X638311283768843821

 



  

Banner-02638735669713724437

 

الإعلام والذكاء الاصطناعي في مؤتمر دولي

 

  • كتب: سيف الجابري، محمد القرني .

انطلقت صباح اليوم أعمال المؤتمر الدولي الرابع لقسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس، بعنوان: “الاتّصال والإعلام وثورة الذّكاء الاصطناعي: الحاضر والمستقبل”، تحت رعاية معالي الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي – وزير الإعلام، وذلك بفندق إنترسيتي مسقط. يستمر المؤتمر لمدة ثلاثة أيام، ويأتي هذا المؤتمر ضمن جهود قسم الإعلام بالجامعة لتعزيز تبادل المعارف والخبرات العربية والدولية حول استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال الاتصال والإعلام.

وأعرب معالي الدكتور عبد الله الحراصي عن شكره لجامعة السلطان قابوس على تنظيم المؤتمر، قائلاً:“أهنئ الجامعة على تنظيم هذا المؤتمر الكبير والمهم. لا شك أن الذكاء الاصطناعي يغير الكثير في مختلف نواحي الحياة، وخصوصًا في المجالات الإبداعية وصناعة المحتوى. أما في مجال الإعلام تحديدًا، فإنه يُحدث تغييرات ضخمة ذات شقين: إيجابي وسلبي.

في الوقت الراهن، يبدو أن التأثير السلبي هو الأكثر وضوحًا، حيث يحدث تغيير على مستوى الوظائف الإعلامية وإنتاج المحتوى الإعلامي. كما تبرز مخاطر أخرى، مثل التضليل الإعلامي. ومع ذلك، هناك أيضًا آفاق إيجابية، إذ سيخلق الذكاء الاصطناعي وظائف جديدة، ويسهم في تسهيل عملية الإنتاج الإعلامي وتخصيص المحتوى لكل فرد.

إضافة إلى ذلك، يساعد الذكاء الاصطناعي المؤسسات الإعلامية في قراءة توجهات الجمهور واستغلال تقنيات تحليل البيانات الضخمة. كما يوفر للفرد محتوى إعلاميًا يتناسب مع اهتماماته ويحقق تطلعاته.

وأستغل هذه الفرصة للإشارة إلى أن هذا المؤتمر يتزامن مع حدثين مهمين: الأول هو احتفالنا في وزارة الإعلام بمرور 50 عامًا على بدء بث تلفزيون سلطنة عمان، الذي انطلق في اليوم نفسه، 17 نوفمبر 1974. أما الحدث الثاني فهو صدور قانون الإعلام الأسبوع الماضي، الذي يوازن بين الحريات والحقوق من جهة، والمسؤوليات من جهة أخرى.”

وتضمن برنامج الافتتاح كلمة لرئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، المكرم الأستاذ الدكتور عبد الله بن خميس الكندي، رئيس قسم الإعلام بالجامعة. وأوضح فيها: “نسلط الضَّوء في هذا المؤتمر على قضيَّة تزدادُ أهميَّة يومًا بعد آخر؛ إذ تقودُ الثورة الرَّقميَّة الإعلامَ إلى آفاق جديدةٍ يلعبُ فيها الذِّكاءُ الاصطناعِيُّ دورًا محوريًّا. وأود أن أشارككم أنني تبادلتُ الحديث مع عددٍ من تطبيقات الذَّكاء الاصطناعي لصياغةِ هذه الكلمة، واتَّفقتُ معها في كثيرٍ من المواضيع، واعتمدتُ على معلوماتِها الغزيرة. لقد أصبحَ من المؤكَّدِ اليوم، بعدَ سلسلةٍ من التجاربِ لتطوير التَّطبيقاتِ المختلفةِ، إمكانية توظيف الذَّكاء الاصطناعيّ في العمل الإعلامي لتسريع ودقَّة إنتاج الأخبار، وتحليل البياناتِ الضَّخمة، وفهم اتِّجاهاتها العامَّة، وتخصيص المحتوى بذكاء”.

وأضاف الكندي: “تشير المؤشِّرات إلى تطوُّر استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي وزيادة اتجاهات دمجها في المؤسَّسات الإعلاميَّة حول العالم. إذ توقعت تقارير أن ينمو حجم سوق هذه التطبيقات من 10 مليارات دولار أمريكي في عام 2022 إلى أكثر من 30 مليار دولار بحلول عام 2030. كما أن نحو 80% من المستخدمين على منصَّات التواصل الاجتماعي باتوا يحصلون على محتوى مخصص عبر خوارزميات الذكاء الاصطناعي، بينما توجّه نحو 70% من المؤسَّسات الإعلاميَّة العالمية إلى زيادة الاعتماد على هذه التطبيقات لتحليل تفاعُل الجمهور وتحسين إنتاج المحتوى بنسبة تزيد على 50%. ومع ذلك، علينا أن ندرك الوجه الآخر لهذه الثورة، مثل إمكانية تقديم الذكاء الاصطناعي لرؤى منحازة أو انتشار الأخبار المضللة، وتهديد الخصوصيَّة، فضلًا عن مخاطر أخرى كإضعاف التفكير النقدي والقيم الصحفية”.

وفي كلمة المتحدثة الرئيسية، ألكسندرا ويك، الأستاذة المشاركة في الصحافة بكلية الإعلام والاتصال بجامعة RMIT في أستراليا، أشارت إلى أن: “هذا العام شهد نموًّا هائلًا في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي داخل صناعة الأخبار والجامعات. ويمكن لهذه التقنيات أن تسهل إنشاء النصوص، الصور، والفيديوهات، مما يوفر فرصًا كبيرة لصناعة الأخبار والتعليم”.

وأكدت على أهمية دور الجامعات في تعليم الطلاب استخدام هذه التكنولوجيا بمسؤولية وأخلاقية، مشيرة إلى المخاطر المحتملة مثل التزوير والتضليل وفقدان الثقة.

يهدف المؤتمر إلى مناقشة تغيرات البيئة الإعلامية والمهارات اللازمة للتكيف معها، والتحديات الأخلاقية والقانونية المصاحبة لاستخدام الذكاء الاصطناعي. يشارك في المؤتمر أكثر من 70 متحدثًا وباحثًا يقدمون 60 ورقة علمية ضمن خمسة محاور رئيسة، منها الأطر الفلسفية لاستخدام الذكاء الاصطناعي وتجارب تطبيقه عالميًا، ومستقبل الصناعة الإعلامية.

كما شهد المؤتمر إطلاق “تحدي مبتكرو المحتوى بالذكاء الاصطناعي (شباب GEN AI)” بالتعاون مع مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف، بمشاركة أكثر من 50 متدربًا. وأكد الدكتور محمد عبد الظاهر، رئيس التحدي، أن: “سلطنة عمان تمتلك فرصة كبيرة للنهوض بقطاع الذكاء الاصطناعي ودمجه في مختلف المجالات، لا سيما الإعلام”.

About the Author

علي الخياري

علي الخياري

محرر محتوى