مناقشة رسالة ماجستير في التاريخ الأندلسي
ناقش قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية رسالة ماجستير بعنوان: أَثَرُ العلماء الغرباء في المجتمع الأندلسي من خلال كتاب " تاريخ علماء الأندلس" لابن الفرضي الأندلسي (2-4هـ/8-10م) مقدمة من الطالبة هبة بنت محمد الحمادية، تناولتِ الدراسةُ تراجم العلماء الغرباء من خلال كتاب تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي؛ وذلك خلال المدة من القرن الثاني إلى القرن الرابع الهجري/ من القرن الثامن إلى القرن العاشر الميلادي، إِذْ يُعَدُّ ابْنُ الفرضي رائدَ التأليف في فَنِّ التراجم في الأندلس من خلال هذا الكتاب، الذي فَتَحَ المجالَ للعديد من علماء الأندلس لتصنيف كُتُبِ تراجم مُمَاثِلَة تكملةً له وَوَصَلَ لِمَا انقطعَ عنه عُرِفَت بـِكُتُبِ التراجم والصِّلَات الأندلسية.
هدفتِ الدراسةُ إلى تسليط الضوء على العلماء الغرباء الذين تَرْجَمَ لهم ابْنُ الفرضي في كتابِهِ "تاريخ علماء الأندلس"، والكشف عن أَثَرِ أولئك العلماء الغرباء في المجتمع الأندلسي بين القرن الثاني والرابع الهجريين.
تأتي أهمية الدراسة من كثرة العلماء الغرباء الذين تَرْجَمَ لهم ابْنُ الفرضي في كتابِهِ "تاريخ العلماء في الأندلس"، والحاجة إلى الكشف عن البلدان التي قدمُوا منها إلى الأندلس، والدوافع والأسباب التي كانت وراء انتقالهم إليها، لاسِيَّمَا في المدة بين القرن الثاني والرابع الهجريين، التي شَهِدَتِ الكثيرَ من التَّحوُّلات السياسية والدينية والعلمية والحضارية التي أثَّرَت بشكل كبير في العلاقات الثقافية بين الأندلس وبلاد المشرق والمغرب الإسلامي.
تألَّفتِ الدراسةُ من ثلاثة فصول: عُنِيَ الفصلُ الأول بالتَّعريف بابْنِ الفرضي الأندلسي وكتابِهِ "تاريخ العلماء في الأندلس"، وناقشَ الفصلُ الثاني جَرْدًا إحصائيًّا للعلماء الغرباء في الكتاب، أمَّا الفصلُ الثالث فاستعرضَ أَثَرَ العلماء الغرباء في المجتمع الأندلسي من النواحي الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
توصَّلتِ الدراسةُ إلى عددٍ من النتائج أهمها: أَنَّ عددَ العلماء الغرباء في كتاب "تاريخ علماء الأندلس" لابْنِ الفرضي خمسةٌ وأربعون عالِمًا وَفَدُوا إلى الأندلس من خمسة بلدان/ أقاليم هي: (المغرب، والعراق والشام، ومصر، وفارس)؛ لدوافعَ علمية بالدرجة الأولى، إضافةً إلى دوافعَ سياسية واجتماعية أُخر، وقد تركَّزتِ اختصاصاتُهُم العلمية في: الحديث، والفقه، وعلم القراءات، وعلوم اللغة والأدب، وغيرها، وكان لهم تأثيرٌ واضحٌ في الحياة الثقافية للمجتمع الأندلسي من خلالِ: نَشْرِ وانتشار الثقافة العلمية، وكثرة التأليف والتَّدوين، وتولَّى بعضُهم وظائفَ سُلْطَانيَّة في: القضاء، والأوقاف، والشرطة، والشُّورى، وغير ذلك.
أشرف على الرسالة الدكتورة فاطمة بلهواري، وشارك في الإشراف الدكتور علي بن سعيد الريامي، وترأس اللجنة الدكتور منتصر إبراهيم عبد الغني، وعضوية الممتحنين: الدكتور/ المهدي عيد الرواضية -ممتحنًا خارجيًّا، والدكتور/ بدر بن هلال العلوي -ممثل القسم في لجنة المناقشة.
About the Author