X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

الترجمة في عصر التقنية والذكاء الاصطناعي!

30 Sep, 2023 |

 

  • استطلاع: تسنيم عبد الجبار، ومُزنة الريامية

 

في ظل انفتاح العالم ثقافيًّا وانتعاش الحاجة للوصول إلى المعرفة وتبادل المحتوى العالمي، يواجه المترجمون في يومنا هذا منافسة شرسة من برامج الترجمة الآلية (MT) أو تلك المعتمدة على الذكاء الاصطناعي (AI)، ولكن هل يُمكن لهذه الآلات أن تأخذ مكان المُترجم البشري؟

نُسلط الضوء في هذا الاستطلاع على دور التقنية الحديثة في تمكين عمليات الترجمة، ونستعرض مستقبل الترجمة في عصر الذكاء الاصطناعي.

 

  • الترجمة والتقنيات الحديثة

iStock-1088905934يرى د. محمد الحبيب كحلاوي، أستاذ مساعد في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها، أن الترجمة كانت جهدا بشريا صرفا يتوقف على معارف المترجم اللغوية والثقافية ومدى اجتهاده في الاقتراب من مضامين ووظائف النص الأصلي، لكن النقلة التكنولوجية والرقمية التي يشهدها العالم ما انفكت تغيّر حتى مفهوم الترجمة في حد ذاته، وأدوار المترجمين، بل وكيفيات إعدادهم الأكاديمي والعملي للتأقلم مع المستجدّات التكنولوجية وتوظيفها في أدائهم التحريري والفوري.

كما يؤكد د. عبدالجبار الشرفي، أستاذ مشارك في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها، على أن الكفاية التكنولوجية أصبحت من أهم الكفايات التي يجب أن تتوفر في خريج برامج الترجمة وكذلك يجب أن يتمتع بها أساتذة الترجمة لمواكبة التغير التكنولوجي الهائل الحاصل في صناعة الترجمة. ويذكر أهم تقنيات الترجمة المستخدمة في عصرنا الحالي منها الأدوات الحاسوبية المساعدة في عملية الترجمة وتسمى باللغة الإنجليزية CAT tools وهذه أدوات تساعد المترجم البشري في عملية الترجمة من خلال توفير الجهد والوقت وكذلك تضمن استخدام المصطلحات بطريقة ثابتة عوضًا عن فوضى المصطلح، ومن أشهر هذه البرامج برنامج MemoQ وبرنامج Trados وبرنامج OmegaT. ويختلف هذا عن الترجمة الآلية؛ إذ حينها نتحدث عن قيام الآلة بعملية الترجمة كليا واقتصار دور المترجم على تحرير النص الذي تنتجه الآلة وهذه العملية أصبحت مجالا متخصصا في صناعة الترجمة اليوم ويطلق عليها التحرير البعدي للترجمة الآلية (MTPE) وهو ربما المجال الذي ستؤول إليه الترجمة في المستقبل، بحيث يتم إعداد المترجم ليقوم بعملية المراجعة والتحرير لما تنتجه الآلة.  

 

  • المترجم الآلي أم البشري!

تذهب صفاء القناعية، طالبة في تخصص الترجمة، إلى أن الآلة لا يمكن أن تلغي دور المترجم لأنها لا تستطيع أن تفهم السياق ولا تأخذه بعين الاعتبار وقت الترجمة، كما أنها غير قادرة على فهم التأثيرات الثقافية أو المشاعر الإنسانية. ويؤيد سعيد الشكيلي، طالب في تخصص الترجمة، هذا الرأي في أن دور الترجمة الآلية يُعدُّ مكملًا للدور البشري ولا يمكن الاعتماد عليها كليا؛ حيث يمكن أن تترجم النصوص البسيطة بشكل جيد وفعال، أما في مجال الإبداع والفنون والأدب والخطاب الديني فهي قاصرة لا تستطيع تأمين ترجمة دقيقة لها، وعندها يتطلب تدخل المترجم ليعمل على ضبط وتدقيق ومراجعة النصوص. ويُضيف الدكتور محمد الحبيب كحلاوي في هذا السياق عبارة تبقى خالدة في ذاكرة كل مترجم ومترجمة بقوله "التعويل الكلي على جهد غير ذاتي يمسّ من أخلاقيات التعلّم والتعليم ولا يؤمّن مخرجات تنافسية قادرة على خدمة المجتمع وتنمية القدرة على العيش مع الآخر المختلف بنزاهة."

 

  • ChatGPT

يعد روبوت دردشة تشات جي بي تي من أشهر التقنيات الحديثة المستخدمة في عصرنا الحالي.  كما أنه يعد واحدًا 1من تقنيات الترجمة الحديثة بجانب برامج ترجمة جوجل وميمو كيو وغيرها  من البرامج المستخدمة في مجال الترجمة. يعتقد بعضهم أن استخدام هذا البرنامج قد يساهم  في تحسين وتطوير الترجمة ولكن بصورة محدودة وفي مجال محدود تجعله غير قادرٍ على  استبدال إبداع وعقلية المترجم البشري كما يقول بسام التوبي، أحد خريجي برنامج الترجمة  بجامعة السلطان قابوس، إذ يقول: "نظام ChatGPT هو نظام ذكاء اصطناعي تجريبي من  ضمن إمكانياته هو إنتاج ترجمات بجودات متباينة وبجميع اللغات، ولكنه من المستحيل أن  يحل محل المترجم البشري إذا أخذنا بعين الاعتبار كم الأخطاء الكبيرة المحتملة في ترجماته،  ومن  هنا فمن الضروري وجود مترجم مختص لتنقيح الترجمات". كما يضيف سعيد الشكيلي في  هذا السياق: "محرك ChatGPT وغيره من محركات الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج  ترجمة جيدة عندما يتعلق الأمر بالنصوص البسيطة ولكن عندما يتعلق الأمر بنصوص معقدة  كالنصوص القانونية والطبية والأدبية فإنها قاصرة والترجمة الناتجة عنها تحتاج إلى التدقيق  والمراجعة من مترجمين مختصين".

 

  • الذكاء الاصطناعي في القاعات الدراسية

يرى بعض المتخصصين في مجال الترجمة أن استخدام هذا النوع من الذكاء الاصطناعي في القاعات الدراسية مهم للغاية خاصةً وأننا نشهد ثورة تكنولوجية في عصرنا الحالي وقد يسهم استخدام هذا الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الترجمة. ويقول الدكتور عبدالجبار الشرفي أنه لا يمكن تجاهل الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية بل يجب الاستفادة القصوى منه في الصفوف الدراسية بأشكال مختلفة، وقد أصدرت المؤسسات التعليمية في كثير من دول العالم أدلة إرشادية تساعد المعلم على الاستفادة من هذه التكنولوجيا وتطبيقاتها التعليمية التي توفر على المعلم والمتعلم الكثير من الجهد والوقت وتعزز العملية التعليمية بصورة تضمن حصول التعلم النشط المنشود القائم على مهارات التفكير العليا كالتحليل والتقييم والتفكير الناقد والمشاركة الفاعلة في إنتاج المعرفة وهذا الأخير في رأيي هو أهم منجز جاءت به تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي خصوصا في مجال الترجمة، لأنه عزز عمل المترجم وساعده على تلبية الطلب الكبير للترجمة وجعل من المترجم مشاركا في صناعة المعرفة وليس فقط مجرد ناقل للمعرفة من لغة لأخرى. ويضيف إليه الطالب سعيد الشكيلي أنه يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي في الصفوف الدراسية من خلال توجيه الطلبة لاستعماله بطريقة تجعله مساعدًا للدور البشري فلا يمكن الاعتماد عليه بشكل كلي وإنما يكون دور المترجم هو الأساس، فيمكن باستعمال الذكاء الاصطناعي اختصار الكثير من الوقت في عملية الترجمة لما يملكه من قاعدة بيانات تحوي ملايين النصوص ويبقى دور المترجم في اكتشاف الأخطاء وتصحيحها وتدقيق النص وضبطه.

About the Author

${CreateUser.DisplayName}