X638311283768843821

 



  

Banner-02638735669713724437

 

محطة قطارات بتصميم عصري

هل فكرت يومًا كيف ستكون محطة القطارات في سلطنة عمان؟ وإلى أي الأماكن من الممكن أن تقلك هذه القطارات؟ وهل ستكون هذه التجربة ممتعة أكثر من كونها عملية؟ في هذا الحوار نستعرض فكرة مشروع تخرج للطالبة أنفال بنت حسين الحجرية من كلية الهندسة، قسم الهندسة المدنية والمعمارية، الذي حصل على جائزة الملتقى الهندسي الرابع عشر. وهو تصميمٌ مستقبلي لمحطة قطارات في مسقط: تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية ٢٠٢٤. حيث تم تصميم المحطة بتصميم عصري ومستدام يتناسب مع هوية مسقط العمرانية. إذ تحتوي المحطة على مجموعة من المرافق التجارية والترفيهية والخدمية والتي بدورها تخدم جميع فئات المجتمع. بالإضافة إلى أنه تمت مراعاة الجانب الحركي داخل المحطة مما يسهل على الزائر الوصول للقطار بدون أي تعقيد. وكجزء من مشروع التخرج، تم حساب استهلاك المبنى للطاقة وتطبيق عدة استراتيجيات للتقليل من الاستهلاك، بالإضافة إلى تصميم نظام تكييف متكامل للمحطة.

أنفال

 

 

 

 

 

 

 

 

تجربة ممتعة للمسافرين

تشير أنفال الحجرية إلى أن هذا المشروع يسعى إلى إنشاء محطة قطار مستقبلية ومستدامة، بحيث يعتبر رمزًا معماريًا بارزًا في المنطقة وجذبًا سياحيًا للبلاد. كما يسعى المشروع إلى توفير تجربة سلسة للمسافرين داخل المحطة، مع تشجيع الزوار على الاستمتاع بتجربة الانتظار لفترات طويلة دون ملل، وذلك من خلال توفير وسائل ترفيهية ومرافق مريحة.

 

تطبيقًا لاستراتيجية التنمية العمرانية

وعن اختيارها لهذا المشروع تقول أنفال الحجرية "مؤخرًا، ركزت سلطنة عمان بشكل كبير على تطوير وسائل النقل العامة، نظرًا للفوائد الاقتصادية والبيئية التي تتضمنها. تشمل هذه الفوائد توفير فرص عمل جديدة وتقليل الازدحام والانبعاثات الضارة من السيارات. ومن خلال استراتيجية التنمية العمرانية لعام 2040، وضعت سلطنة عمان خططًا شاملة لمنطقة مسقط الكبرى وخطوط السكك الحديدية المقرر تطويرها في المرحلة المقبلة". مضيفة " لقد اخترت المشاركة في هذا المشروع بدافع الفضول، لفهم ودراسة تصميم هذا النوع من المباني، حيث يُعتبر جديدًا تمامًا في سلطنة عمان من النواحي الوظيفية والحركية والتصميمية، فكان موقع المحطة المختار هو غلا، والتي من المقرر أن تكون إحدى المناطق التي سيتم فيها إنشاء محطة قطارات". "كان هذا تحديًا بالنسبة لي، خاصة مع شح المصادر المحلية، لذا أجريت دراسات لمحطات القطارات والمترو والمطارات التي تتشابه مع مناخ سلطنة عمان".

 

تصميم مستوحى من الأفلاج

يأتي المشروع بنمط عصري مستدام يتماشى مع هوية المنطقة العمرانية مع الأخذ بعين الاعتبار العنصر الجمالي للعناصر التي تحمل غرض وظيفي كالجسور التي تنقل المسافرين من وإلى القطار. وتقول أنفال الحجرية "تم تصميم المحطة لتعكس مفهوم الأفلاج وعلاقتها بتنمية المجتمعات لدينا في سلطنة عمان، والتي تشير إلى الخير والنماء، فالمحطة ستسهم أيضا في التطور العمراني والاقتصادي وستجلب الخير للمنطقة. وقد انعكس هذا المفهوم بشكل رئيسي على سقف المحطة المتموج وشكله الذي يبدأ بحجم صغير من الجهة الجنوبية (المنبع) ثم ينتشر ويتوزع للجهة الشمالية. ويتجلى هذا المفهوم أيضًا في تجربة الزائر داخل المحطة، حيث تمنح الفتحات العلوية في السقف إحساسًا بالضوء المنعكس الذي يتلألأ كما لو كان يعكسه الماء في الفلج تحت أشعة الشمس.

 

تقليل استهلاك الطاقة

وعن أنظمة الطاقة في المبنى تقول أنفال الحجرية "يتميز هذا النوع من المباني بهيكلها الطويل، مما يجعل الإضاءة الطبيعية أمرًا بالغ الأهمية. هذا ليس فقط لإعطاء المسافرين الإحساس بتقدم الوقت، ولكن أيضًا لتقليل استهلاك الطاقة في أنظمة الإنارة والتكييف. ولتطبيق هذا المفهوم، تم تصميم الواجهة الأمامية الشمالية لتكون زجاجية بالكامل حيث تعتبر الواجهات الشمالية من أفضل الواجهات للحصول على أشعة الشمس الغير مباشرة. ونظرًا لتقليل عدد النوافذ من الجهة الجنوبية، فقد تم الاعتماد على الفتحات العلوية الموجودة على مستويات متفاوتة في السقف، وذلك لتوفير الإضاءة الطبيعية غير المباشرة داخل المحطة. وتم أيضًا تعزيز المناظر الجمالية داخل المبنى من خلال إنشاء منطقة خضراء في قلب المشروع".

كما تضيف "في مراحل متقدمة للمشروع تم عمل محاكاة لاستهلاك المبنى للطاقة واستخدام عدة استراتجيات منها نوع المواد المستخدمة والطبقات ونوع الزجاج المستخدم للتقليل من الاستهلاك والتكييف".

 

سلاسة الحركة

وتشير أنفال الحجرية إلى أنه تم مراعاة الجانب الوظيفي نظراً لأهمية الحركة في هذا النوع من المباني، حيث خضعت دراسة الحركة للتحليل بعناية لضمان سلاسة ووضوح التنقل للمسافرين، مما يمكنهم من الوصول إلى القطار بأسرع وقت ممكن دون ضياع. وقد تم تنفيذ مفهوم الحركة باتجاه ومسار واحد لتجنب التزاحم في نقاط محددة داخل المشروع. كما تم تخصيص الطابق الأرضي لاستقبال القادمين مع توفير صالات انتظار ومكاتب لخدمات وسائل النقل العامة، بينما جُهز الطابق الأول لتسهيل مغادرة الركاب. عندما يتعلق الأمر بالجانب الخارجي للمشروع، فتقول الحجرية "لقد تم تخصيص مناطق خاصة لمواقف الزوار، ومحطة الحافلات، ومنطقة وقوف سيارات الأجرة، ومواقف للموظفين، بالإضافة إلى مناطق خدمية للشاحنات وغيرها. وقد تم تصميم الموقع بعناية، مع إدراج مناظر طبيعية وتنوع نباتي واسع، كما تم تضمين مسطحات مائية أيضًا لتخفيف الحرارة في المنطقة الأمامية للمشروع".

perspective2

 

 

 

 

 

 

 

 

هل سيتحقق المشروع؟

بعد مشاركتها في هذه التجربة الملهمة والمليئة بالحماس، تقول أنفال الحجرية "آمل بشغف أن أرى المشروع يتحقق على أرض الواقع وأن أسهم في تطوير وتعزيز قطاع القطارات في سلطنة عمان. هدفي هو أن تكون بلادي معروفة بتصميم محطاتها المستدامة والفريدة، مما يضعها في مقدمة الدول المجاورة، وأن يتم إيجاد تجربة فريدة ومميزة للزوار داخل المبنى".

About the Author

ايمان الحسنية

ايمان الحسنية

محرر محتوى