X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

"راعي سمحة وراعي فرحة" هوية بدوية

" راعي سمحة وراعي فرحة "  تسمية الجمال والهوية والتراث الثقافي والرفاهية، عنوانٌ اختارته الدكتورة ابتسام بنت سالم الوهيبية- أستاذ مساعد ورئيس وحدة الاتصالات التجارية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ليكون موضوع ورقتها العلمية التي قدمتها خلال الملتقى الدولي الثالث (الانعكاسات المنهجية لبعد الهوية والمواطنة في رؤية عـمان 2٠٤٠ على تطويـر منـاهج وبرامـج وخطط مؤسسات التعليم وغيرهـا مـن المؤسسات الحكومية والمجتمعية "المبـادرات وفـرص الابتكار والتطوير") الذي تم تنظيمه خلال الفترة  من 2٠ - 21 فبراير 2024. فما الذي تتحدث عنه هذه الورقة؟

 

ربط أسماء البدو بالجمال

تقول الدكتورة ابتسام " تتناول هذه الورقة هوية البدو في الجزء الشرقي من عمان، والسؤال الرئيسي هو كيف يؤكد البدو هويتهم البدوية من خلال ربط أسمائهم بأسماء الجمال؟ لذلك سيكون إطارنا المفاهيمي تعريف الهوية، وأنواع الهوية، ثم يمكننا التركيز على الهوية في الثقافة الأصلية. نفترض أن التسمية في هذه الثقافة بشكل خاص هي وسيلة فريدة للتقرب من الهوية الثقافية. في مجتمع الجمال، لماذا يفضل مالكو الجمال أن يطلقوا عليهم أسماء الجمال مقارنة بالخيول وغيرها من أنواع الحيوانات؟.

للإجابة على هذا السؤال الرئيسي، تقول الدكتورة ابتسام "قمت مع فريقي المكون من الدكتور لائق خان، والدكتورة فيكتوريا داوليتوفا بتطوير تصميم بحث متوازن يتكون من طريقتين رئيسيتين وهي المقابلات النوعية وبيانات وسائل التواصل الاجتماعي. تكشف هذه الدراسة عن ديناميكيات العلاقات الإنسانية مع الجمال العربية التي تشكل أساس كيف يعبر الناس في هذه المجتمعات عن هويتهم من خلال مقابلات مع مالكي الجمال ورفاقهم ورعاة الجمال. كما قمنا أيضًا بجمع وتحليل بيانات سناب شات. إذ تسعى هذه الدراسة إلى تعزيز الحوار الأكاديمي المتعلق بالهوية بين المجتمعات الأصلية. كما تهدف إلى تكوين الهوية والانتماء في مجتمعات البدو وأصحاب الإبل".

 

رموزًا للفخر

وتشير الدكتورة ابتسام إلى أنه على الرغم من أن الجمل يعتبر حيوانًا رفيقًا في ثقافة البدو، إلا أنه ليس حيوانًا أليفًا تقليديًا مقارنةً بالكلب أو الخيل، على سبيل المثال. إذ ترتبط الجمال عادة بصفات النبل والصمود، والتي تحمل أهمية كبيرة في المجتمعات القبلية حيث تعتمد البقاء في كثير من الأحيان على القوة البدنية والقدرة على تحمل الظروف الصعبة. وتعتبر الجمال رموزًا للفخر للأفراد والقبائل على حد سواء، وعبارات القتال مثل "نخوة" و "عزوة"، التي تستخدم على نطاق واسع كتعبيرات لإظهار العزم، تكشف عن أسماءها.

وقد تم التواصل مع مؤثر في وسائل التواصل الاجتماعي يملك 2000 متابع، معظمهم من مالكي الجمال وأفراد من مجتمع الجمل، لنشر فيديو على سناب شات يسأل فيه مالكي الجمال عن هويتهم تجاه جملهم والمشاعر التي يواجهونها عندما يتم الإشارة إليهم باسم جملهم. قام المؤثر بنشر فيديو دقيق يشرح هدف هذا البحث وأهميته لمجتمع مالكي الجمال، ثم حثهم على الرد على هذا المنشور بنفس السناب. كان السؤال هو: "ما هو شعورك عندما يُطلق عليك شخص ما باسم جملك مثلا راعي سمحة أو راعي فرحة... الخ ؟".

 

الحفاظ على نسب الأسلاف

وعن نتائج الدراسة توضح الدكتورة ابتسام الوهيبي أن إحدى النتائج الهامة للدراسة هي أن مالكي الجمال يفضلون أن تتم مناداتهم باسم إبلهم، وتتنوع هذه الهوية بين فردية وجماعية (قبلية). إذ يسمي العديد من مالكي الجمال جمالهم استنادًا إلى جمل معينة كان يمتلكها أحد أجدادهم. وتساعد هذه التقاليد في الحفاظ على نسب الأسلاف وتعزيز الرابطة بين الجيل الحالي وذريتهم. فعلى سبيل المثال، جمل "رعاة فرحة" (أصحاب فرحة)، مرتبط بقبيلة الوهيبة. ولدى قبائل أخرى في منطقة الشرقية أيضًا اسم جمل مشترك تُعرف به كل قبيلة، على سبيل المثال، قبائل الحجري هم أصحاب (الأسكية)، وقبيلة العامري هم أصحاب (سمحة). تساعد هذه الممارسة في الحفاظ على الانتماء القبلي والرابطة الأصلية. تسمية الجمال داخل القبائل هي وسيلة لتأسيس رابطة أصلية، وترمز إلى ارتباط بالماضي وإحساس بالانتماء إلى قبيلة معينة. تعتبر هذه الأسماء تذكيرًا بتراث القبيلة، مما يحافظ على هويتها الثقافية.

وتضيف الدكتورة ابتسام الوهيبية: تتنوع دوافع وأسباب تفضيل مالكي الجمال أن يُطلق عليهم بأسماء الجمال، وقمنا بتجميع النتائج إلى سبع فئات. أبرزها هو الفخر، حيث يفتخر مالكوا الجمال بامتلاكهم هذه الجمال، ليس فقط كرمز للوضع الاجتماعي ولكن أيضًا كفرصة للحصول على الاعتراف داخل مجتمع سباق الجمال. يُظهر الاهتمام باللغة وأساليب التحية والطقوس الحصرية بين مالكي الجمال أيضًا فكرة الانفراد والأخوة، وكذلك تحمل مهنة مالك الجمل قيمة رمزية، تُظهر الهيبة والانتماء إلى مجتمع محترم. أما الفئة الثالثة فهي الاحترام الذي يتلقاه مالكو الجمل ضمن المجتمع، حيث يعتقدون أن الإشارة إليهم بأنهم "أصحاب اسم جملهم" تمنحهم شعورًا بالاحترام داخل مجتمعهم.

About the Author

ايمان الحسنية

ايمان الحسنية

محرر محتوى