الخطاب السردي في روايات إسماعيل فهد إسماعيل
ناقشت كلية الآداب والعلوم الاجتماعية رسالة دكتوراه الفلسفة في اللغة العربية وآدابها للطالب فهد توفيق الهندال، بعنوان " تداوليات الخطاب السردي في روايات إسماعيل فهد إسماعيل ما بين 2009-2018 ".
حلّلت الدراسة خطاب إسماعيل فهد إسماعيل الروائيّ في ضوء السرديّات التلفّظيّة، ووقفت على طرائق استعمال اللغة والتلفّظ والسرد لإيصال الأفكار وتجسيد الشخصيّات وتصوير الأحداث. واشتملت خِطّة البحث على مقدّمة وثلاثة فصول.
حيث تناولت المقدمة لمحة سريعة على المنجز السردي الكويتي، خاصة الروائي، وأهمية دراسته وفق المناهج الحديثة، مع مسوغات الدراسة، وأهميتها، وإشكاليتها، وفرضيتها، ومنهجها وصعوباتها.
وناقش الباحث في فصول الدراسة القضايا ذات الصلة بالسرديّات التلفّظيّة مثل دور التلفّظ والذاتية في الخطاب، ومفهوم هُويّة المتكلّم في الرواية وعلاقته بتعدّد الأصوات والتنوع الكلاميّ المحيط به، وأبرز قدرة المتكلّم على التعبير عن رؤيته للعالم من خلال السرد، كما استعرض في أثناء التحليل مفهوم التلفّظ وأثره في بناء الخطاب السرديّ، ووظيفة الضمائر في التعبير عن الذاتيّة في النصوص السرديّة، وطرائق استخدام الضمائر لتعزيز الارتباط بين المتكلم والمتلقي، وأثر ذلك في تجربة القارئ وفهمه للشخصيّات والأحداث.
كذلك وقف الباحث على فاعليّة أسلوب المفارقة الزمنيّة لتعزيز عمق السرد والتأثير العاطفيّ الذي يُحدِثُه هذا الأسلوب في المتلقّي؛ إذ يُبرِز تفاعل الأحداث الماضيّة والحاضرة وتأثيرها في الشخصيّات، ممّا يخلق ممكنات دلاليّة تثري تجربة القراءة، وتجعل النصّ منفتحًا على الدلالة.
وقدّمت الدراسة تحليلا للأصوات السرديّة، وبيّنت تأثيرها في تفاعل القراء مع النصّ، وأسلوب الساردين المختلفين لنقل القصص وتوجيه إدراك القارئ وفهمه للأحداث. مع تخصيص مبحث عن تعدّد الخطابات في النصوص السرديّة، وتم تفسير ذلك بتعقيدات الواقع الاجتماعيّ والسياسيّ الذي تصوّره نصوص إسماعيل فهد إسماعيل الروائيّة، والتي تتضمّن ألفاظًا مُبهمة. وهذه الألفاظ تُعدُّ وسيلة لتوسيع نطاق التفسير وتعزيز التفاعل الحواريّ وتأويله بين النصّ والقارئ. ويضفي مثل هذا التأويل عمقًا جديدًا على النصّ، ويُشجع القارئ على استكشاف معاني متعددة.
وقد عالجت الدراسة متصوّر الفضاءات الذهنية، ودورها في بناء العوالم السرديّة وتجسيد التجارب الداخليّة للشخصيّات. وأبرزت إلى أيّ مدى يمكن أن تعزّز الفضاءات الذهنيّة تجربة القارئ في تفاعله مع النصّ. ولم يغفل الباحث عن الأدوار والقيم التي تُسهِم في بناء الشخصيّات وتجسيد التجارب الاجتماعيّة والثقافيّة. كما أوضح فاعليّة المزج الاستعاريّ في تعزيز المعاني ومستوياتها العميقة في النصوص واستكشاف العوالم الممكنة والاحتمالات المختلفة للتجربة الإنسانيّة وما تُتيحه من إمكانات تأويليّة تساعد قدرات القارئ على التخيّيل والتفاعل مع النصّ.
ولقد استخلصت الدراسة جملة من النتائج منها تحديد مستويات الخطاب السرديّ في المدونة، والإشارة إلى العلاقة التي تحكم استخدام الذات المتكلمة، المتكلّم والذات المتلفّظة من خلال استعمال الضمائر في التّلفّظ، مع إبراز التطور الحكائي في منجز إسماعيل فهد إسماعيل. وتُساهم النتائج المستخلصة في تطوير أدوات نقدية جديدة وفهم أعمق للنصوص الأدبية، وتُقدم إلهامًا للكتاب الناشئين لاستكشاف تقنيات جديدة في الكتابة الروائية.
تكونت لجنة المناقشة من الدكتور ناصــر الصــــقري رئيسـاً، والدكتور أحمــــد يوســـــف مشـرفاً، والدكتورة جوخــة الحــارثــية ممتحنًا داخليًا، والأستاذ الدكتور مرسل العجمي ممتحنًا خارجيًا، والأستاذ الدكتور واسيني الأعرج ممتحنًا خارجيًا.
About the Author