الجماعات الطلابية مسار تعليمي مميز
- حاوره: قصي بن سليم المسلمي
تعد الجماعات الطلابية ركيزة أساسية في الحياة الجامعية، ودورها لا يقتصر فقط على الجانب الأكاديمي، بل يتعداه ليشمل الجوانب الشخصية والاجتماعية، وكذلك تساهم في تنمية مهارات وقدرات الطلبة، وإعدادهم بشكل أفضل لمستقبلهم المهني.
نحاور الطالب أحمد بن حمود عبدالباقي ، طالب في كلية التربية بتخصص اللغة العربية، حاصل على العديد من الشهادات والجوائز على مستوى الجامعة، وإداري لأربعة أعوام في مجموعة اللسان العربي ورئيس المجموعة لهذا العام، ليحدثنا عن الجماعات الطلابية وكيف ساهمت في إثراء الطالب معرفيا وعمليا ...
الجماعات الطلابية
يقول أحمد في ذلك: "إن المشاركة في الجماعات الطلابية تثري الطالب معرفيا وعمليا، وهي التطبيق الصحيح للعمل القيادي، والمشاركة الفاعلة في المجتمع، والتعمق في مواضيع عديدة لا تكتسب من قاعات الدرس، وإنما من الولوج لمثل هذه الجماعات والمجموعات الطلابية".
وأضاف: إن الاختلاط في هذه الجماعات لا يؤثر سلبا على التحصيل الدراسي، فأنا مثلا قضيت في مجموعة اللسان العربي أربع سنوات متوالية واليوم أنا رئيس لهذه المجموعة وحصلت على مرتبة الشرف في تخصص اللغة العربية من كلية التربية، ولم تعق المشاركة وصولي لهذه المرتبة والدرجة، بل المشاركة الصحيحة في الجماعة التي تناسب ميول الشخص وتوجهاته هي التي تصنع منه إنسانا واعيا لمدركات الحياة كلها، والأهم من هذا وذاك أن يكون الطالب المشارك عالما بكيفية تقسيم الوقت بشكل صحيح سليم، وألا يطغى جانب على آخر، فالدراسة هي الأساس والمشاركة في الجماعات الطلابية تأتي في المرتبة الثانية، وهذه المشاركة تعد متنفسا للطالب من جو الدراسة شريطة أن يختار الطالب الجماعة الصحيحة التي تناسبه فعليا؛ لئلا يخسر وقته فيما لا فائدة تعود له.
"لجة"
وقال من أبرز المشاركات للمجموعة اللسان العربي كان معرض بعنوان "لجة" فهي عبارة عن معرض للغة العربية احتفاء بيومها العالمي، فالمقرر من قبل المنظمة العالمية (اليونسكو) أن يكون يوم اللغة العربية هو 18 ديسمبر من كل عام، ولكن بسبب الظروف التي حدثت آنذاك اضطررنا لتأجيل المعرض مرات ومرات، إلى أن استقر الموعد على 22 + 23 أبريل 2024 م، والفعالية عكست اللغة العربية وطريقة عرض اللغة على ركنين أساسين هما: الركن الثقافي، والركن الترفيهي، في الركن الثقافي كان النظام يسير وفق تصور المتاحف الكبرى، بأن يكون المعرض شارحا لذاته، معروضا بطريقة رائعة، وأما الترفيهي يميل للجانب القديم والبيئة العربية القديمة كالأسواق العربية وأبرزها (سوق عكاظ)، لننتقل بين القديم والحديث في العرض والمحتوى، وعملا بشعار المنظمة لهذا العام وهو: "العربية لغة الشعر والفنون".
وأضاف: للمعرض أهداف كثيرة، أولها: الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية تعظيما لمكانة هذه اللغة الخالدة. ومن الأهداف الأخرى، نشر ثقافة اللغة العربية للعربي وغير العربي، للمتخصص وغير المتخصص، وإيصال حب العربية وأن ينظر إليها كما يجب أن ينظر إليها لا أن تهمش أو تستصغر. أيضا تعميق الصلة بين العربية وغيرها من التخصصات المختلفة في الجامعة، ليدرك غير المختص صلة تخصصه باللغة العربية، فمثلا نبين مدى تدخل العربية في الجانب التقني عن طريق بيان أهمية كلا الأمرين للآخر، واللغة والسياسة، واللغة والاقتصاد، وغيرها.
وإن أهم ما قمنا بالتركيز حوله في هذا المعرض هو المحتوى، فأساس الفعالية وقوة المعرض يعتمد اعتمادا كبيرا على محتوى المعرض، فالمحتوى كان شاملا لعلوم اللغة العربية وصلة العربية بالمجتمع والعامة وأيضا عمقه في التخصصات المختلفة، بداية عرضنا في المحتوى حول علوم اللغة المختلفة: النحو، الصرف، البلاغة، اللغة والسياسة، اللغة والاقتصاد، اللغة والتقانة، واللغة العامية والفصيحة، والأدب في قسميه النثر والشعر من بداية العصر الجاهلي إلى عصرنا هذا، وفي الجوانب الترفيهية كان المحتوى مليء بالمعلومات حول اللغة العربية فكل مسابقة عملية نقوم بها كانت تعكس جانبا من جوانب اللغة العربية، وتثري الزائر أيا كان، وأياض المسرح الذي نظم العديد من الفقرات الإثرائية، والجلسات الشعرية والترفيهية.
About the Author