X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

اكتشاف أول مبنى جنائزيّ للأطفال في مناقي بولاية الرستاق

03 Mar, 2024 |

DSC_3152

ضمن تطور أثريّ غير مسبوق، كشفت أعمال التنقيبات الأثرية التي قام بها قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس في الموقع الأثري ("مناقي" بولاية الرستاق محافظة الباطنة جنوب) عن مبنى جنائزي فريد من نوعه يعود إلى

العصر الحديدي، أي قبل ثلاثة آلاف سنة من الآن. ويمثل هذا الاكتشاف نقطة تحول مهمة في فهم الطقوس الجنائزية في شبه الجزيرة العمانية، إذ يعد هذا المبنى أول مبنى جنائزي مخصص لدفن الأطفال يكشف عنه حتى الآن في المنطقة.
وقد أنهى قسم الآثار أعمال التنقيب الأثري في موقع مناقي في شهر فبراير الماضي 2024، والتي استمرت لمدة شهر، وكانت بالاشتراك مع فريق من جامعة السوربون في باريس، وتحت إشراف وزارة التراث والسياحة بتنفيذ أعمال الموسم الأول من التنقيبات الأثرية في الموقع، وستستمر التنقيبات لخمسة سنوات قادمة على أقل تقدير. ويعد موقع مناقي أحد أكبر مستوطنات العصر الحديدي في محافظة جنوب الباطنة، فقد تم اكتشاف عدد كبير من المباني السكنية بالإضافة إلى مدافن كثيرة منتشرة على مساحة واسعة من الموقع، وعدد من الأبراج الدفاعية، مما يعد مؤشرا على الدور الكبير والمركزي الذي لعبته المستوطنة في المنطقة خلال الألف الأول قبل الميلاد. 

 

ونتيجة للدراسة السطحية التي قام بها الفريق الأثري المشترك للموقع تم اختيار مبنيين للتنقيب فيهما خلال الموسم الأول هما (S1 و S2). وقد تبين أن أحد هذه المباني (مبنى S2) بنى بمخطط هندسي مميز ومختلف عن باقي المباني الأخر في المستوطنة، مما أثار دهشة فريق التنقيب الأثري. فقد أخذ المبنى شكل حرفT . وكشفت الحفريات الأثرية عن وجود أكثر من ثلاثين قبراً داخل المبنى وفي محيطه، تعود جميعها لأطفال، بما في ذلك حديثي الولادة. تثير هذه الخاصية الفريدة تساؤلات حول الدوافع والمعتقدات التي أدت إلى تخصيص مبنى منفصل لدفن الأطفال في ذلك العصر، مخالفاً بذلك العادات الجنائزية المعهودة في العصر الحديدي.
وقد أشار الدكتور محمد عبد الحميد حسين، رئيس الفريق البحثي ورئيس قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس، إلى أهمية هذا الاكتشاف قائلاً "إنه يعد الأول من نوعه في شبه الجزيرة العمانية. وأشار إلى أن التنقيبات داخل المبنى كشفت عن لقى أثرية فريدة أخرى، بما في ذلك جرار ذات مقابض على شكل السلال، وقطعة فخارية نادرة تحمل طبعة ختم يصور رجلين وبعض الزخارف. وتعد هذه المكتشفات الأولى من نوعها التي يُكشف عنها في شبه الجزيرة العمانية. كما ذكر الدكتور محمد حسين أن هذا الاكتشاف يفتح آفاقاً جديدة للبحث والدراسة حول الطقوس الجنائزية والمعتقدات الدينية في العصر الحديدي في شبه الجزيرة العمانية، ويسلط الضوء على جزء مهم وغير معروف من تاريخ هذه المنطقة، ويعمق فهمنا للتقاليد الثقافية والاجتماعية للمجتمعات التي عاشت في تلك الفترة.  


 

About the Author

حسن اللواتي

حسن اللواتي

رئيس قسم الإعلام