هدى الهنائية: ضعف الحملات الاعلامية تحد من مشاركة الشباب في مؤسسات المجتمع المدني
"التحديات التي تحد من مشاركة الشباب الجامعي في مؤسسات المجتمع المدني تتجلى في ضعف الحملات الإعلامية التي تعرف بهذه المؤسسات، وضعف الربط بين المشاركة فيها وفرص العمل لدى الشباب الجامعي ، وعدم وجود اختلاف في درجة تقديرهم للتحديات التي تحد من مشاركتهم في هذه المؤسسات تبعا لمتغيرات الدراسة "
نحاور الباحثة هدى بنت سليّم بن زاهر الهنائية من قسم علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية عن دراستها حول اتجاهات الشباب الجامعي نحو المشاركة في مؤسسات المجتمع المدني وهي دراسة مطبقة على عينة من طلبة جامعة السلطان قابوس.
تقول هدى: هذه الدراسة تشتغل على موضوع لا يزال الاهتمام البحثي به على المستوى المحلي قليلا، فالدراسات العمانية في قطاع الشباب ما زالت في بداياتها، كما أن البحث في القطاع الشبابي وعلاقته بمؤسسات المجتمع المدني مسألة لم تلق العناية والاهتمام الكافيين، وبالتالي يمكن أن تكون هذه الدراسة إحدى المبادرات الأولى التي تعنى باتجاهات الشباب الجامعي نحو المشاركة في مؤسسات المجتمع المدني.
- الاستفادة من الدراسة للمجتمع
وذكرت الهنائية: من المتوقع أن تسهم نتائج هذه الدراسة في تزويد المختصين وأصحاب القرار في سلطنة عمان ببيانات واقعية عن اتجاهات الشباب الجامعي نحو المشاركة في مؤسسات المجتمع المدني، وتحديد أهم معيقات هذه المشاركة، الأمر الذي سيدفع المؤسسات المعنية بقطاع الشباب إلى النظر في هذه الاتجاهات والمعيقات عند وضع سياساتها وخططها المستقبلية، الساعية نحو زيادة مساهمة الجهود المبذولة لتطوير المشاركة في مؤسسات المجتمع المدني بسلطنة عمان. وكذلك تأتي هذه الدراسة متزامنة مع تطبيق رؤية عمان (2040)، والتي تسعى إلى تمكين الشاب العُماني، من خلال الاستماع لما يطرحه هؤلاء الشباب من قضايا، ورعايتهم والاهتمام بهم، وتذليل التحديات التي تواجههم.
أما عن أبرز التحديات التي واجهت هدى أثناء إجراء الدراسة: تختلف التحديات بين الباحثين بحسب نوع الدراسة والمجال الذي يدرسه؛ فكان من أهم الصعوبات التي واجهتها أثناء إجراء الدراسة هو ضغط الوقت بحكم أني متفرغة تفرغاً جزئياً، وكذلك مجتمع الدراسة كان شامل لجميع الكليات بجامعة السلطان قابوس، وتوزيع أداة الدراسة بشكل يدوي على الطلبة وتجميعها والوصول للعدد المطلوب كان تحدياً بالنسبة لي؛ وبالرغم من هذه التحديات يبقى شعور هذا التعب والجهد خالداً في ذاكرتنا لطالما كانت النهاية قطف ثمار النجاح.
وتعرفنا هدى على هذه الدراسة أكثر فتذكر: هدفت الدراسة إلى التعرف على اتجاهات الشباب الجامعي نحو المشاركة في مؤسسات المجتمع المدني، والكشف عن التحديات التي تحد من مشاركتهم في هذه المؤسسات، وتحديد الاختلافات بين اتجاهات هؤلاء الشباب تبعا لمتغيرات( النوع والفئة العمرية والمحافظة والكلية)، بالإضافة إلى تحديد الاختلاف في التحديات التي تحد من مشاركتهم في مؤسسات المجتمع المدني تبعا لمتغيرات الدراسة ممثلة في النوع، والفئة العمرية، والمحافظة، والكلية.
وأضافت: تنتمي هذه الدراسة إلى الدراسات الوصفية التحليلية، واعتمدت منهج المسح الاجتماعي بالعينة مستخدمة الاستبانة كأداة لجمع البيانات، وتشكلت عينة الدراسة من طلبة البكالوريوس في جامعة السلطان قابوس بكلياتها التسع، المقيدين في فصل ربيع 2023م والبالغ عددها 13139 طالباً وطالبة، وتم اختيار العينة باستخدام المعاينة الطبقية العشوائية ، ونظرا للتباين في أعداد الطلبة بالكليات المختلفة فقد تم استخدام التوزيع المتناسب في اختيار العينات الجزئية من الكليات ليكون متناسباً مع وزنها النسبي إلى إجمالي مجتمع الدراسة، وتعين الحد الأدنى لحجم العينة بما مقداره (310) طالباً وطالبة.
- تنمية المهارات القيادية والاجتماعية
وعن نتائج الدراسة قالت هدى: توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج كان أهمها أن مشاركة الشباب الجامعي في مؤسسات المجتمع المدني تسهم في تكوينهم لعلاقات اجتماعية مختلفة، الأمر الذي يحقق لهم التمكين النفسي، وتنمية مهاراتهم القيادية والاجتماعية. هذا وقد بينت النتائج أن للكليات التي يدرس فيها الشباب الجامعي دورا في تعزيز مشاركتهم في مؤسسات المجتمع المدني.
ذكرت هدى: أبرزت الدراسة مجموعة من التحديات التي تحد من مشاركة الشباب الجامعي في مؤسسات المجتمع المدني تتجلى في ضعف الحملات الإعلامية التي تعرف بهذه المؤسسات، وضعف الربط بين المشاركة فيها وفرص العمل لدى الشباب الجامعي، وعدم وجود اختلاف في درجة تقديرهم للتحديات التي تحد من مشاركتهم في هذه المؤسسات تبعا لمتغيرات الدراسة.
- إعداد خطط لغرس ثقافة التطوع
وحول سؤال عن أهم المقترحات التي خرجت بها الدراسة قالت: خرجت الدراسة بمجموعة من المقترحات كأهمية تأصيل المفهوم التنموي لمؤسسات المجتمع المدني، خاصة لدى الشباب الجامعي، وضرورة قيام مؤسسات التعليم العالي بإعداد خطط لغرس ثقافة التطوع وتأصيل المفهوم التنموي للعمل التطوعي وخاصة بين الشباب الجامعي؛ لتشجيعهم على المشاركة في مؤسسات المجتمع المدني بشكل فاعل.
About the Author