جنان.. قصةٌ مع العزيمة والإصرار
"الحمد لله حق حمده على نعمه التي لا تعد ولا تحصى؛ فكل ما حققته وأنجزته هو توفيق من الله رب العالمين "وما توفيقي إلا بالله" ودعوات والديَ العزيزَين وكل من يكّن معزة ً لجنان"، هذا ما بدأت به الطالبة الجديدة من الدفعة الـ 39 جنان بنت داوود اللويهية حديثها في لقاءنا معها. فما الذي أوصل جنان إلى #حيث_تقف؟.
أفخر بحملي بطاقة الجامعة كطالبة طب
ولدت جنان ونشأت في كنف أسرة صغيرة _وهي الأكبر بين إخوتها_ بولاية الرستاق، ودرست فيها جميع صفوف التعليم العام، تقول جنان "من حسن حظي أن جدي رحمه الله كان يشار إليه بالبنان في غزارة علمه ورجاحة عقله وبيان حكمه، كما أن والداي وأعمامي وعماتي وأخوالي وخالاتي كلهم حملة شهادات جامعية في تخصصات مختلفة وأغلبهم خريجو جامعة السلطان قابوس، الصرح التعليمي الشامخ، والرافد الرئيسي لاحتياجات ومتطلبات القطاعات في البلاد، هذه المنارة العلمية التي هي طموح كل طالب على أرض عمان المعطاء، لذلك كان هدفي الأسمى الالتحاق بها، وأنا الآن أشعر بالفخر والاعتزاز لأنني أحمل بطاقة طالب في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس".
كنت ولا زلت مولعة بالتعليم
لقد تهيأت لجنان البيئة المناسبة والظروف المحفزة للتعلم وجني صنوف المعرفة المختلفة؛ إذ تقول "كنت منذ صغري وخلال مرحلة ما قبل التعليم المدرسي مولعة بالتعلم، ولدي شغف كبير للإجابة عن أية أسئلة تدور في ذهني، وكنت أستمتع كثيراً عندما أقتني الألعاب التعليمية والألغاز التي تحتاج إلى التفكير، ووالداي حفظهما الله متابعان لكل اهتماماتي ويسعيان لكل ما هو مفيد لي، وبالرغم من تعلقي الكبير بالبيت ووالدتي الغالية إلا أنني كنت سعيدة جداً لذهابي إلى المدرسة، وأصبحت سعيدة أكثر بتفاعلي وتجاوبي مع معلماتي وتفوقي التحصيلي".
صدمة كبيرة لي ولعائلتي
شاءت الأقدار أن تُبتلى جنان بمرض نادر قبل يوم واحد من بداية التحاقها بالصف الثالث، تعلق جنان قائلة "الحمد لله من قبل ومن بعد، تسبب هذا المرض النادر بحدوث شلل كامل لجسدي، وانقطعت عن المدرسة لمدة فصل دراسي كامل، قضيته في العلاج داخل سلطنة عمان وخارجها. كان هذا الحدث صدمة كبيرة لي ولعائلتي، بأن أصبح بين ليلة وضحاها عاجزة كليًا عن الحركة، وفي نفس الوقت كان إيماني العميق بأن هذا المرض ذكر من الله وخيرٌ لي يعلمه رب العالمين".
تعبي النفسي لم يثنيني عن التفوق العلمي
بدأت جنان بعدها مشوار العلاج على مدار السنوات الأربع التالية، إذ تقول "كنا نسافر للعلاج خلال الإجازات الصيفية وما بين الفصلين الدراسيين، وكانت حالتي في تحسن، حيث كنت لا أقوى على الحركة تماما، سواء تحريك الأطراف العلوية أو السفلية، ثم بدأت الحركة شيئًا فشيئًا. لقد استخدمت الكرسي المتحرك ثم العكازات وبعدها العصا المساندة، وبسبب تأثر يدي اليمنى؛ تعلمت الكتابة باليد اليسرى حتى أصبحت أتقن الكتابة بها، ومرت عليّ الكثير من الأيام التي كنت أجد نفسي فيها متعبة نفسيًا، لكن ذلك لم يكسر من عزيمتي على مواصلة الدراسة والثبات على نفس المستوى من التفوق العلمي، فقد كانت عائلتي الداعم الأول وكذلك معلماتي في جميع الصفوف الدراسية وأخص بالذكر خالتي المعلمة سعاد. كذلك لا أنسى الدور الملهم لصديقاتي _طالبات العائلة_ ممن التحقن بهذا الصرح العظيم: خالتي الطبيبة آية، وعمتي طبيبة المستقبل الصفا، وقائدتنا إيلاف، ورفيقة دربي جمانة".
الالتحاق بالدراسة الجامعية ليس نهاية المطاف
في ختام حديثها معنا تذكر جنان اللويهية "في الحقيقة فإنه كلما زادت حدة الصعوبات كانت حلاوة تخطيها أكبر، وفي الوقت ذاته تسهل عليك الصعاب الأخرى. فالالتحاق بالدراسة الجامعية ليس نهاية المطاف بالنسبة لي، بل هو بداية مرحلة جديدة تهيئني لتقديم خدمة إنسانية ورسالة سامية لوطني العزيز وكل من يعيش على ترابه الطاهر، وبإذن المولى عز وجل سأواصل مسيرتي العلمية والعملية بكل جد واجتهاد لأنال شرف المراتب العليا".
About the Author