X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

الشيخ الدكتور سلطان القاسمي.. مسيرة علمية حافلة عنوانها التاريخ والثقافة

27 Sep, 2023 |

 

  • د.علي بن سعيد الريامي،رئيس قسم التاريخ.

 

تأتي زيارة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة في إطار الروابط الأخوية والتاريخية، وهي تعكس عمق تلك العلاقات المتجذرة بين قيادة البلدين والشعبين الشقيقين.

ونحن نحتفي بزيارة  صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي إلى جامعة السلطان قابوس باعتبارها بيت العلم والمعرفة الأول في السلطنة كان من المهم التذكير بإهتمام سموه بالتعليم عموماً والتعليم الجامعي خصوصاً، وبكل ما يتم للمعرفة والثقافة بصلة، فسمو الشيخ الدكتور أكاديمي وباحث ومؤرخ ورئيس جامعة القاسمية، ومن جانب آخر نذكّر باهتمام سموه بالتاريخ العماني، حيث أنه من أوائل الباحثين العرب الذين اهتموا بالتأريخ لمنطقة دول الخليج العربية، وعلاقاتها بالقوى الدولية والإقليمية منذ الحقبة الاستعمارية في القرن السادس عشر الميلادي، التي بدأت مع الاحتلال البرتغالي للخليج العربي، مروراً بالتنافس البريطاني الفرنسي، ومن بين مؤلفاته الأولى كتاب: "تقسيم الإمبراطورية العمانية(1856-1862م)"، المنشور في العام 1989م، وكتاب: "الوثائق العربية العمانية في مراكز الأرشيف الفرنسية"، وكتاب:" العلاقات العمانية الفرنسية (1715-1905م)، المنشوران في العام 19993، كذلك أبدى الشيخ الدكتور القاسمي اهتماما كبيرا بتاريخ الوجود العماني في شرق أفريقيا، ومن بين كتبه المعروفة عن تلك الحقبة كتاب: "مراسلات سلاطين زنجبار" الصادر في العام 2012م، وكتاب: "سجل مكاتبات السلطان برغش سلطان زنجبار" المنشور في العام 2020، وخلال هذا العام 2023م صدر لها كتابان: "تاريخ أئمة البوسعيد في عمان" و "تاريخ الملوك النبهانيين في عمان".

هذا الشغف المعرفي والبحثي لم يقتصر على كتابة التاريخ، وإنما لصاحب السمو الشيخ الدكتور القاسمي اهتمام بالأدب والمسرح، وكتب عدد من الروايات التاريخية، وألف عدد من المسرحيات كذلك،  كما وأن الشيخ الدكتور القاسمي يعلي من قيمة الكتاب وأهميته ومن بين أقواله المأثورة :"الكتاب هو الوسيط المعرفي الذي يجمع ثقافات العالم، ويفتح نوافذ جديدة للتلاقي والحوار مع مختلف الحضارات والبلدان"، وقد ترجم سموه ذلك بتبني العديد من المبادرات مثل مبادرة إنشاء أول منطقة حرة للنشر في العالم تحت مسمى: "مدينة الشارقة للنشر"، في العام 2017م، ومبادرة "ثقافة بلا حدود"، ومبادرة "لغتي لتعلم اللغة العربية بوسائل ذكية"، ومبادرة "إقامة مهرجانات وطنية للمسرح في الدول العربية"، وغيرها من المبادرات الثقافية المهمة ذات الأثر الكبير،  فضلاً عن مبادرات عديدة تعني بدور الكتب والمخطوطات والمجامع اللغوية والعلمية العربية في عدد من الدول العربية كمبادرة "إنشاء مبنى اتحاد المؤرخين العرب"، "ومبنى اتحاد الآثاريين العرب الجديد"، "ومبنى اتحاد المجامع اللغوية والعلمية العربية".

من جانب آخر لا ينسى الباحثون في تاريخ المنطقة من طلبة الدراسات العليا ما تقدمه دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية من خدمات جليلة بالنظر إلى ما تحتويه الدارة من مقتنيات أثرية ووثائق ومخطوطات وكتب رقمية لا غنى عنها لأي دارس في تاريخ منطقة الخليج، وكل ذلك يعكس اهتمامات سموه بالتاريخ وعموم المعارف، ولا شك أن زيارته للجامعة ستترك أثراً طيباً يؤكد حرص قيادة البلدين الشقيقين على تبادل الخبرات والتعاون البنّاء، واستمرار مد جسور التواصل في مختلف المجالات العلمية منها على وجه الخصوص.

About the Author