في كل زيارة يتكاثرون ولا يشربون القهوة!
قامت جماعة المسرح بعمادة شؤون الطلبة في جامعة السلطان قابوس بتقديم عرض مسرحي بعنوان " الغرباء لا يشربون القهوة" للكتاب المصري الراحل محمود دياب،
قصة المسرحية من تأليف الكاتب المصري محمود دياب تتمحور حول رجل يعيش في منزله مع زوجته بسعادة، وفجأة يدخل منزله اثنان من الغرباء، ويبدأ عددهم في ازدياد، وكلما زاد العدد كان صاحب المنزل يسأل السؤال المعتاد بكرمه العربي: هل تشربون القهوة؟ ولكنهم لا يشربونها، ومع ذلك فصاحب المنزل رجل طيب ومضياف ويستقبل الجميع بكل حب ومودة لأنهم ضيوف، ومع تسلسل أحداث المسرحية ينكشف المستور بأن هؤلاء ليس ضيوفاً حيث يقومون باستفزاز الرجل، ويستمر الصراع بينهم، هذه المسرحية تتكلم عن كيفية الاستيلاء على أملاك وحقوق الأخرين على غير وجه حق وقضية المسرحية قضية عالمية قد تحدث في أي زمان ومكان، وهي تحكي عن جرح عربي لم يندمل ومازال ينزف إلى يومنا هذا ، قضية الهوية و ضرورة الحفاظ عليها عندما تحاول يد الطامعين عبثا سلبها وانتزاعها ، بل طمسها كأن لم تكن.
الرجل الطيب في هذه المسرحية هو أحد أطراف المعادلة الصعبة التي تطرحها، القهوة هنا ترمز إلى المحبة والصداقة والضيافة والسلام، كما يرمز البيت إلى الأرض أو الوطن، والغرباء هم المحتلين أو المحتل، صاحب البيت يصيح بأعلى صوته مستنكرا : تريدون انتزاعي من البيت انتزاع البيت مني طمس الحقيقة عبثا تحاولون، ويضطرونه إلى اثبات ملكيته للبيت بالمستندات و الأدلة ، إلا أنهم يمزقونها مستندا تلو الآخر بل تمتد أيديهم العابثة إلى أوراقه الخاصة، صوره و أشعاره ، رسائل زوجته له وغير ذلك.
في نهاية المسرحية يقف الرجل على رجليه ويعانق الشجرة الضاربة بجذورها خارج منزله، ويقرر إرسال برقية لأبنه الغائب لكي يعود ومعه بندقيته وقد اختار الرجل المقاومة وهي الطريق الوحيد في هكذا حال.
المسرحية من إخراج الطالب عبدالله المسكري، وقام بتصميم الديكور الدكتور عبدالفتاح البرشومي، وسينوغرافيا أحمد البطل، وبطولة حمزة الهاشمي، وتمثيل كل من مرتضى العجمي، وسعيد الشبلي، وعماد المعمري، وعبدالرحيم الصالحي، وزكريا الريامي، ومحمد الجرادي، وسعود اليعربي، ومحمد الحراصي
الجدير بالذكر أن المسرحية قدمت في ستينيات القرن المنصرم، وما تزال تقدم إلى الآن في شتى أنحاء الوطن العربي، وفي كل مرة تقدم فيها المسرحية يحاول كل من المخرج والممثلين اكتشاف قدرات النص وامكانياته وقراءته بما يتوافق مع الواقع الذي نعيشه في فلسطين وكل مكان يتم فيه اغتصاب الأرض وامتهان الإنسانية من منطلق الاستبداد والطغيان.
كما تم عرض المسرحية في جامعة السلطان قابوس لأول مرة في مارس عام 1999 ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي الثالث لجامعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأخرجها جابر الحراصي.
About the Author