X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

العشاء الرمضاني المتأخر

17 Mar, 2024 |
  • عالية بنت علي بن زاهر الهنائية، اخصائية إرشاد وتوجيه أول بمركز الإرشاد الطلابي .

 

اعتدنا سابقا ومن السنة الحسنة أن الإنسان يمتثل بسنة النبي الداعية إلى الخير ويشارك جاره مما يأكل، هذه السنة الحسنة موجودة عند العمانيين على مدى العام إذ أن الأجر يتضاعف في رمضان إلى سبعين ضعفا، تجد كل بيت يحرص على مشاركة جيرانه فيما أعد من طعام. الموسر والضعيف يحرصون على إرسال شيء مما يطبخون إلى جيرانهم. فتجد الأطباق تتطاير بين البيوت في تلك الحارة فتبدو مائدة الإفطار قد امتلأت بشتى الاصناف التي قد تربو أحيانا على العشرة أصناف من المأكولات، والعادة الأخرى التي يحرص عليها الناس في رمضان الإفطار والسحور في المساجد ويحرص الأغنياء على ملازمة الجماعة حتى لا يشعر الفقير وذو الحاجة بالحرج والدونية امتثالا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: " خير الطعام ما اجتمعت عليه الأيادي"، بينما تجتمع النسوة كل يوم في بيت إحداهن عند صلاة العشاء والتراويح جماعة وبعدها يجتمعن على الطعام الذي اتت به كل منهن.

في السنوات الأخيرة طرأت علينا عادة دخيلة تسمى "الغبقة" وهي العشاء الرمضاني المتأخر الذي يسبق وجبة السحور في توقيتها،وأصبحت تقام تلك الغبقات في الفنادق أو الاستراحات والقاعات وتكبد على القائمين عليها صرف الكثير من المال في موائد الإفطار وأصناف الطعام واللباس وفعاليات مصاحبة وتوزيعات باهظة مما تترتب على هذه العادة ترسيخ التمايز الطبقي وتمثل عبئا ماليا وضغطا نفسيا على العائلة على مستوى( الفرد – الأسرة – المجتمع ) إذ ينصرف الأفراد عن الهدف الأسمى لمثل هذه العادات من اللقاء والتزاور إلى محاولة إبراز كل شخص لنفسه والمباهاة، وقد يشعر البعض في حال فشلهم عن الظهور بالمستوى الذي يظهرون عليه بالإحباط والنقص.

ولمثل هذه العادات الأصل فيها التقارب والتزاور والتكاتف ومشاركة الطعام بين الجيران، وإلا دخلنا في معنى قوله: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا). 
ولا يخفى التأكيد على خلو هذه الولائم من المحرمات كالإسراف والتبذير، أو التفاخر بها، أو تضييع ليالي رمضان في اللهو واللعب.


 

About the Author