X638311283768843821

 

 

Banner-02

 

 

 

اجعل طريقك واضحًا حيث_تقف

يواجه الطالب وهو ينتقل من بيئة المدرسة إلى بيئة الجامعة العديد من التحديات الحياتية والاجتماعية والدراسية، نتيجة ابتعاده – ولربما لأول مرة – عن حياة البيت، واختلاطه بزملاء من مناطق متعددة، ونظام تعليمي يختلف كثيراً في محتواه وآلياته عن نظام المدرسة، ففي البيئة الجامعية يجد الطالب نفسه في عالم أكاديمي مفتوح تتعدد فيه الخطط الأكاديمية والجداول الدراسية والفرص التعليمية والأنشطة اللاصفية، وهنا يأتي دور المرشد الأكاديمي، ليساعد الطالب على الإبحار في هذا الفضاء الجديد، وعلى تخطي العديد من الصعاب ويرشده نحو أنجح الطرق للتفوق الدراسي. الدكتور سعيد بن سالم العبري- أستاذ مساعد بقسم هندسة الكهرباء والحاسب الآلي- بكلية الهندسة، يوجه كلماته لطلبة الجامعة الجدد ومن قبلهم، ليوضح لهم كيف يتعاملون مع المرشد الأكاديمي خاصتهم.

يقول الدكتور سعيد العبري "إن وجود المرشد الأكاديمي يعني للطالب وجود شخصية ذات خبرة كبيرة يلجأ إليها ليس فقط عندما تقع المشاكل، بل للفضفضة عن الأحلام والطموحات كذلك، فضلاً عن الدور الكبير الذي يلعبه المرشد الأكاديمي في مساعدة الطالب في التخطيط الأكاديمي واختيار المقررات والتوجيه المهني".

 

أعمال المرشد الأكاديمي

يوضح الدكتور سعيد العبري دور المرشد الأكاديمي قائلًا "يقوم المرشد الأكاديمي بالعديد من الأعمال المسخرة من أجل خدمة الطالب والأخذ بيده لتحقيق النجاح الأكاديمي، ففي بداية أو قُبيل كل فصل دراسي يُتوقع من الطالب زيارة مشرفه الأكاديمي، ليقوم المشرف بدراسة ومناقشة مستوى أداء الطالب في الفصل الدراسي السابق، ومستوى تقدمه في الخطة الدراسية الموضوعة لكل برنامج أكاديمي، وما إذا كان الطالب في طريقه لتحقيق متطلبات الحصول على الدرجة العلمية أم لا. وبناءً على هذا يقوم المشرف بتوجيه الطالب في اختيار وتسجيل المواد الدراسية في كل فصل دراسي بما يضمن اتباع الطالب للخطط الدراسية وتحقيقه المعدلات الأكاديمية المرجوة.  كما يقوم المشرف الأكاديمي بتقديم المشورة بشأن الخيارات المهنية المتعلقة بمجال دراسة الطالب، بما في ذلك النصائح حول فرص الأنشطة اللاصفية والتدريب الداخلي، وفرص العمل، والتعليم المستمر، ويقوم المرشد كذلك بتقديم الدعم والحلول عندما يواجه الطالب تحديات أكاديمية، مثل الصعوبات في المقررات الدراسية، وإدارة الوقت، أو الموازنة بين المسؤوليات الصفية واللاصفية. كذلك تقديمه عصارة تجربته الطويلة مع الطلبة فيما يتعلق بالدعم الشخصي وتقديم التشجيع ومساعدة الطلاب على التعامل مع الضغوطات والتحديات التي تواجههم في الحياة الجامعية. ولا ننسى دور المرشد في ربط الطالب بالمرافق والمراكز المتوفرة في الجامعة كالمركز الثقافي والمكتبة والمجمع الرياضي والجماعات الطلابية ومراكز الإرشاد والتوجيه النفسي وغيرها.

بالإضافة إلى مهام إدارية أخرى يقوم بها المشرف تتعلق بإدارة وحفظ السجلات الأكاديمية المتعلقة بتسجيل المقررات، والانسحابات، وغيرها من الاحتياجات الإدارية."

 

الملاحظة الاكاديمية

إن وقوع الطالب تحت الملاحظة الأكاديمية  من أصعب العقبات التي يمكن أن يواجهها في مشواره الدراسي، يقول الدكتور سعيد العبري عن هذه العقبة "تعني الملاحظة الأكاديمية بشكل عام نزول المعدل الأكاديمي للطالب إلى منطقة خطرة يمكن أن تؤدي إلى مطالبته بالانسحاب من الجامعة لو لم يتدارك نفسه  ويحسن مستواه، في الحقيقة فإن وقوع الطالب في الملاحظة الأكاديمية ليس لُب المشكلة، وإنما عمق المشكلة في كيفية تصرف الطالب للخروج منها؛ فمن الطبيعي جداً أن ينزل مستوى الطالب في فصل من الفصول خصوصًا في الفصول الأولى نتيجة صدمة النظام الجامعي مقارنةً بالنظام المدرسي، ونتيجة لأسباب متعددة يمكن أن يواجهها الطلبة بسبب عدم الاستقرار في السكن أو صعوبة استيعاب بعض المواد أو سلوكيات غير فعالة في المذاكرة والتحصيل العلمي. ولكن للأسف فإن بعض الطلبة يستهين بالملاحظة الأكاديمية والبعض الآخر يصاب بهلع وعقد نفسية، وهنا يأتي الدور على الطالب أولاً لزيارة المرشد الأكاديمي وعدم التردد أو الخوف في طلب المشورة لتعديل المسار، وبدوره يكون دور المرشد الأكاديمي حاسمًا في مساعدة الطالب على معالجة وتجاوز التحديات التي أدت إلى وقوعه تحت الملاحظة. فمن خلال نقاش بسيط مع الطالب، يمكن للمشرف أن يتعرف على الأسباب التي أدت إلى تدهور مستوى الطالب سواءً كانت حياتية أو تحصيلية، ثم يقوم المرشد بتطوير خطة عمل مخصصة تهدف إلى تحسين أدائه الأكاديمي. تشمل هذه الخطة استراتيجيات لإدارة الوقت بشكل أفضل، أو تحسين عادات الدراسة، أو تعديلات على عبء المقررات الدراسية. كذلك تحديد مواعيد زيارات لمناقشة مستوى الأداء خلال الفصل الدراسي، ويقدم المرشد الدعم العاطفي والتشجيع لمساعدة الطالب على البقاء متحفزًا ومركزًا على تجاوز التحديات الأكاديمية. كما يقوم المرشد الأكاديمي بربط الطالب بمصادر الجامعة المتعلقة بالإرشاد النفسي في حال دعت الضرورة إلى ذلك، أو توجيهه نحو حضور بعض الورش المتعلقة بالمهارات الأكاديمية في تنظيم الوقت وطرق المذاكرة وغيرها".

 

مسيرة الإرشاد الأكاديمي

يتحدث الدكتور سعيد العبري عن تجارب الطلبة معه ويقول: إن أبرز التجارب التي يجب الحديث عنها هي تجارب الطلبة الذين استطاعوا تحويل وقوعهم تحت الملاحظة الأكاديمية إلى محطة تغيير لمسارهم الأكاديمي نحو التفوق ومواجهة المستحيل، فكم من طالب استفاد من توجيه المرشد الأكاديمي ليس فقط في الوصول إلى المستويات الآمنة في الأداء الأكاديمي بل في الوصول إلى قوائم الامتياز والشرف، بل إن بعضًا منهم اليوم أصبحوا أساتذة في الجامعة قد وقعوا في بعض مراحل دراستهم الجامعية تحت الملاحظة الأكاديمية، وفي المقابل، هناك العديد من القصص المحزنة التي يتسبب فيها الطلبة نتيجة تأخرهم عن زيارة المرشد الأكاديمي أو تجاهلهم لنصائحه فيصل الطالب إلى مرحلة المطالبة بالانسحاب من الجامعة فيأتي والديه  إلى باب مكتب المرشد يبحثون عن مساعدة لابنهم أو ابنتهم كان يمكن تقديمها بسهولة لو واضب الطالب على زيارة مشرفه الأكاديمي.

 

العزف عن التواصل مع المرشد الأكاديمي

هناك العديد من العوامل التي لها دور في عزوف الطلبة عن التواصل مع المرشد الأكاديمي تتعلق بالوعي والتصورات السلبية والممارسات الخاطئة، يذكرها لنا الدكتور سعيد العبري "أبرز هذه العوامل تتعلق بوعي الطالب بأهمية المرشد الأكاديمي، فبالنسبة له هذا أمر غير مألوف أن يكون له مرشد أكاديمي خاص، وللأسف يتأثر البعض بالرسائل السلبية من أقرانهم من الطلبة المتقدمين بعدم أهمية المرشد الأكاديمي إلا في بعض الأمور الإدارية المتعلقة بالتسجيل وغيرها. وبما أنه لا إلزام بزيارة المشرف إلا في حالات معينة فإنه في الواقع وللأسف الكثير من الطلبة لا يستفيدون من خدمات المرشد الأكاديمي، ومن ضمن العوامل التي تؤدي إلى العزوف عن زيارة المرشد الأكاديمي محاولة الطالب زيارة المرشد دون أن يحجز موعداً مسبقاً، فيرسم صورة سلبية في ذهنه بأن المرشد غير متوفر بينما لو حجز موعداً لتم اللقاء بسهولة. كما أن بعضهم يخاف من مناقشة مرشده الأكاديمي أو يتحرج في الإفصاح عن مشكلاته الشخصية أو يشعر بالخجل أو حتى حاجز اللغة أو الثقافة، وهنا يمكن للطالب أن يلجأ إلى مساعد العميد للشؤون الأكاديمية في كليته في حال رأى بأنه يعاني صعوبات مع مرشده الأكاديمي فيقوم مساعد العميد بتقديم المساعدة له بما يشمل تغيير المشرف لو دعت الضرورة إلى ذلك".

 

نصيحة لطلبة السنة الدراسية الأولى

يقدم الدكتور سعيد العبري نصيحته لطلبة السنة الدراسية الأولى قائلاً "نصيحتي لهم بأن يقوموا بزيارة مرشدهم الأكاديمي من أول أسبوع دراسي، ولتكون الزيارة الأولى ليعرف الطالب بنفسه للمشرف الأكاديمي وليتكلم عن أحلامه وطموحاته وتطلعاته، وليفهم أكثر كيف يمكنه تحقيق الاستفادة المُثلى من مشرفه الأكاديمي، وما هي الخدمات التي يمكن أن يقدمها له، وهنا ما زلت أذكر أول زيارة لي لمشرفي الأكاديمي الذي كان بروفيسور في قسم هندسة النفط والكيمياء في أول أيام الدراسة وكنت وقتها لا أجيد اللغة الإنجليزية جيداً ولكن مع هذا شجعني كثيراً على التحدث وعدم التردد أو الخجل، وقد داومت على زيارة المرشد الأكاديمي ليس لمناقشة التحديات فحسب، بل للحديث عن المنجزات الشخصية والطموحات الجديدة".

مضيفًا "إنني أنصح الطلبة بعدم التأثر بالقصص السلبية عن أهمية المرشد الأكاديمي والتي حتمًا سيسمعونها من أقرانهم، وأشجعهم بمداومة مراجعة ومناقشة مستوى التقدم في الخطة الدراسية ومستوى الأداء الأكاديمي في كل فصل دراسي مع مشرفهم الأكاديمي، كما أنصحهم بتجنب الثقة العمياء بالنفس في التعامل مع الملاحظة الأكاديمية وإنما يجب عليهم التواصل مع المشرف الأكاديمي في أقرب فرصة ممكنة لطلب التوجيه المناسب للخروج منها وتعديل المسار. وأخيراً أؤكد للطلبة الجدد بأنهم على أعتاب مرحلة دراسية جديدة تختلف كثيرًا عن مرحلة المدرسة يحتاج فيها الطالب الكثير من التوجيه والعون والدعم من المرشد الأكاديمي الذي سخرته له الجامعة ليبذل جزءًا من وقته المزدحم بالأعمال وليقدم عصارة تجربته لأبنائه الطلبة".

About the Author

ايمان الحسنية

ايمان الحسنية

محرر محتوى