الإرشاد الاجتماعي الإلكتروني التحديات والمميزات !
أصبحت التكنولوجيا من أهم احتياجات العصر الذي يحتاج إليها الفرد في كل زمان ومكان، وبات يقاس تقدم الأمم بمدى قدرتها على استخدام التقنية، حيث تجد الحكومات تتنافس في تطوير الخدمات ورقمنتها ؛ لما تتميز به التكنولوجيا من سهولة الإنجاز، وسرعة تحيق الهدف، والحد من المسافات بين المستفيد ومقدم الخدمة. هذا وقد انتقلت التكنولوجيا إلى مختلف المجالات بحياة الإنسان كالمجال الإداري، والتعليمي، والصحي، والاجتماعي، حتى أن المشتغلين بالعلوم الإنسانية أضحوا يشجعون على تدريس العلوم وتطبيقها في الميادين المختلفة باستخدام وسائل التقانة الحديثة.
ويواجه الإخصائي الاجتماعي المدرسي بمدارس سلطنة عمان جملة من التحديات أثناء تقديم الإرشاد للعملاء من الطلاب بالمدارس، وأحد أكبر تلك التحديات هو الالتزام بوقت العمل الرسمي داخل المدرسة وبشكل مباشر، كما أن الحاجة في بعض الظروف كنقص الإخصائيين الاجتماعيين المدرسيين، والكوارث الطبيعية كإعصار شاهين، وانتشار الأوبئة مثل ما حدث من انتشار فيروس كورونا الذي اجتاح العالم بأسره، وأثر على جميع مفاصل الحياة ومنها التعليم مما كان له الأثر على القطاع التعليمي بشكل عام وعلى الطلبة بشكل خاص، يستدعي ضرورة إيجاد بدائل تساعد على تقديم الإرشاد للطلاب خلال تلك الفترات من أجل التخفيف من حدة الآثار الناتجة من مثل هذه الأزمات على الطلاب، وتوعيتهم بكيفية مواجهتها.
نستعرض دراسة بعنوان: متطلبات ممارسة الإرشاد الاجتماعي عبر المنصات الإلكترونية وهي دراسة وصفية مطبقة على الأخصائيين الاجتماعيين بمدارس ولايتي بوشر ونزوى بسلطنة عمان للباحث نصرالله بن عبدالله بن سليمان العمري.
- متطلبات استخدام الأخصائي الاجتماعي لمنصات الإرشاد الاجتماعي
يتمثل الهدف الرئيس للدراسة في تحديد متطلبات استخدام الأخصائي الاجتماعي لمنصات الإرشاد الاجتماعي، والأهداف الفرعية هي تحديد المتطلبات المعرفية لممارسة الأخصائيين الاجتماعيين للإرشاد الاجتماعي عبر المنصات الإلكترونية، وتحديد المتطلبات التقنية والمهارية لممارسة الأخصائيين الاجتماعيين للإرشاد الاجتماعي عبر المنصات الإلكترونية، وتحديد المتطلبات القيمية لممارسة الأخصائيين الاجتماعيين للإرشاد الاجتماعي عبر المنصات الإلكترونية، وتسليط الضوء على الصعوبات التي تحد من ممارسة الأخصائيين الاجتماعيين للإرشاد الاجتماعي عبر المنصات الإلكترونية، وتقديم المقترحات التي تساعد على ممارسة الأخصائيين الاجتماعيين للإرشاد الاجتماعي عبر المنصات الإلكترونية.
أهمية الدراسة
الأهمية النظرية
- قد تساعد نتائج هذه الدراسة الباحثين المهتمين باستخدام التكنولوجيا في الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية على زيادة المعرفة العلمية حول استخدام الإخصائيين الاجتماعيين للإرشاد الإلكتروني.
- قلة الدراسات التي أجريت في البيئة العمانية التي تناولت توظيف المنصات الرقمية، ذلك الأمر الذي يدعو إلى ضرورة إجراء دراسات معنية بالمنصات الرقمية للإرشاد.
- تأتي أهمية هذه الدراسة مواكبة لمطالبة منظمات الخدمة الاجتماعية الدولية كالجمعية القومية للإخصائيين الاجتماعيين (NASW)، ومجلس تعليم الخدمة الاجتماعية (CSWE) بضرورة السعي نحو رقمنة الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية.
- قد تضيف هذه الدراسة للباحثين وأعضاء هيئة التدريس، والإخصائيين الاجتماعين، وطلاب الخدمة الاجتماعية، تراثا نظريا يساعدهم في كيفية توظيف الخدمة الاجتماعية الإلكترونية، وتزودهم بحصيلة معرفية.
الأهمية العملية
- تأتي الأهمية التطبيقية لهذه الدراسة لتسليط الضوء على المعوقات التي تواجه الإخصائيين الاجتماعين لاستخدام المنصات الرقمية، والسبل الممكنة لمواجهة تلك المعوقات، مما يحفز الإخصائيون الاجتماعين للاستفادة من تلك الحلول المقترحة.
- قد تقدم الدراسة مؤشرات ذات أهمية للجهات المختصة سواء الحكومية أو المراكز الخاصة لتعطي فائدتها في تفعيل الخدمات الاجتماعية (الممارسات المهنية) الإلكترونية.
- قد تساعد ما سوف تتوصل إليه هذه الدراسة من نتائج تتعلق بالمعارف والمهارات المختلفة للإخصائيين الاجتماعين أثناء العمل مع الحالات الفردية في مجال الإرشاد المدرسي، الإخصائيين الاجتماعين الجدد لتطوير معارفهم ومهاراتهم التقنية التقنيات الحديثة للتعامل مع الحالات المختلفة.
- تزايد الحاجة لمعرفة أفضل التطبيقات والوسائل الإلكترونية المطبقة أثناء الأزمات وذلك لتعزيز إمكانيات الإخصائي الاجتماعي للتعامل مع الحالات الفردية وتقديم الإرشاد لهم من خلال منصات الإرشاد الرقمي.
نتائج الدراسة
المتطلبات المعرفية لممارسة الإخصائيين الاجتماعيين للإرشاد الاجتماعي عبر المنصات الإلكترونية في مدارس سلطنة عمان:
- أثبتت نتائج الدراسة أن معظم الإخصائيين الاجتماعيين لديهم الرغبة في تطوير معارفهم حول برامج الاتصال المرئي كبرنامج التميز والميت والزوم من أجل الاستفادة من هذه البرامج في عمليات الإرشاد الإلكتروني.
- أكدت نتائج الدراسة أن معظم الإخصائيين الاجتماعيين يرغبون في التعرف على منصات الإرشاد الاجتماعي ومعرفة آليات العمل بها.
- أوضحت نتائج الدراسة أن الإخصائيين الاجتماعيين مطلعون على بعض المواقع الإلكترونية التي تقدم الإرشاد الإلكتروني من أجل تطوير معارفهم حول مستجدات الإرشاد الاجتماعي وتنمية قدراتهم الإرشادية.
- أثبتت نتائج الدراسة أن الإخصائيين الاجتماعيين يستخدمون المقاطع الإرشادية المصورة والملصقات بهدف دعم البرامج الإرشادية في مدارس سلطنة عمان كما أنهم يستخدمون البرامج المحوسبة من أجل تجويد العمل الإرشادي الاجتماعي.
- أكدت نتائج الدراسة أن الإخصائيين الاجتماعيين يرغبون برفع مستوى المعرفة حول ممارسة الإرشاد الاجتماعي باستخدام المنصات الإرشادية.
- أوضحت النتائج بضرورة إيجاد أدلة تعريفية عن المنصات الإرشادية الرقمية التي تساعد الإخصائيين الاجتماعيين على ممارسة الإرشاد الرقمي.
- أثبتت النتائج أن الإخصائيين الاجتماعيين لديهم الرغبة في التعرف على تجارب الدول المطبقة للإرشاد الاجتماعي الرقمي.
- أكدت نتائج الدراسة على أهمية رفع البرامج التدريبية المقدمة للإخصائيين الاجتماعيين وخاصة في استخدام التقانة الحديثة لفنيات الإرشاد الاجتماعي كالمقابلات ودراسة الحالة من أجل إكساب الإخصائي الاجتماعي المهارات التقنية اللازمة للإرشاد الرقمي.
- أوضحت النتائج أن الإخصائيين الاجتماعيون لديهم الرغبة في تطوير مهارات جمع البيانات وتحليلها باستخدام البرامج الإلكترونية بصفتها أحد المهارات ذات الأهمية في عملهم في المجال المدرسي والتعرف على البرامج المتاحة وطرق الاستفادة منها في البرامج الإرشادية.
- أوضحت النتائج أن الإخصائيين الاجتماعيين لديهم الرغبة في رفع مستوى المهارات الفنية لديهم في مجالات التقنية من أجل مواكبة التطورات الحاصلة في المجال التقني والاستفادة منها في مجال الإرشاد المدرسي.
- أكدت نتائج الدراسة أن توفير المنصات الرقمية ذات الصلة بالإرشاد الإلكتروني سوف يساهم في رفع الكفاءة التقنية لدى الإخصائيين الاجتماعيين كما سيوفر الجهد والوقت لهم حينما يقومون بعمل برنامج إرشادي نظرا لما ستحتويه المنصة من معلومات وبيانات تسهل على الإخصائي الاجتماعي الحصول على المعلومات التي سيحتاج لها في إعداد البرنامج الإرشادي.
- أثبتت النتائج أن نجاح الإرشاد الإلكتروني يحتاج إلى إيجاد فريق تقني مختص بمتابعة الصعوبات وحل المشكلات التقنية سواء في الأجهزة أو الشبكات التي تواجه الإخصائيين الاجتماعيين أثناء القيام بالإرشاد الرقمي.
المتطلبات القيمية لممارسة الإخصائيين الاجتماعيين للإرشاد الاجتماعي عبر المنصات الإلكترونية في مدارس سلطنة عمان:
-
أثبتت نتائج الدراسة أن، من أهم القيم التي يحتاج اليها الإخصائيين الاجتماعيين عند ممارسة الإرشاد الرقمي هي قيمة تنظيم الوقت فهو بحاجة إلى التدريب على مهارات إدارة الوقت باستخدام التقنيات والبرامج المحوسبة التي ستساعد على إنجاح البرنامج الإرشادي الرقمي.
-
أوضحت نتائج الدراسة أن من المتطلبات الأساسية لممارسة الإرشاد الإلكتروني هو التزام الإخصائيين الاجتماعيين بمبادئ وأخلاقيات مهنة الخدمة الاجتماعية وهو ما أكد عليه الإخصائيون الاجتماعيون ومشرفو الإرشاد الاجتماعي المشاركون في الدراسة.
-
أكدت نتائج الدراسة أن الإخصائيين الاجتماعيون بحاجة إلى التدريب على مهارات التركيز والبعد عن المشتتات أثناء تنفيذ البرامج الإرشادية باستخدام المنصات الرقمية نظرا لما يمثله هذا المعيار الأخلاقي من أهمية إذ إنه يشعر الطالب أو ولي الأمر بالارتياح والقدرة على البوح بما في داخله من مشاعر للإخصائي الاجتماعي لأن من طبيعة الإنسان يريد أن يشعر بالاهتمام من الطرف الآخر.
-
أوضحت نتائج الدراسة أن من الأخلاقيات التي يجب على الإخصائي الاجتماعي الممارس للإرشاد الإلكتروني مراعاة الخصوصية وعدم التشهير بالمسترشد أخذ الموافقة المبدئية ومراعاة الوقت المناسب للقيام بالعملية الإرشادية.
-
أكدت نتائج الدراسة على ضرورة امتلاك الإخصائيين الاجتماعيين الأخلاقيات المثالية للحوار وخاصة حينما بتم استخدام المنصات الإلكترونية لتقديم الخدمات الإرشادية واكتساب المهارات اللازمة لإدارة الحوار كالإنصات الجيد وعدم المقاطعة عند الحديث واحترام وجهات النظر.
نتائج المحور الرابع الصعوبات التي تحد من ممارسة الإخصائيين الاجتماعيين للإرشاد الاجتماعي عبر المنصات الإلكترونية في مدارس سلطنة عمان:
- أثبتت نتائج الدراسة أن شبكة الإنترنت في المدارس العمانية بحاجة إلى التعزيز وزيادة سرعتها وسعتها حتى يستطيع الإخصائيين الاجتماعيين من ممارسة الإرشاد الإلكتروني.
- أوضحت نتائج الدراسة إلى ضرورة وضع لوائح وقوانين تساعد على تنظيم الإرشاد الإلكتروني وتحفظ حقوق المرشد والمسترشد أثناء ممارسة الإرشاد عبر المنصات الإلكترونية.
- أكدت نتائج الدراسة على ضرورة معرفة المديرين في المدارس والإداريين في وزارة التربية والتعليم بمهام الإخصائي الاجتماعي وتوفير الجو المناسب له للقيام بمهامه الوظيفية وتوفير الإمكانيات التي يحتاج لها عند القيام بعملية الإرشاد الإلكتروني.
- المقترحات
سوف تقدم هذه الدراسة مجموعة من المقترحات إلى المؤسسات التي تقوم بتنمية الإخصائيين الاجتماعيين وإكسابهم المهارات التي تعينهم على الارتقاء بعملهم الإنساني في الميدان التربوي وتنمية قدراتهم التقنية مبنية على النتائج التي خرجت بها.
أولا: مقترحات لوزارة التربية والتعليم:
- توفير الإمكانيات والاحتياجات الخاصة بالعمل التقني في المدارس الحكومية.
- تبادل الخبرات مع الدول المطبقة للإرشاد الرقمي وإصدار دليل بقوانين ومواقع الإرشاد الإلكتروني.
- تطوير منصة تسهيل التي تم تدشينها في محافظة البريمي لتكون منصة يستفيد منها الإخصائيون الاجتماعيون.
- زيادة عدد البرامج والدورات التدريبية المقدمة للإخصائيين الاجتماعيين وخاصة في الجانب التقني.
- التنسيق مع وزارة النقل والاتصالات، وهيئة تقنية المعلومات، وشركات الاتصال في سلطنة عمان من أجل رفع كفاءة الشبكة في المدارس.
ثانيا مقترحات لقسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بجامعة السلطان قابوس:
- إدراج مقررات تدريسية حول الإرشاد الإلكتروني.
- إدراج برامج تدريبية حول استخدام منصات وتطبيقات الإرشاد الإلكتروني.
- إجراء البحوث والدراسات حول الإرشاد الإلكتروني.
ثالثا: مقترحات للإخصائيين الاجتماعيين:
- تنمية مهاراتهم التقنية.
- متابعة كل ما هو جديد في مجال الخدمة الاجتماعية الإلكترونية بشكل عام والإرشاد الإلكتروني بشك خاص.
- الاستفادة من التقدم التقني في مجال العمل الاجتماعي.
- الالتزام بمبادئ وأخلاقيات العمل الاجتماعي والإرشاد الإلكتروني.
About the Author