X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

الدراما العمانية بين تحديات التقنية والإمكانيات

unnamed

  • دكتور سعيد السيابي 

 

 

  • حاورته: عائشة البوسعيدية

 

الدراما هي نوع من أنواع التعليم غير النظامي؛ حيث تقدم دروسًا عن الحياة والعادات بطريقة غير مباشرة للمشاهد، والدراما واحدة من أهم الأذرع الثقافية والفنية في البلاد، كذلك صناعة الدراما تحتاج إلى عدة أسس غير قابلة للموسمية متوفرة طوال العام، وتقدم محتويات متنوعة لجميع فئات المجتمع لتكون ذات جودة في الأعمال، عن الدراما العمانية وأهم التحديات التي تواجهها نحاور الدكتور سعيد بن محمد السيابي أستاذ مساعد بقسم الفنون المسرحية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية..

 

  • كيف نُعرّف الدراما العمانية

يصعب على المحللين إطلاق مصطلح الدراما التي تصنع في عمان على أنها دراما عمانية، فيطلقون عليها عوضا عن ذلك الدراما في عمان، ويعتقد  الدكتور سعيد السيابي  "أن الدراما في عمان لم تقطع شوطا كافيا لتشكل دراما وطنية كبعض الدول التي أصبحت الدراما تشكل ملمحًا مهما فيها"، وقد انطلقت الدراما في عمان عام 1977 بداية من "السهرة التلفزيونية" تليها "الفوازير الرمضانية" وبعدها بدأت المسلسلات العمانية، ويمكن القول أنَّ الدراما في عمان ما زالت قائمة على الأعمال الموسمية التي تقدم في رمضان بمعدل عملين دراميين في السنة الواحدة فقط.

  • هل تراجعت الدراما في عمان

من وجهة نظر الدكتور سعيد، "لا نستطيع القول بأن الدراما في عمان تراجعت أو تطورت؛ لأنه لا توجد عملية تراكمية للأعمال الدرامية لدينا، بل هناك عملية مزاجية على حسب الظروف والإمكانات، الدراما في عمان لم تصنع بعد أعمالًا تضع بصمة كبيرة في المجتمع العماني والخليجي بشكل عام على الرغم من توفر العديد من الإمكانات، وملف الدراما جامد وثابت لم يتطور للأسف".

وبناء على نماذج من السنوات الخمس الماضية هناك تذبذب شديد في الإنتاج الدرامي في عمان، وعدم وجود تراكم في تقديم الدراما، وتشابه القوالب، على الرغم من وجود تنوع كبير في البيئة العمانية من جبال وسهول وشواطئ.

  • التطور التقني

وأضاف: العصر والتطور التقني فرض نفسه أمام الدراما وليس برغبة من صناع الدراما، ولا نستطيع الاستفادة من هذه التقنيات إلا عندما تتوفر لدينا الخبرات المتراكمة، وتوفر مخرجات من الطلبة الجامعيين، والمحترفين، ووجود مدارس إخراجية، فكل هؤلاء الفنيين يقومون بتجويد الصورة البصرية وتقديم أعمالٍ جيدة للمشاهدين.

وما زالت تجربة الدراما في عمان تصور الطبيعة المجتمعية العمانية في جميع أعمالها بعيدة كل البعد عن أعمال الخيال العلمي والأفكار الجديدة التي تجذب المشاهدين.

  • التحديات

وعن أهم التحديات التي تواجه الدراما في عمان قال السيابي: "الدراما في عمان لم ترتقِ إلى صناعة الدراما الحقيقة، وقائمة على الأعمال الرمضانية الموسمية التي لا تعطي الأهمية الحقيقية للدراما كنوع من أنواع التعليم اللانظامي، وتفتقر إلى التنوع فيجب تقديم الدراما للأطفال والكبار، كما أضاف إلى ما سبق عدم وجود تخصص صريح يدرّس الدراما في عمان، ونقص الكثير من المخرجين وصنّاع الدراما، وعدم وجود سوى قناة تلفزيونية واحدة تبث هذه الأعمال، وعدم توفر أي تطبيق مختص في عرض الأعمال الدرامية، هذا يشكل تحديًا كبيرًا أمام الدراما في عمان؛ فجميع هذه الظروف غير مهيّئة لخلق وصناعة دراما وطنية عمانية".  

  • مستقبل الدراما في عمان

ينظر الدكتور سعيد إلى مستقبل الدراما بنظرة تشاؤمية في ظل عدم وجود مختبر لتطوير الدراما في عمان لتعليم الدراما، ودراسة المعوقات الإجرائية، وصلاح الشروط والقوانين التي تؤطر الدراما، وهناك الكثير من الكتابات في الصحف والنشرات التي تتحدث عن واقع الدراما في عمان، والكثير من الانتقادات لبعض الأعمال الدرامية، ولكن لا توجد أي جهود واضحة لدعم هذا القطاع وتطويره، كما يؤكد الدكتور على ضرورة الابتعاد عن الموسمية وتقديم أعمالٍ درامية على طوال العام؛ لأن حال الدراما كحال الأخبار تعد من أكثر البرامج مشاهدة في العالم.

تحتاج عمان إلى وسيلة توثيق حضاري للإنجازات والتغيرات التي تحدث في البلاد، إضافة إلى ذلك فإن الدراما ترشد إلى الأماكن السياحية، ويعتقد الدكتور بأن هناك قصورٌ من الجهات الرسمية، وما زلنا إلى الآن نسير في ركب الدراما فقط؛ لأن هناك اجتهادات شخصية وعدم وجود تراكم للخبرات. 

 

 

About the Author