المواطنة الرقمية في مؤسسات التعليم العالي: بين الواقع والمأمول
ناقشت جامعة السلطان قابوس متمثلة في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية رسالة دكتوراة الفلسفة في دراسات المعلومات للطالبة/ موزة بنت علي بن أحمد السعدية، بعنوان: "ممارسات المواطنة الرقمية في مؤسسات التعليم العالي بسلطنة عمان، التباينات بين الواقع والمأمول".
هدفت الدراسة الحالية إلى الكشف عن واقع ممارسة المواطنة الرقمية في مؤسسات التعليم العالي بسلطنة عمان من خلال ثلاثة جوانب؛ أولا: درجة تضمين وثائق سمات الخريجين في مؤسسات التعليم لأبعاد المواطنة الرقمية، ثانيا: الكشف عن مستوى ممارسة طلبة التعليم العالي في المرحلة الجامعية الأولى لأبعاد وكفايات المواطنة الرقمية، ثالثا: الكشف عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى ممارسة المواطنة الرقمية لدى طلبة التعليم العالي تعزى لبعض المتغيرات الديموغرافية، وحاولت الدراسة تفسير هذه النتائج الكمية في من وجه نظر الطلاب أنفسهم والأكاديميين والخبراء، وأخيرا هدفت الدراسة الحالية إلى تصميم استراتيجية مقترحة لتعزيز ممارسات المواطنة الرقمية في مؤسسات التعليم العالي بسلطنة عمان.
تبنت الدراسة المنهج المزجي وفق التصميم التتابعي التفسيري، وفق مرحلتين الكمية والنوعية؛ ففي المرحلة الأولى تم تحليل محتوى وثائق سمات الخريج لدى عينة من مؤسسات التعليم العالي لمعرف مستوى تضمينها لأبعاد المواطنة الرقمية الستة (الهوية الرقمية والمشاركة المدنية الرقمية ومحو الأمية المعلوماتية الرقمية والأخلاقيات الرقمية والسلامة الرقمية والتواصل العالمي الرقمي) كما استخدم المسح الكمي وذلك بتطبيق اختبارات موقفية من إعداد الباحثة على عينة بلغت (855) من طلبة المرحلة الجامعية الأولى لتشخيص واقع ممارساتهم للأبعاد الستة المذكورة للمواطنة الرقمية والكشف عن الفروق الدالة بالاستناد إلى بعض المتغيرات الديموغرافية. أما في المرحلة النوعية تم تطبيق أدوات مجموعات التركيز مع عينة من الطلبة (24) والمقابلات شبه المقننة مع أكاديميين وخبراء في التعليم العالي (6) بهدف توضيح نتائج التحليل الكمي من حيث واقع هذه الممارسات وتفسير النتائج الكمية ومقترحاتهم لتعزيز هذه الممارسات.
توصلت الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها أن واقع ممارسة الطلبة لأبعاد المواطنة الرقمية في مؤسسات التعليم العالي جاءت بدرجة متوسطة، كما أن متوسط ممارسة الأبعاد الستة تراوحت بين المستوى المتوسط إلى المستوى المنخفض (3.00 إلى 2.15)، حيث يتم ممارسة أربعة أبعاد على المستوى المتوسط بالترتيب (محو الأمية الرقمية والاتصال العالمي الرقمي والسلامة الرقمية والأخلاق الرقمية)، بينما يتم ممارسة أبعاد الهوية الرقمية والمشاركة المدنية الرقمية على مستوى منخفض. كما كشفت نتائج المتوسط الكلي للبيانات الكمية عن عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى ممارسة المواطنة الرقمية فيما يتعلق بمتغيرات الجنس ونوع المؤسسة، ومجال الدراسة، وسنة الدراسة. ومع ذلك، ظهرت بعض الفروق ذات الدلالة ضمن بعض أبعاد المواطنة الرقمية على النحو التالي: (الأخلاق الرقمية والسلامة الرقمية فيما يتعلق بمتغير الجنس، والسلامة الرقمية والتواصل الرقمي العالمي فيما يتعلق بنوع متغير المؤسسة، والأخلاقيات الرقمية فيما يتعلق بمتغير سنة الدراسة).
وأظهر التحليل النوعي للمقابلات باستخدام برنامج (MAXQDA) تأكيدا لمستوى بعض الممارسات، وتفسيرا لاختلاف الحكم في ممارسات أخرى بين وجهات نظر الطلبة أنفسهم والأكاديميين، كما أفرزت نتائج التحليل النوعي عددا من المقترحات التي من شأنها أن تحسن الوضع الحالي في ممارسة المواطنة الرقمية. وفي ضوء النتائج التي توصلت لها الدراسة وتحليل الواقع الحالي، خلصت الدراسة إلى وضع تصور مقترح يمثل خارطة طريق لتعزيز ممارسات المواطنة الرقمية لدى مؤسسات التعليم العالي في سلطنة عمان.
تكونت لجنة المناقشة من: أ. د. ياسين الشرعبي رئيسا، د. نبهان الحراصي مشرفا، د. فاتن حمد ممتحنا داخليا، أ. د. نمر فريحه ممتحنا خارجيا، أ. د. أسماء الوريكات ممتحنا خارجيا
About the Author