس سنوات مليئة بالتجارب الأكاديمية والشخصية. لم تكن المسيرة مفروشة بالحرير، خصوصًا مع تحديات الإعاقة البصرية، ولكن بفضل الله، ثم بدعم زملائي وأعضاء هيئة التدريس، تخطيت كل الصعوبات.
أما المهارات التي صقلتها أثناء وجودي في الجامعة، فهي ترتبط بالتعامل مع الأجهزة التقنية والبرمجة، حيث شاركت في مجموعات طلابية ساعدتني على تطبيق هذه المهارات على أرض الواقع. كما أنني طورت مهاراتي في العلاقات الاجتماعية والتعامل مع الجمهور، من خلال عملي التطوعي لتدريب الطلبة المستجدين من ذوي الإعاقة البصرية على استخدام التقنيات المساعدة والخدمات الإلكترونية للجامعة”.
- محمد بن علي الهنائي
- خريج بكالوريوس التربية، تخصص اللغة العربية:
“شعور بهي ومليء بالسعادة الغامرة، يتخلله شيء من الحزن عند وداع هذا الصرح العظيم. وهكذا هي طبيعة النهايات؛ لحظات سعيدة ممزوجة بشعور الفراق. بعد أعوام مضت بحلوها ومرّها، نصل اليوم إلى محطة التتويج.
هذه الأعوام لم تكن سهلة؛ فقد واجهنا مواقف صعبة وتحديات كبيرة، ولولا الله أولاً، ثم دعم الأهل، لما وصلنا إلى هذه اللحظة. أيضًا، كان للأصدقاء والزملاء دور كبير في تجاوز المحطات الصعبة، فهم السند في لحظات الضيق.
كل خريج في جامعة السلطان قابوس يحمل معه ثروة من المهارات والمعارف العلمية والعملية. التخرج من هذا الصرح العظيم يعني أنك شخص مختلف، أكثر نضجًا ومعرفة. من بين المهارات التي اكتسبتها مهارات التواصل الاجتماعي، القيادة، ومهارات القرن الواحد والعشرين التي أصبحت ضرورة لا غنى عنها. الحمد لله على هذا الحصاد، وأسأل الله أن يوفق جميع الخريجين في مراحلهم القادمة”.
- عبدالله بن أحمد السليماني
- خريج بكالوريوس الآداب، تخصص العمل الاجتماعي:
“التخرج ليس نهاية مرحلة تعليمية وحسب، بل هو بداية جديدة ومسؤولية أكبر. أشعر بفرحة عظيمة، فهذا الإنجاز هو ثمرة سنوات من الجهد والتعب. لكنه أيضًا فرصة للتفكر فيما اكتسبته من مهارات وتجارب خلال مسيرتي الجامعية.
الجامعة كانت المكان الذي طوّر مهاراتي القيادية وتحمل المسؤولية. من خلال الأنشطة الطلابية والجماعية، تعلمت كيفية التعامل مع التحديات بحكمة وصبر، وكيف أوجه الفريق لتحقيق الأهداف المشتركة. كما أصبحت أكثر قدرة على التخطيط وإدارة الوقت والموارد.
اليوم، وأنا أبدأ مرحلة جديدة، أشعر بالفخر والتفاؤل بما تعلمته، وبما سأحققه مستقبلاً بإذن الله”.
- عبدالعزيز بن سالم السعيدي
- خريج بكالوريوس الآداب، تخصص اللغة العربية وآدابها:
“إنه ليوم بهيج نقف فيه معًا لنحتفل بحصاد سنوات من الجد والاجتهاد. معلمونا الأفاضل، لكم منا كل الشكر والتقدير، فقد كنتم النور الذي أضاء طريقنا. أولياء أمورنا الأعزاء، شكرًا لكم على دعمكم المتواصل.
نحن اليوم لسنا كما كنا قبل المرحلة الجامعية؛ فقد اكتسبنا مهارات التفكير الناقد، البحث العلمي، والتواصل المعرفي، التي صقلتها التجارب الأكاديمية. زملائي الخريجين والخريجات، احملوا أحلامكم وطموحاتكم، واجعلوا العلم نبراسكم، وتذكروا أن النجاح لا يُقاس فقط بما تحققونه لأنفسكم، بل بما تقدمونه لوطنكم ومجتمعكم”.
- نوف بنت سالم الكلبانية
- خريجة بكالوريوس الزراعة، تخصص علوم النبات:
“الحمد لله الذي يسر البدايات وأكمل النهايات. فرحة التخرج تستحق كل السعي والجهد. بعد سنين مليئة بالتحديات، الحمد لله نلنا ما صبرنا من أجله.
مررت خلال مسيرتي الدراسية بتحديات وصعوبات، منها التعامل مع الأصدقاء والأساتذة، لكنني تعلمت أن التغلب على هذه الصعوبات يعتمد على قوة الشخصية. اعتمدت على نفسي، رتبت أولوياتي، وتكيفت مع الحياة الجامعية، مما ساعدني على صقل مهاراتي في التواصل الاجتماعي، التعامل مع الآخرين، تعزيز الروح التنافسية، واتخاذ القرارات العقلانية.
اليوم أشعر بفخر كبير، وأسأل الله أن يجعل ختام هذه الرحلة مسكًا، ويوفقنا جميعًا في مستقبلنا”.
تتجلى في كلمات الخريجين والخريجات مشاعر الفخر بالإنجاز، والامتنان للماضي، والتفاؤل بالمستقبل. هذه المرحلة ليست فقط محطة انتهاء، بل بداية لانطلاقهم نحو تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، مسلحين بالعلم والمعرفة والمهارات التي اكتسبوها من هذا الصرح العظيم.