X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

كيف يقلق التغير المناخي الطلبة؟

  • كتبت/ فدوى الجهورية

 

يعد التغير المناخي من المواضيع التي تدخل في جميع الجوانب النظرية والعملية للتغيرات المستقبلية في العالم، لما يشكله من خطر على صحة الإنسان والبيئة، حيث أكدت منظمة الصحة العالمية أنه سيقوض عقودًا من التقدم الصحي، وأكدت تزايد أعداد الوفيات التي تسببها الحرارة نتيجة التغير المناخي على أمراض مثل الملاريا والفيضانات الساحلية لتصل لـ ٢٥٠،٠٠٠ حالة وفاة بحلول عام ٢٠٣٠.

 

وأوضحت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPPC)) القدرة العملية العالمية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وذلك من خلال زيادة تمويل الاستثمارات المناخية، كما بينت قيمة الجهد المبذول من المجتمعات المحلية، حيث شجعت على التقليل من الأنماط الاستهلاكية التي تساعد على زيادة الانبعاثات. 

 

وانطلاقا من ذلك، فإن الوعي المجتمعي حول مسألة التغير المناخي وتأثير الفعل الفردي والجمعي في زيادة التغير المناخي والانبعاثات يعد مؤثرًا، خصوصًا مع زيادة معدلات الاستهلاك في العالم. ويعد الشباب من أهم المحركات وأدوات الضغط عالميًا لاتخاذ مواقف عملية على أرض الواقع.

 

يشغل التغير المناخي حيزًا من اهتمام طلبة جامعة السلطان قابوس، حيث يؤكد الطالب مصعب الحوسني (تخصص جيولوجيا بكلية العلوم) أن هذا التغير يعد مقلقًا بسبب ارتفاع نسب ثاني أكسيد الكربون في الجو بصورة سريعة، ويوضح أيضًا أن بعض الممارسات التي يقوم بها تؤثر على التغير المناخي قائلًا: " إذا قلنا إن ممارساتي تنعكس على بقية أفراد المجتمع، فيمكن للفعل الجماعي المتراكم التأثير على التغير المناخي." ويؤكد الحوسني أنه يحاول التقليل من التغير المناخي من خلال الزراعة، وعدم قطع الأشجار بلا حاجة، والاحتفاظ أو إرجاع الزيوت والسوائل المستخدمة في السيارة إلى الميكانيكي لإعادة التدوير.

 

 

أما هاجس السعدية (تخصص أحياء بكلية العلوم) فترى أن التأثير يبدأ من الفرد ويتضاعف مع الجماعة، لذلك فإن السلوك الاستهلاكي للفرد له تأثير كبير قد لا يبدو مؤثرًا بشكل ملاحظ ولكنه يعزز من التأثير الجماعي. وتؤكد محاولتها التقليل من الاستهلاك الذي يضاعف من التغير المناخي.

 

كما تتحدث الطالبة نسيبة الكندية (تخصص اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية) عن أثر استهلاك الكهرباء على الاحتباس الحراري قائلة:" عندما نستهلك الكهرباء بغرض التبريد يؤثر ذلك على البيئة ويزيد المناخ سوءًا." وتعبيرًا عن قلقها تقول:" أشعر أننا ندور في دوامة مفرغة ستنفجر يومًا ما حتمًا."

 

 

يعد الوعي بالتقنيات الحديثة التي تحاول الحد من التغير المناخي أمرًا مهمًا، وعادة ما ينحصر هذا الوعي على المتخصصين في العلوم والمهتمين بالتغير المناخي وقضاياه، حيث ذكرت السعدية شركة 44.01 التي تعتمد على تقنية احتجاز الكربون في صخور جبال الحجر.

 

كما حاول الحوسني فهم التغير المناخي من خلال تخصصه، فتحدث عن التقنيات الجيولوجية للحد من التغير المناخي حيث يُستخدم صخر الليستفنايت التابع لسلسلة صخور الأوفيولايت لسلطنة عُمان، ويشرح:" الجزء المكشوف من الصخر له قابلية عالية لامتصاص ثاني أكسيد الكربون إلى حد معين بتغير تركيبته الكيميائية، حيث يحاول إيصال ثاني أكسيد الكربون لأعماق غير مكشوفة من الصخر عبر حقنه به، ويحفز التفاعل بزيادة مساحة التلامس، وما لا يُذكر غالبا أن هذا أيضا يغير من خصائص الصخر الفيزيائية، إذ يجعله أكثر هشاشة." ويوضح الحوسني بأن هذه الطريقة غير فعالة أمام أطنان ثاني أكسيد الكربون التي تخرج من المدن الصناعية، كما أنه يراها طريقة غير آمنة، حيث أن جبال الأوفيولايت تشكل جزء كبير من جبال عُمان وهذه العملية قد تؤدي إلى آثار بيئية وجيولوجية. يحاول الحوسني الوصول لتقنية فعالة من وجهة نظره قائلًا:" لا أستبعد تصميم طريقة فعالة لحبس ثاني أوكسيد الكربون أي أن يتم حبسه كشرائح من نفس تركيبة الصخر، ومن ثم طرده واستخدامه في الصناعة، وتعد الشرائح مستعدة لاستقبال دفعة جديدة من ثاني أكسيد الكربون."

 

 

 

About the Author