X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

 ماذا تعرف عن الوعي المعلوماتي في أماكن العمل؟

في عالم من الزخم المعلوماتي والتدفق السريع للبيانات، ووجود معلومات مضللة، وصعوبة تحديد المعلومات الجيدة، أصبح من الضروري امتلاك مهارات الإلمام بالمعلومات فماذا تعرف عن هذه المهارات؟ وما المقصود بالوعي المعلوماتي في مكان العمل؟

إليك التفاصيل في حوار مع الدكتور حمد بن محمد العزري مدير المكتبة الرئيسية بجامعة السلطان قابوس.

 

أحكام متوازنة

يحدثنا الدكتور حمد العزري عن ما هو المقصود بالوعي المعلوماتي فيقول : يقصد بالوعي المعلوماتي قدرة الفرد على التفكير الناقد، وإصدار أحكام متوازنة حول أي معلومات يجدها أو يستخدمها. باختصار هي مهارة التعامل مع المعلومات بصورة فاعلة.

وأضاف : كان بدايات الوعي المعلوماتي منصبة في الجوانب الأكاديمية، وركزت على قدرة الفرد في تحديد احتياجاته من المعلومات، ومن ثم صياغة استراتيجيات البحث، وإمكانيات الوصول لمصادر المعلومات، ومن ثم استخدامها بشكل فاعل، ولكن توسع استخدام الوعي المعلوماتي في السنوات الأخيرة ليشمل مهارات التعامل مع المعلومات في جوانب الحياة المختلفة، في ظل التدفق الهائل للمعلومات بوسائطها المختلفة.

وذكر : شمل مفهوم الوعي المعلوماتي في أماكن العمل جميع المهارات السابقة مضافا إليها ربط احتياجات العمل بالمعلومات الحديثة، وذات الجودة العالية التي تساعد على اتخاذ قرارات صحيحة، وتساند الابتكار والإبداع، وتدفع للتغلب على التحديات، بوصف المعلومة أداة قوة عندما تستخدم بفعالية.ومن الملاحظ في الفترة الأخيرة زيادة الورش التدريبية والأبحاث العلمية التي تناقش مهارات الوعي المعلوماتي في أماكن العمل.

 مهارات الوعي المعلوماتي

وعن ما هي المهارات التي لابد للفرد أن يمتلكها الفرد عند تعامله مع المعلومات ذكر العزري : تعتبر مهارات التعامل مع المعلومات في غاية الأهمية في ظل تعدد الوسائل التي سهلت تدفق المعلومات بمختلف أشكالها. 

فالفرد الواعي معلوماتيا يفرق بين المعلومة الصحيحة والمعلومة المغلوطة، ولا يشارك المعلومات إلا بعد التأكد من صحتها. فيستخدم أساليب مختلفة للتحقق من صحة المعلومات، مثل معرفة مصدر المعلومة وفحص صحتها من مصدرها الأصلي.

كما يركز الفرد الواعي معلوماتيا على المعلومات الحديثة في ظل تسارع تجدد المعرفة فلا يشارك المعلومات المتقادمة.

كما يمتاز الفرد الواعي معلوماتيا بالتعامل مع المعلومات بصورة شاملة فلا يقبل استخدام المعلومات الناقصة التي تغطي جانبا وتغفل عن الجوانب الأخرى، فالبحث عن الحقيقة هي من مهارات الشخص الواعي معلوماتيا. 

خلاصة القول، توجد معايير عديدة تستخدم في قياس مهارات الوعي المعلوماتي لدى الأفراد بمختلف مستوياتهم واهتماماتهم.

صناع القرار وتفاعل مع المعلومات

 وقدم الدكتور حمد دراسة بعنوان " الوعي المعلوماتي في أماكن العمل: استكشاف التباين في تجارب العاملين في الشركات الحكومة العُمانية باستخدام الأسلوب الفينومينوجرافي" عن هذه الدراسة قال: نظرًا لأهمية امتلاك مهارات الوعي المعلوماتي في مكان العمل، فإن الدراسة هدفت إلى الكشف عن الخبرات المختلفة لهذه المهارات بين صناع القرار في تسعة قطاعات اقتصادية رئيسية شملت جميع الشركات الحكومية القابضة التابعة لجهاز الاستثمار في سلطنة عمان.

تناولت الدراسة الطرق المختلفة التي يستخدمها صناع القرار أثناء تفاعلهم مع المعلومات، فاعتمدت المنهج النوعي باستخدام الأسلوب الفينومينوجرافيPhenomenographic Approach ؛ لإنشاء خريطة تصوّر التجارب المتنوعة استنادًا إلى البيانات التي تم جمعها بواسطة 36 مقابلة شبه منظمة.

أظهرت نتائج الدراسة ست فئات وصفية تمثل طرقًا مختلفة تعكس تجارب المشاركين عند تعاملهم مع المعلومات في أماكن عملهم، وهي: الوصول إلى المعلومات، تقييم المعلومات، مشاركة وتدفق المعلومات، وضع المعلومات موضع التنفيذ، التعلم بواسطة المعلومات، وتأثير الاستخدام الفاعل للمعلومات على أداء العمل. بالإضافة إلى ذلك، ناقشت الدراسة جميع فئات الوصف والعلاقة فيما بينها.

معرفة جديدة

واختتم الدكتور حمد العزري مدير المكتبة الرئيسية حديثه بالحديث عن أهمية الدراسة وقال تكمن أهميتها في تقديمها معرفة جديدة حول تفاعل صناع القرار مع المعلومات لإنجاز مهام عملهم، ووضحت الطرق المختلفة عند تعاملهم مع المعلومات. كما اقترحت الدراسة إطار عمل سلّط الضوء على الجوانب الرئيسية التي يجب مراعاتها لتسهيل تدفق المعلومات، وتحقيق أقصى استفادة منها. كما قدمت الدراسة بناء على النتائج العملية التي توصلت إليها مجموعة من التوصيات وآليات تنفيذها مقسمة على ثلاثة جوانب رئيسية شملت جهاز الاستثمار العماني، والشركات القابضة، والعاملين في هذه الشركات.

 

 

 

About the Author